المقالات

منصُور خالد.. مَلكٌ لمملكةٍ بلا حُدود مُحمّد عُكاشة

8views

منصُور خالد.. مَلكٌ لمملكةٍ بلا حُدود

مُحمّد عُكاشة

في إحدي بناياتُ عُثمان أحمد عُثمان في مصر الجديدة جلستُ ذاتُ صباحٍ شاتي في حضرةِ الدكتور منصور خالد في حوارٍ صِحافي حول شخصيتهِ المُثيرةُ للجدل أطرحُ الأسئلةَ عن بناءُ الذّات ومكوناتُ شخصيتهِ.
سألتهُ عن حيّ أب رووف العريقُ وعن بقعةُ ام درمان وأغنيّاتُ الحقيبة وأماديحُ السَادة السَمانية وحامد أب عصاةً سيف وعن أترابهِ وزملاءُ الدراسةِ وعن عشقهِ نادي الهلال الرياضي.
ثمّ..
سألتهُ عن تَسفارهِ الطويلُ واغترابهُ المُتطاولُ وعن ( أسفاره ) تدوينٌ لتأريخِ السُودان بأحزابهِ وأحداثهِ وتنوعهِ الثقافي وعن مُدوناته العميقةُ التي استنجزها وعن سِحرِ البيان.
سألتُه.. برغُم ارتباطاته الكونية وأعمالهِ عن كيف تأتي له قراءةُ ما قرأ وكتابةُ ما كتبَ بما يُعدُ إضافةً ثرةً للمكتبةِ السُودانية.
دكتور منصور أجابني:
(..أنا أقرأُ وأكتبُ كيفما اتفق في حلي وفي أسفاري.
أقرأ طوال اليوم ..كانَ ذلك في الماضي بالطبع.. أما الآنَ وقد تقدمَ بيّ العُمرُ فإني أقرأ وأكتبُ من التاسعةِ صباحاً وحتى الحاديةَ عشرةَ ليلاً، إلا أن ما يقطع خُلوتي هذي هو حديثي إليك هذا، أو لتناولِ وجبةٍ أو للردِ على اتصال)
إذن.. وثم.. وبعد، فإن الدكتور منصور يقرأ أكثرَ من ثُلثي يومنا الممحوقُ هذا.
مديرُ مكتبةِ جامعةُ الخُرطوم الرئيسةُ أجابَ سؤالَ هل ثمتَ طالبٍ قرأَ كل محتويات المكتبةِ هذي.
مكتبةُ الجامعة بما حوتهُ من مباحثَ في الأدب والقانون والتاريخ والفلسفةَ وعلمُ النفس والاجتماع وغيرها.
الرجلُ أجابَ إجابتهُ:
إثنانِ فقط.. منصور خالد وحَسن أحمد إبراهيم والأخيرُ هو أستاذُ التاريخُ في جامعةُ الخُرطوم فيما بعد.
أوباااااا..
عقلٌ مُريع وذاكرةٌ مَهيبة وطاقةٌ مُذّهلة ومِثلي يقرأُ بشقِ الأنفُسِ بالكاد ساعتانِ في اليومِ والليلة.
أنا أقرأُ بصُعوبةٍ بالغةٍ هنا وهُناك شَذّراتٍ أشتات.
غيرَ أنني أقرأ مَسروراً حوار الدكتور عبدالله علي إبراهيم في حديثهِ إليه في ( أوراق ) وذّاكَ حوارٌ ذّو شُجون.

ثمُ..
في الخُرطوم أنشرُ حوارَ منصور خالد وصَديقي عبدالمنعم قُطبي لطالما أعانني على القراءةِ والكتابةٍ لنتجاذّب أطرافَ حوارٍ عبقريٍّ في الأدبِ والسياسة وتاريخنا الدائري.
قُطبي ذاتهُ حاورتهُ لخالدةِ الذكر صحيفة ( ظلال ) وفي إجابته عن سؤالِ القراءةِ والكتابةِ أجابَ:
(أبدأُ يومي بها= القراءة = وأختمه.
أبدأُ بقراءةِ الصحف والمجلات الصادرةِ هذا الصباح.
أقرؤها جميعاً بلا استثناء؛ الأخبارُ والاقتصاد والمنوعات والرياضة والأعمدةُ والمقالات.
أقرأ النقدَ بِشقيّه الرياضي والفني – يضحك – وأقرأُ حتى الوفيّاتُ والمحاكم والإعلانات جميعاً.
أقرأ نحواً من خمسةِ عشرَ صحيفةٍ سُودانية.
أقرأُ حتي المقالات التي لا يقرأها حتي كاتبُوها.
أفعلُ ذّلك كل صباحٍ لأنَ في قراءتها مِراناً علي الصبرِ الجميل).
وبعدئذ…
رحلَ عبدالمنعم قطبي الكاتبُ العظيم والقارئ النهِم ورحلَ منصور خالد الذي حينَ تحدثَ في لقاءٍ تلفزيوني يتنبرُ بحقهِ قالَ.. أنا ملكٌ لمملكةٍ بلا حدود.
رحلا= منصور ومنعم = والمكتبةُ غذّاءُ العقلُ والروحُ في ذّمة التاريخ والمعرفةُ حالٌ ومقامٌ.. وكذا الِكتابةُ.. والكِتاب !!.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

13 + ثمانية عشر =