قبل أن تجف الأحبار التي سوّدنا بها صفحات الصحف احتفاءً وابتهاجاً بنتائج مؤتمر باريس ، أبى «هؤلاء» إلا أن يسرقوا منا كل بهجة وكل أمل وإن كان يلوحُ في أفقٍ بعيد، بالأمس بشرنا وزير الطاقة بزيادة في أسعار المواد البترولية وقد مهد لها تمهيداً وحجته في ذلك ارتفاع اسعار الدولار… وزيادة جنيه واحد على أسعار الوقود تتبعها عشرات الجنيهات زيادةً في أسعار السلع والخدمات والمواد الغذائية والمواصلات وكل شيء… كل شيء… وقبل أن تجف الأحبار التي سوّدنا بها صفحات الصحف احتفاءً بمؤتمر باريس قفز سعر الدولار بصورة مذهلة وهو عكس ما كان متوقعاً ، مما يعكس خللاً ادارياً يكشف ضعف أجهزة الدولة المختصة… فإلى متى ينتظر المواطن على جمر المعاناة وهو ينظر إلى قرارات الدولة التي تصب الزيت على نار الضائقة المعيشية والغلاء… (2) المسؤولونالذينيؤتىبهملمعالجةارتفاعاسعارالدولارولجمجموحهالمتصاعد،وتخفيفالضغطعلىالمواطنوإطفاءنارالأسعاروالغلاءولايجدونسبيلاًإلاالضغطأكثرعلىالمواطنثمتكونحجتهمفيذلكهوارتفاعسعرالدولارليسواجديرين بالحكم وتولي المسؤولية وإدارة شؤون الدولة… فلماذا أتيتم للحكم إذن، وما هي مهامكم إذا لم تكن معالجة ارتفاع سعر الدولار وتخفيف المعاناة ولجم الأسعار والغلاء أهمهما وأعظمها ؟ هل أتيتم لنراكم على شاشات الفضائيات ومن خلف الزجاج المظلل ومن فوق الأبراج العاجية ؟ أم أنكم أتيتم من أجل لجم جماح الدولار وتخفيف العبء على المواطن..!!! فكيف لكم أن تضعوا المواطن بين قطبي رحى الضغوط وتجعلون زيادة أسعار الدولار حجةً لعجزكم..؟؟؟ ولعلي اُكررُ ما أشرتُ إليه غداة انعقاد المؤتمر وهو أن مؤتمر باريس ليس خاتمة المطاف وليس كل شيء وإنما حسن الإدارة والتدبير هو مربط الفرس ورأس الرمح وأن الذي يعجز عن إدارة دولة تزخر بالموارد والمعادن والمياه الجوفية ومياه الأمطار والأرض الخصبة والثروات الحيوانية والغابية والزراعية وشتى أنواع خزائن الأرض من معادن نفيسة وغيرها، لهو أعجز عن إدارة القروض والمنح والهبات… (3) بقي أن نذكركم أيها السادة بأحاديثكم التي كانت تملأ الأفق أيام كنتم في المعارضة ، حيث كنتم تسلقون نظام البشير بألسنة حداد في كل مرة يلجأ فيها إلى جيب المواطن بدلاً عن إيجاد معالجات لتخفيف الضغط عليه، فهل أصبح جيب المواطن مباحاً الآن، والحيطة القصيرة التي يلجأ إليها عديمو الحيلة والتدبير..؟… أعود وأقول إن قرار زيادة أسعار البترول مرةً «رابعة» سيكون مؤشراً سيئاً وحجة نافذة على حكومة عجزت عن كل شيء وتمادت في الضغط على المواطن وعلى نفسها جنت براقش……. اللهم هذا قسمي فيما أملك… نبضة أخيرة: ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين. صحيفة الانتباهة