Site icon المجرة برس

د. الزبير الطيب محمد يكتب .. لا تتبرع بجهلك

لا أنسىٰ تلك العبارة التي كان يُردِّدها كثيراً أستاذنا في اللغة العربية الفاضل التجاني الفكي -حفظه الله ومتَّعه بالصحة والعافية- عندما يعاتب أحد (المهرجلين) في الحصة..

فيقول (لا تتبرَّع بجهلك)!
هذه العبارة جالت بخاطري ونحن في هذه الأيام نشهد (حرباً) من قوم تمرَّدُوا وأصبحوا يتبرَّعون بجهلهم من اغتصاب ونهب وقتل وتشريد لكل الشعب السوداني
المغلوب على أمره الذي عانىٰ ما عانى من تبرُّع الجهلاء الذين جعلوا أقصى طموح المواطن أبسط متطلبات الحياة!

هذه الحرب تُعلِّمنا أنَّ الوطن لا يُبنى بالأحقاد ولا يُعمَّر بالإفساد ولا يتقدَّم بالعناد..

هذه الحرب تجعلنا نراجع علاقاتنا وأخلاقنا فقد رأينا من لا أخلاق له.. وشاهدنا من لا أمانة له ..وتابعنا (خيانة)من خان عبر الشاشات وخلف الجوالات..

هذه الحرب تعلِّمنا أن أبغض شيء نربيه وأنتن مشروع نهديه هو (العنصرية )و(الحزبية) الضيقة التي لا هم لها إلا مصالحها الشخصية وأغراضها الآنية..

أبناء وطن واحد ودينهم واحد وتجمعهم المحبة ويؤيهم السلام ثم يفتحون مجالاً لأعدائهم لينهبوا خيراتهم ويفرحوا لهلاكهم! ..

إن (فرطتم) في بلادكم فلن يستقبلكم أحد وستجدون أنفسكم غرباء مشردين تطاردكم لعنات خيانتكم وألوان غبائكم..

وحينها لن تنفعكم ابتسامة الشعوب المغلوبة على أمرها ولا تاريخكم الذي كان حافلاً بالخير والصفاء؛ لأن عالمنا اليوم لا يعترف إلا بالأقوياء ولا قوة إلا في توحُّدكم والعمل من أجل مصالح بلادكم العليا ..
اللهم ردَّنا إليك رداً جميلاً وأصلح أمورنا ..

✍️د.الزبير الطيب محمد
٢٨ذو الحجة ١٤٤٤هــ
١٦يوليو ٢٠٢٣م

Exit mobile version