المقالات

عوض ابكر اسماعيل يكتب:الفيتو الروسي يدفع بالدبلوماسية الشعبية السودانية إلى الواجهة

2views

الفيتو الروسي يدفع بالدبلوماسية الشعبية السودانية إلى الواجهة……….

بقلم: عوض أبكر اسماعيل

لعل الفيتو الروسي الذي استخدمه المندوب الروسي في الدقائق الأخيرة في مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين الموافق 18/11/2024… ضد المشروع البريطاني الذي حصد (١٤) صوتا من جملة (ه١) صوت والرامي إلى نشر قوات دولية في السودان تحت ذريعة حماية المدنيين والذي كان بمثابة دس السم في العسل لم يفاجئ المتآمرين على تفتيت الدولة السودانية فحسب وإنما فاجأ حتى مندوب السودان الدائم بمجلس الأمن الدولي والوفد المرافق له.. إذ كان أشبه اي الفيتو (بالنشلة) في الدقائق الأخيرة لمباراة كرة قدم اي تسجيل الهدف في مرمى الخصم في الدقائق الأخيرة لمباراة حامية الوطيس بين طرفين قبل اطلاق الحكم صافرة النهاية ، الأمر الذي لايمكن المهزوم من معادلة النتيجة وبالتالي لامفر له سوى الاستسلام للهزيمة وهو نادبا لحظه.. هذا هو ما حدث بالضبط في أروقة مجلس الأمن الدولي بواشنطون في الدقائق الأخيرة للتصويت على المشروع الاستعماري الجديد تحت رعاية وهندسة المملكة المتحدة(بريطانيا).. ومن الجدير بالذكر أن هذا الفيتو الذي استخدمته روسيا لأول مرة لصالح السودان بين قاعات مجلس الأمن الدولي لم تستخدمها لجهة تميز علاقاتها بالدولة السودانية ولاحبا في زرقة عيون الشعب السوداني ، وإنما استخدمتها لضمان وجود نفوذ لها في الأراضي السودانية التي أضحت محط أنظار الدول الكبرى لاسيما أمريكا والصين وروسيا ذاتها .. وذلك بحكم الموقع الجيواستراتيجي المتميز الذي يتمتع بها السودان.. علاوة على أنها أي روسيا ظلت تعمل جاهدة لإيجاد موطئ قدم لها في سواحل البحر الأحمر ولاسيما ميناء بورتسودان في أزمنة حكم سابقة.. وذلك منذ عهد حكَومة عمر البشير مرورا بالحكومة المدنية الانتقالية وانتهاء بالحكومة العسكرية الراهنة التي يترأسها الفريق /عبد الفتاح البرهان والتي توجت في نهاية المطاف أي مساعيها بمنحها مبدئيا مركز دعم لوجستي على ساحل البحر والذي مازال الحوار حولها لم يحسم بعد .. فضلا عن أن لروسيا مصالح أخرى في السودان تتجلي في رغبتها الجامحة في الاستثمار في الثروات النفطية والمعدنية والزراعية التي تزخر بها الأراضي السودانية.. وبنفس القدر للسودان أيضا مصالح خاصة بها يمكن أن تتحق من خلال علاقتها بروسيا و تتمثل في التعاون العسكري وفي التوسع في الاستثمارات الروسية في مجال استخراج النفط والتعدين في الذهب وفي التقنية الزراعية.. أي بمعنى آخر علاقة قائمة على تبادل المنافع والمصالح المشتركة بين الدولتين أى (win win).. ولأجل تعزيز العلاقات السودانية الروسية على ضوء المرحلة الجديدة التي افرزها الفيتو الروسي في العلاقات بين الدولتين ينبغي للدولة السودانية تفعيل علاقتها الدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية مع روسيا في كافة المجالات.. علاوة على ضرورة تشجيع وتحفيز الدبلوماسية الشعبية بين الشعبين ، وبخاصة أن الدبلوماسية الشعبية في الوقت الراهن تعتبر من الأسلحة الناعمة التي لاغني عنها.. إذ يمكن استخدامها في فضح الانتهاكات والمذابح الوحشية التي ظلت قوات الدعم السريع المتمردة ومرتزقتها ترتكبها في حق المواطن السوداني وتعريتها أمام الرأي العام الروسي.. ومن حسن الصدف أن الجهاز الشعبي لنهضة السودان وهو أحد الأجسام الشعبية الوطنية الذي ولد مؤخرا باسنانه.. إذ استطاع بحراكه أن يسجل قصب السبق في تكريم القائم بأعمال السفارة الروسية بالسودان بمقر السفارة الروسية بمدينة بورتسودان نيابة عن الشعب السوداني.. وذلك من خلال تسليمه (درع الشعب) اعترافا وتقديرا للموقف الروسي التاريخي الذي وقفته داخل مجلس الأمن تجاه حكومة السودان وشعبه، الشئ الذي ادي الي افشال المؤامرة الكبري التي حيكت.. لأجل تفتيت وحدة السودان وتقسيمه إلى دويلات من خلال التدخل الدولي المسنود من قبل بريطانيا وفرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة بمباركة تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية (تقدم).

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

تسعة + 20 =