حمزة مصطفى يكتب :
إليك أكتب أيها الوطن
بحروف عصية علي لمواصلة الكتابة في زمن الانغلاق وسد الأفق و العنادو التتريس و معانقة المداد بدم ودمع أكتب اليك بعض من كلمات عن مآسى جرحك العميق اكتب إليك سيدي بلا تكلف وانت في هوة الصراع بيننا طريح الفراش مسلوب الارادة وفي بديات المسير نحو اللاشئ و في مفترق الطرق تنهش في لحمك كلاب الصحراء وتتخطفك بغاث الطير . اكتب اليك ايها الوطن وفي الحلق غصة برغم عزة كبريائك بلا منازع وفخامة مسماك الأنيق .اكتب اليك وانا مكبل اللسان منزوع الرغبة والمدافعة مكسور الخاطر وجرحي ينزف دما بلا إنقطاع وجفوني عشقت الدموع والنواح المتواصل ومآلات حالك التي لاتسر صديق و بعض البدايات عندنا تخطو خطواتها نحو الانهيار و فصول الأنزاق أوشكت هي الاخرى ان تعانق النهايات الغير محتملة وألبست جدارك المنهك بالحزن ثوب التمزق والافتراق ولون التعصب والإنتماء الهش وعندها سيطرت على الجوارح بكل ماتبقى من جراحات تإئن بالنزيف وأكوام الحريق والدخان المتصاعد بلا نهاية معلنة الوصول للمفارقة بلا رجعة وضياع ماتبقي من مكمن سر عشقك وأنفاس ترابك الذي هو اغلى من كل نفيس وغال . عندها لم يكن بيننا رجل رشيد ليغظنا عن منامنا وسكرنا الذي طال مداه وتعمق في جرحك بالنزيف بل كانت هواجس النفس وتغلبات الزمان فينا تهيمن على كل مقاليد المشاعر وضبطها بلا ضابط فكان الواقع المرير المتأزم. الكل كان هناك يبحث في حنايا الصراع عن مغنم وكنز وتاج ونسو وتناسو ان تاجهم هو انت بكل معاني العلو . حينها تمزقت كل اجزائك إربا إربا بعد ان كانت كل ارجائك لنا وطنا ومرقدا. ارتهنا انفسنا لغيرنا فضاعت معالم خارطة عزتنا وتبدل حالنا زل وانكسارا .وإرتضينا بغيرنا حكما بيننا فضاعت هيبتنا التي كانت. نعم مازال في جنح الليل ضوء وشعاع وأمل. نعم نتصارع فيما بيننا ولكن لا نسمح ان يكون بيننا دخيلا حاملا الود لنا فالود فينا والتسامح منبع ارضنا.نعم نختلف في رؤانا ولكن في البناء اخوة ليس بيننا فوارق اعمارنا يحدها الحب ما استطعنا ألواننا هي سر التمازج والإنتماء أرواحنا صادقة عندها نمضي في رحابك بلا وصايا .فلنمزق فواتير الارتهان عزا لمجدنا ولنصطف جندا في خط المشاركة للبناء بثوب الوطنية وننفض عنا غبار التشرزم والتعصب .وأن تتوفر فينا الإرادة الوطنية ولزاما علينا محافظة السلمية وعدم ملامسة الخشونة في الحوار بيننا لنضمن سلامة الوصول للغايات المنشودة عندها يكتمل بدرك ويعود مجدك وتاريخك الذي كان ، فنتعافى ونتصالح ونتسامى فوق جراحاتنا بغية غد بلا جراح ووطن بلا صراع