Site icon المجرة برس

بيت الشورة ….. عمر الكردفاني …..قوات مكافحة التهريب ….عظم المهمة و عظم الهمة

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

قوات مكافحة التهريب ….عظم المهمة و عظم الهمة

قبل سنوات جاءني خبر حزين باستشهاد مجموعة من قوات مكافحة التهريب السودانية التابعة لقوات الجمارك فحملت أحزاني ودخلت إلى مباني رئاسة قوات الجمارك وقلبي يمور بالغضب وسألت عن إدارة الإعلام فدلوني عليها وهناك نثرت كل بركان غضبي وانا اسال عن قوات مكافحة التهريب مهامها وإدارتها عددها وعتادها ،فخرحت بحصيلة وافرة من المعلومات بصورة شخصية ولكن مع التحذير عن نشرها إذ بالطبع يجب اتباع التسلسل الرسمي لنشر اي خبر عن قوات الشرطة .احتفظت بمعلوماتي وفي القلب غصة أن لا استطيع الكتابة عن هؤلاء الرجال الذين يجوبون الفيافي والوهاد حاملين أرواحهم على اكفهم فداء للوطن اقتصاده امنه وصحته ،واحتراما لقوات الشرطة ما زلت احمل معلوماتي في صدري بارقامها واعدادها وصور شهدائها .
ما دفعني إلى الكتابة اليوم هو تعاظم مسؤولية قوات مكافحة التهريب وما يجب أن نقدمه لها خاصة في وجود رجل من شرطة الجمارك على سدة وزارة الداخلية وهو الاخ الفريق شرطة خليل باشا سايرين الذي يعرف اكثر مني ما يجب فعله في هذا الشأن واتعشم أن يوليها مزيدا من الاهتمام .
في منتصف التسعينات  والسودان محاصر بقوات المعارضة من جهة والحركة الشعبية من جهة والنهب المسلح من جهة اخرى تسللت قوة من المعارضة إلى كسلا مستهدفة المطار ولكن لحسن الحظ كانت هنالك قوة صغيرة من مكافحة  التهريب قادها حظ السودان إلى المواجهة مع القوة المتسللة فلم يتوانى قائد القوة من  إصدار تعليماته بصد الهجوم الغادر فكانت معركة دارت زهاء الثلاثة ساعات استشهد فيها ستة وجرح آخرون ولكن كانت النصرة لقوات مكافحة التهريب التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وحق لها ذلك ،اليوم تواجه قوات مكافحة التهريب خطرا اكبر ومسؤولية اضخم ذلك لأن هذه القوات لديها (عيون) في كل حدود البلاد وتتعامل مع المهددات الأمنية بكل حسم تلك المهددات التي كانت تهريب سجائر أو مواد غذائية أو حتى ذهب ولكن اليوم هنالك السلاح والعتاد العسكري الذي اذا وصل إلى أيدي مليشيا الجنجويد فلربما ساهم في توسيع دائرة هذه الحرب اللعينة والمعروف أنه حتى الجريمة العادية اي (التهريب) تتطور يوميا فلماذا لا نقوم بتطوير قوات المكافحة على الصعيدين اللوجستي والتقني بل وحتى الجوانب التشريعية بمنحها صلاحيات أوسع ،إذ بما انها مسؤولة عن أي تسرب في الحدود دخولا وخروجا إذن فمن حقها التمتع بصلاحيات أوسع وتقنية أعلى وعتاد اقوى حتى تؤدي دورها المطلوب بكل حزم وحسم.

ثم ماذا بعد ؟

إن ما أعلمه عن قوات مكافحة التهريب هو أنها قوة ضاربة سريعة وتتمتع بصفات قتالية ممتازةوانتشار واسع  ولكن اغلى ما تمتلكه هو هذه الهمة العالية حتى أن وزير المالية السوداني قال يوما : إن قوة تسير أربعة أيام دون رقيب أو حسيب وهي تحمل ذهبا بقيمة ملايين الدولارات لحق لها أن تترقى وتحفز وهو ما قام به مدير قوات الشرطة و مدير قوات الجمارك الفريق شرطة حسب الكريم ٱدم النور فورا ،ولكن آن الأوان لتطوير قوات مكافحة التهريب بالطريقة التي أسلفت لأن مهامها تحتاج فعلا إلى همة عالية وحسم قوي وانتشار تقني ولوجستي واسع .

Exit mobile version