Site icon المجرة برس

حسن عبد الحميد يكتب:الفيتو الروسي… صفعة على أكثر من وجه

 

 

 

 

الفيتو الروسي…
صفعة على أكثر من وجه

حسن عبد الحميد

لقد كان يوم الاثنين الثامن عشر من نوفمبر 2024م يوما مشهودا على صعيد مآلات ومسار الحرب التي يخوضها الجيش السوداني ومن ورائه شرفاء الشعب في مواجهة مليشيا الدعم السريع الإرهابية.. ففي هذا اليوم كانت جبهة الحرب هي الجبهة الدبلوماسية وهي على عكس ما يظن البعض من أهم الجبهات.. وما إن غابت شمس ذلك اليوم حتى اتضحت معالم نتائج المعركة الدبلوماسية بملامح نصر كبير للجيش السوداني وانصاره في نفس الوقت الذي كانت ملامح الخيبة والفشل تبدو على أكثر من جهة محلية وإقليمية ودولية.
ففي هذا الاثنين الأغر انعقدت جلسة بمجلس الأمن لمناقشة مشروع قرار تقدمت به بريطانيا بخصوص السودان ويبدو أنها بذلت جهودا مضنية لتمريره وبدت واثقة من ذلك خاصة وأنها تتولى رئاسة مجلس الأمن في هذه الدورة كما يبدو أن الكواليس كانت مُثقلة بالتحركات لضمان نجاح تمرير مشروع القرار البريطاني.. والمؤكد إن هناك جهات كانت (تدفع) من أجل نجاح المؤامرة البريطانية.. وبالمقابل كان المندوب الروسي الذي نجح في إدارة المعركة الدبلوماسية بحنكة عالية يقف بالمرصاد لبريطانيا وحلفائها.
وفي نفس اليوم كان مبعوث الرئيس الأمريكي بايدن المنتهية ولايته يسجل زيارة إلى السودان ويلتقي بالمسئولين السودانيين ويناقش ذات القضية التي يدور حولها الجدل بمجلس الأمن في نيويورك وان اختلفت التفاصيل.
فما الذي جري بكل من نيويورك وبورتسودان.. وما أثر ذلك على الأطراف المعنية؟.
في نيويورك وحسب ما جاء في الأخبار وحملته الوسائط المتعددة فقد جرت مواجهة عنيفة بين المندوب الروسي والمندوب البريطاني.. وحسب ما رشح من أخبار فقد بذلت بريطانيا جهودا مضنية حتى أنه تم رفع الجلسة للتشاور وتم تعديل القرار أكثر من مرة من أجل تمرير القرار.. إلا أن النتيجة كانت مخيبة لبريطانيا وحلفائها.. فمن أصل خمسة عشر عضو هم أعضاء مجلس الأمن وافق أربعة عشر على مشروع القرار البريطاني… غير أن المندوب الروسي قد فاجأ الجميع واستخدم حق الفيتو مما أدى لسقوط القرار ورفضه.. ولم يكتفِ المندوب الروسي بإسقاط القرار بل شنّ هجوما واسعا على بريطانيا… وسال مداد كثير في وسائل الإعلام حول المواجهات العنيفة بين المسئولين الروس والمسئولين البريطانيين.. وقد أورد موقع الأمم المتحدة على الإنترنت وقائع هذه الملاسنات التي كان وزير الخارجية البريطاني طرفا فيها وصبّ فيها الدبلوماسيون الروس جام غضبهم على بريطانيا وسياساتها.
في بورتسودان كان توم بيريلو مبعوث الرئيس بايدن المنتهية ولايته يزور السودان وبدت زيارته كمندوب تاجر خاسر أراد أن يختتم حساباته ليقدمها لمن أرسله قبل أن تنتهي مهمته.. وقد التقى بيريلو ضمن من التقى بكل من رئيس مجلس السيادة ونائبه ووزير الخارجية.. وسنكتفي بما أوردته وكالة السودان للأنباء الرسمية حول لقائه بنائب رئيس مجلس السيادة كمؤشر على نتائج لقاءات بيريلو.. : ( وأشار سيادته ان زيارة المبعوث الأمريكي تعد بداية جيدة لبناء علاقة صحية جديدة لاسيما أنها بدأت من مقار الحكومة السودانية وليس عبر المطارات أو من خارج السودان أو عن طريق مكالمات هاتفية وهذا ما سيساهم في خدمة مصالح البلدين.

وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة أن الأزمة التي يمر بها السودان الآن هي صنيعة أيادي سودانية ومباركة أمريكية وأوروبية إلى جانب الدعم المادي من دولة الإمارات العربية المتحدة . وأضاف أنه إذا رغبت الولايات المتحدة فعلاً في إنهاء هذه الحرب، فعليها بحكم علاقاتها مع دولة الإمارات ان تتطلب منها ان تكف عن دعم مليشيا ال دقلو.) كلمات مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة واضحة كفلق الصباح قاطعة كحد السيف قوية كالرصاص… ولعلهم يفهمون.
من خلال الاستعراض الموجز لما تم في بورتسودان ونيويورك يوم الاثنين الثامن عشر من نوفمبر 2024م… تُري كم وجه أو جهة تلقت الصفعة الروسية؟

Exit mobile version