ضربنا موعدا بأن نقدم للقارئ الكريم المرتكزات الفكرية والسمات الأساسية لحل القضية الفلسطينية القضية التأريخية التي استعصي حلها أمام الإنسانية والشعوب والأنظمة القطرية والإقليمية والدولية حتي كادت أن تصبح وصمة عار علي الضمائر والبصائر والعقول بما فيها تلك التي تعتقد أنه لا مستحيل تحت الشمس ، فالقضية الفلسطينية بسبب حالة اللا حلول والحلول الرمادية والمفخخة اوشكت بان تسجل الرقم القياسي لابرز المستحيلات تحت الشمس ، من السمات الأساسية التي تشكل برأينا مفتاحا لمشروع الحل التعرف علي طبيعة القضية والتي نقدمها في صيغة سؤال أساسي : هل القضية الفلسطينية قضية أزلية نشأت لتبقي هكذا بلاحلول حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا ؟ ليصبح الظالم والمظلوم الاثنان في قبضة الامتحان ام القضية طبيعتها طبيعة عزل سياسي اجتماعي من شعب الله المختار ضد شعب الله الخيار، والشعبان ضمن منظومة شعوب العالمين الخمسة وهي: شعب الله المخير وشعب الله المغوار وشعبه المحتار ؛ تلك الشعوبيات الخمسة وتصنيفاتها هي المسئول الأول عن تردي البيئة البشرية، الأمر الذي حدي بنا في قراءات سابقة بدعوة الأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولي حول التجربة البشرية برمتها لا لمناقشة ماهية الإنسان وإنما الوقوف علي هويته وهواه، فكل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ستذهب إدراج الرياح في غياب هذا المؤتمر المرجعي وقديما قالوا لن يستقيم الظل والعود أعوج، فظل منتدى دافوس معوج اقتصاديا؛ هنا نقصد الاقتصاديات الروحية والإنسانية وليست الربحية المختصرة المحتكرة وقمة الأرض وقمم الاحتباس الحراري تعاني ذات الإشكال، ومن سمات حلول القضية الفلسطينية هي قضية سياسية بإبعاد دينية، فقضية من هذا النوع المركب يتطلب في الأساس تفكيك المفاهيم بوصفها أيسر السبل لبلوغ المضامين، والمضامين يقصد بها حزم الحلول المرضية لدي طرفي النزاع دينيا وسياسيا ، ومن المداخل الاجرائية لحل القضية الفلسطينة فصل المسار الديني عن المسار السياسي والفصل هنا عملية تنظيمية اختصاصية تتكامل لاحقا عند ملتقي الحلول الحضارية الدينية والحلول المتحضرة السياسية والإنسانية؛ بالنسبة للمحور الديني تقترح المبادرة إجراء حوارين تمهيديين تحضيريين محور الحوار الحضاري، وهذا يتعلق بالمنظومات المتعددة داخل الديانة الواحدة بما في ذلك كريم المعتقدات الإنسانية، مطلوب من هذا الحوار تحقيق قيمة أساسية وهي التقارب وقيمة مضافة تبحث عن المشتركات التي تسهم في حل القضية الفلسطينية ، ثم محور حوار الحضارات الذي يتولي تنظيم شئونه المرجعيات الدينية الحاخامات والكرادلة والأئمة ورموز كريم المعتقدات والفكر الإنساني ، هذا المجمع يعنى بالبحث والاستكشاف والتنقيب واستخلاص المشتركات التي تشكل خلفية ومرجعية حضارية لحل القضية الفلسطينية بعيدا عن أدوات العنف والظلم والقهر والتسلط والتي لاتقرها اي مرجعية دينية ولا معتقدات الفطرة الانسانية السليمة، المواقع الخاصة بانطلاقة الحوار الحضاري وحوار الحضارات متروك للمرجعيات التنظيمية للمحورين بجانب الجامعات ومراكز البحوث والمهتمين؛ زمان الانطلاق يعتبر النصف الثاني من العام الجاري٢٠٢٠ هو بداية الشروع في الرؤى التحضيرية حول المحورين: محور الحوار الحضاري ومحور الحضارات ليصبح العام ٢٠٢١ بإذن الله بكامله عاما لنفير ونفرة الإنسانية لحل القضية الفلسطينة ليتم تتويج الحل رسميا في العام ٢٠٢٢. بالنسبة لمحور البعد السياسي للقضية الفلسطينية والمؤرخ بوعد بلفور وماتلاه من صراعات ١٩٤٨ و١٩٦٧ وما صاحبه من حلول وتعقيدات رهيبة علي الأرض وحيث الامصار هذا المحور يتشكل من ثلاثة أبعاد: بعد الراعي وهي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمشرف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبعد الدعم الفني لخيارات الحلول الحضارية الصادرة من محور حوار الحضارات ومحور الحلول السياسية المنبثقة من محور الحلول التأريخية والحلول الموضوعية الحديثة ؛ يبتدر الأمين العام للأمم المتحدة مشروع الحل والإعلان عنه ورعايته في ذات التاريخ المقترح وهو النصف الثاني من العام الجاري والذي يتضمن الدورة السنوية للأمم المتحدة في سبتمبر ثم يطلع المشرف والمجموعة المختصة بعملية الاشراف والتي تحددها الأمم المتحدة بالتشاور مع مجلس الأمن ولمن يروه مناسبا لإنجاح المشروع ، مهمة المشرف الدعوة لجلسات انعقاد تشاورية علي خلفية خطاب الراعي دعوة تشمل جميع التنظيمات القارية المعتمدة وأذرعها المدنية للبحث عن أرثها وتجاربها في الإسهام السلمي والحضاري لحل القضية الفلسطينة ، يضاف لها خيارات الحلول الصادرة من قبل الشرعية الدولية وكذلك المبادرات ومنها مبادرتي ، ومبادرة السيد دونالد ترامب والتي برأينا هي مبادرة جهد بشري منه وآخرين من دونه بالطبع ينبغي أن تؤخذ من منظور فكري في ثلاثة أبعاد ليس من بينها العنف والانفعال والاصطياد في المياه العكرة ، البعد الأول المبادرة جيدة تتطلب البحث في طرق التنزيل المبادرة ناقصة تحتاج للتكميل المبادرة مرفوضة تتطلب البديل من ذات الجهد السياسي والفكري الذي تفضل به السيد ترامب نصيحتنا له ولدولته الراعية ومن روح وفلسفة المبادرة المطروحة أن يتكرم بإيداع مبادرته التي أطلق عليها صفقة القرن أن يودعها منضدة الأمم المتحدة لتحيلها بدورها إلي الأطر والمرجعيات السياسية والحضارية للتقرير بشأنها، ولنا عودة حول الاسناد السياسي والحضاري العميق عند مرحلة القراءات الفكرية والروحية والسياسية والاستراتيجية الداعمة للحلول المستدامة العادلة إنسانيا وروحيا وحضاريا للقضية الفلسطينية بشقيها الفلسطيني والإسرائيلي.