نعم الالم
الدمير الدول وتشويه القضية الفلسطينية
بقلم – فائز عبدالله
إذن في هذه اللحظة التاريخية يمكنني القول ان العدالة اضحت عدالة أو إنها استحت لمطاردتها المستضعفين في الأرض وهم الشعب الفلسطيني الجريح الذي خانته العروب ودول الخليج باسم المصالح والمنافع وتركته وحده يعاني ويلات القتل والتهجير وحدهم وسط تصفيق المغفلين قوميا في الاوطان العربية ، وفي ذات الوقت انعي لكم الجنائية فقد حاولت عليها رحمة الله وان تاتي متاخرا خيرا من ان لا تاتي دعائم القضية الفلسطينية كانت الخرطوم هي الاقرب لها لانها تدعم مواقف وحقوق الشعب الفلسطيني ولعبت حرب الوكالات العربية الصهيونية دورا في تغيير المشهد برمته لاجل العملاء الامريكين والاسرائليين ورسم الدور على الخرطوم تشرب من صفقة القرن يقول القائل في امثال الحزن والاسى “المتغطي بامريكا عريان ” عبارة نسمعها كثيرا ولكننا نتساءل عن الاستغفال الذي تم لابناء الدين والعرق باسم الديمقراطية ونظرية تدمير الدول عبر صناعة شخصيات وهمية ترسخ لتدمير الشعوب والذي يهمنا الآن هو المقاربة بين عملية تدمير الدول العربية ، مع ما يحدث في السودان عقب التغيير الذي حدث في 11 ابريل 2019 ، حيث تتطابق مراحل التدمير مع كل ما ذكر عند كل الخبراء الإستراتيجيين و المفكرين و أهل السياسة ، حيث تقوم النظرية ذات الأربع مراحل بالقضاء علي الدولة و تماسكها و جعلها في مهب الريح .
المرحلة الاولي : تبدأ كما يقول ( يوري بيزمنيوف ) بوصول مجموعات مجلوبة من الخارج تضم العملاء المشترين و المجندين مع بعض المبثوثين بالداخل ، تتولي السلطة في البلد المعني ، لإحداث عملية التدمير المقصودة دون أي عمل عسكري ، أولي الخطوات تسمي بـ ( إسقاط الأخلاق Demoralization) و هي عملية مركبة تبدأ بتغيرات جذرية في التعليم و الإعلام و الأخلاق الإجتماعية و خلخلة البنية الإعتقادية و التشكيك قدرة الدين في التأثير علي الفرد و المجتمع ، و مدة هذه الفترة تستمر من ما بين ( 10- 15 – 20 سنة ) و هي فترة كاملة لإعداد جيل جديد و تنشئته و تعليمه و تربيته علي القيم الجديدة و البديلة و الأخلاق المنحطة و الإبتذال ، و جعل هذا الجيل ضائع وسط هذه القيم التافهة التي لا تراعي أو تحترم العقائد الدينية و الاخلاق و المحرمات ، تفسد التعليم و تدمر الدين و تمجد من يحاربونه ، و إستبدال المؤسسات الدينية بمؤسسات زائفة و صنع رموز بديلة تهاجم العقائد و الدين يتم تلميعها و تسويقها لتكون بديلاً و تقديمها كنماذج للفكر الحر و الرأي المستنير .. و هدف هذه المرحلة هو نسف الولاء الوطني و إضعافه ، و تفتيت الشعور بالمسؤولية الوطنية لدي المجتمع ، و خلق الرموز الإعلامية الجديدة التي تجد دعماً من جهات غير معلومة و لا تحظي بقبول المجتمع ، تتولي ترويج الأفكار الجديدة و العبث بالنسق الإجتماعي و نشر العقائد الدخيلة و إفساد التعليم.
المرحلة الثانية : وهي مترافقة مع الأولي و تسيران معاً ، فهي كما يقول يوري بيزمنيوف ، متعلقة بــ ( زعزعة الإستقرار ) و مدتها خمس سنوات ، يتم فيها نشر العصبيات المناطقية و القبلية و الجهوية و الدينية و تسطيح الفكر و الوعي المجتمعي ، و العبث بأسس بناء المجتمع و تسخير رموز مصطنعة للتشكيك في الترابط الإجتماعي ، و تركيز إهتمام المجتمع بسفاسف القضايا و شغل الشباب بالملذات و الموضة و العنف و نشر الأجندات المريبة و المطامع الشخصية.
المرحلة الثالثة : هي مرحلة ذات مدي زمني قصير تسمي مرحلة (الأزمة) تستمر من شهرين إلي ستة أشهر و ربما تزيد ، حيث تنتشر الفوضي السياسية و الإنفلات الأمني و نذر المواجهات و الحرب الاهلية ، و إضعاف مؤسسات الدولة مثل الجيش و الشرطة و القضاء و اعتساف القانون و تدمير نظم الإدارة ، بجانب إرتفاع الأسعار و الإنهيار الإقتصادي و غياب الخدمات الضرورية و إفقار المجتمع وجعله قابلاً للتدمير ..
المرحلة الرابعة : هي التي تقع فيها البلاد بالكامل في يد القيادات البديلة المعدة و الملمعة مسبقاً و هي تتصدر المشهد السياسي و تدين بالولاء المطلق لعدو بلدها الخارجي ، حيث تكمل مهمة التدمير الشامل و تعود من حيث أتت ..
إذا أسقطنا هذه العملية علي ما يجري في بلادنا الآن ، نجده نفس السيناريو و المخطط ، ولا نحتاج إلي جدال كثير حوله ، فلننظر إلي ما فعلته السلطة الحالية ( تغيير مناهج التعليم و تبديل القوانين و إلغاء ما يتوافق مع الشريعة والدين ، شطب الدين من التأثير علي الحياة العامة ، إفساد أخلاق المجتمع ، إسقاط الشباب في الرذيلة و الملذات الوهم ، هدم مؤسسات المجتمع التوجيهية ، و إستسهال الهجوم علي القيم الدينية و الأخلاقية ، و نسف الإستقرار و السلام الإجتماعي ، إنتشار القبلية والجهويات و الولاءات الدنيا في المجتمع ، زعزعة الإستقرار و الإنفلات الأمني و إنتشار الجريمة و تدمير مؤسسات النظام العدلي و الإستخفاف بالقانون وعدم التقيد به ، وتخريب الإعلام و تسميم الفضاء الأخلاقي الذي يعمل فيه ، و صناعة الرموز المنحطة الجديدة ، و إفساد الشباب ، و التوقيع علي المعاهدات والإتفاقيات الدولية التي تدمر الأسرة و المجتمع و الدين .. و أخيراً سيأتي الدور علي المؤسسة العسكرية التي يكثر الحديث اليوم عن تفكيكها تحت ذرائع مختلفة خاصة و البلاد كلها اليوم تحت الوصاية الدولية و تديرها البعثة الأممية التي إستقدمها وطلبها رئيس الوزراء الذي تنطبق عليه كل شروط العمالة و التدمير الممنهج ..)
ختاما يحدد يوري بيزمينوف العلاج بقوله ” إن أقوي علاج لهذا السيناريو ، يبدأ بإيقاف أخطر خطوة هي الأولي – إفساد الأخلاق – وذلك لا يتم بطرد العملاء اأاجانب أو أضاعة الجهد و المال للبحث عن من يحرك اللعبة ، و لكن أنجح حل لإفشال الخطوة الأولي هو -إعادة المجتمع للدين – لان الدين هو ما يحكم علاقات المجتمع و يجعله يتناغم بشكل سلس ، و يحفظ تماسكه في أكثر الأيام سواداً ..”
هذا ما يقوله عميل الكي جي بي السابق ، و ليس علي لسان قيادات النظام السابق أو كوز من الكيزان …!!
واخيراً عرفنا لماذا يطالبون بتمديد الفترة الإنتقالية ..؟ و لماذا لا يتحدثون عن الإنتخابات ..؟؟ !!