Site icon المجرة برس

بيت الشورة عمر الكردفاني إبن عمرحسن منصور…..ايأ من أظفار الحرب اختطفك ايها الجسور!

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

إبن عمرحسن منصور…..ايأ من أظفار الحرب اختطفك ايها الجسور!

دائما اصف نفسي بالمحظوظ للكثير من المنعطفات التي مرت بها حياتي والكثير من المحن التي عالجتها وخرجت منها موفور الحظ بحفظ الله ورعايته وتسخير عباده الصالحين ،ومن أكثر الحظوظ التي من بها علي المولى عز وجل أنني دخلت إلى مجال الجمارك عبر شخص نبيل واصيل وقور وجسور اسمه إبن عمر حسن منصور .
وللقصة بداية غريبة ، فقد التحقت  بجامعة السودان المفتوحة (التجربة الأولى بداية التسعينات والتي أسسها الدكتور الراحل ابوبكر عوض) وفي ذات الجامعة كان الراحل المقيم اللواء م ابن عمر حسن منصور وكان برتبة الرائد على ما اعتقد  ، وقد كان يأتي إلى دوام الجامعة بسيارة الجمارك البوكس والذي لا يخرج به من الجامعة الا وقد امتلأ تماما بالطلاب المتوجهين تلقاء الشهداء والثورات ، بلا تذمر وبذات الابتسامة الوقورة والسمت الحيي يحمل الرجل زملاءه يوميا دون كلل أو ملل ، وعندما تم اغلاق الجامعة وتم توزيعنا إلى مختلف الجامعات افترقت بنا اللقاءات (التحق هو بجامعة النيلين ) ولكن لم نبعد عن بعض حسب السكن وبعدها كان سببا أن حبب الي قوات الجمارك  ، لقد كان الرجل ذي السمت الوقور والهدوء البائن والانضباط في كافة مجالات حياته قبلة لكل محتاج وكان يعمل قلمه لمساعدة كل من يلجأ إليه من المواطنين في شأن يخص التعريفة دون من أو أذى وكان لا يتوانى في خدمة الجميع حتى دون أن يرفع نظره ليرى من الواقف أمامه ، واظن أن هنالك الآن الالاف من المساكين الذين ساعدهم لا يدرون أن الرجل ارتقى إلى عند العزيز الرحيم .

لقد كان ابن عمر مثالا للخلق القويم والاجتهاد والمثابرة مع هذا الذكاء البائن لا يتوانى في بذل النصائح القيمة ، فقد قال لي يوما دون مقدمات :إذا سمعت الاذان للصلاة فلتضع كل ما بيدك وتتجه إلى الصلاة لان الدنيا لا تدوم وصلاتك هي التي تجنيها ، ووالله ما مرت بي لحظة دون أن أتذكر هذه النصيحة الغالية وأتمنى أن يستمر اجره ما ارتفع صوت الاذان ولبيت.

إن هذه الحرب اللعينة ليست كأي حرب في العالم وحروب العالم تقتل بالأسلحة ولكن في السودان يموت الناس الآن بالعشرات من الأسباب اقلها هذا القهر الذي يفطر قلوب الرجال على وطن بنيناه بالدم والدموع والسهر وعدم الهجوع ،لقد استشهد عشرات الآلاف من السودانيين جراء انعدام الأدوية أو عدم القدرة على الحركة إلى أماكن العلاج بل حتى مرضى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم والسكر لذا فإن تفقد الناس بعضهم البعض أصبح حاجة يومية حتى لا يفجع الإنسان بوفاة عزيز دون مقدمات كما حدث لي الآن وقد كانت اخر لقاءاتنا لأكثر من عامين .

 

ثم ماذا بعد؟

أنها قوات الجمارك سادتي هذه القلعة الحصينة من الأخلاق والقيم المتوارثة كابرا عن كابر أنجبت الكثير من الافذاذ الذين بنوا صرحها الكبير موشحا بالفخر والوقار وما من دفعة أو مجموعة الا وفيها من العباقرة ممن يشار إليهم بالبنان لذا فقد استمرت مسيرتها  في تؤدة ووقار يحمل رهقها رجال تركوا فينا هذه السيرة العطرة وهذا الجرح الغائر حينما يرتحل أحدهم وفي القلب شئ من ذكراه الطيبة التي يجب أن تدرس للأجيال عن عرين يسمى قوات الجمارك السودانية.

Exit mobile version