بيت الشورة
عمر الكردفاني
الجهاز الشعبي لنهضة السودان والعودة إلى حضن الشعب
تفاءل الشارع العام بنهوض المارد الاخضر الجهاز الشعبي لنهضة السودان كونه أتى بمضامين مشتركة يحتاجها الوطن ، وحتى الاسم الذي ابتعد عن النمطية أعطى إشارات إيجابية للمواطن أن هنالك جسم سياسي منك واليك ، ليست لدينا رؤى تبعيضية لاي فرد أو قيادي بالجسم الذي ولد عملاقا إلا أننا كإعلاميين كان لنا تحفظ على بعض المسارات التي سلكها بعض قادة الجهاز وهي مسارين يضران بأي مجموعة مهما كانت على قلب رجل واحد ،اول هذه المسارات هي تجيير الجهاز الى جهة سياسية بعينها حتى بدأ كتاب الرأي في التململ كون الاتجاه السياسي المعني ما زال مثخنا بالجراح من معارك كبيرة سابقة ومن غير المجدي محاولة إنقاذه على حساب تطلعات شعبية تسعى إلى تجربة مختلفة ،والمسار الآخر هو مسار تمجيد الأشخاص وهو ما يحيد تماما بالجهاز عن فكرته المبنية على النهوض الجمعي وليس السعي إلى الديكتاتورية النرجسية السودانية المعروفة ،وقد المني جدا ما سعى إليه أحد الإخوة بوصفي وصفا غير دقيق وهو لا يعلم أن أربعين عاما في بلاط صاحبة الجلالة كافية لأن تجعل من هذا القلم سيفا مصلتا الحق بلا ثمن ولا فخر .
إن اختلاف الاراء ليس سيئا دائما فهنالك بعض الاختلافات التي تلد أفكارا اروع وتبني اجساما خالية من عيوب الابتسار ، والان وقد أجرى الجهاز جراحته المطلوبة لتصحيح المسار بانهاء تكليف الرئيس ونائبه فالاجدى أن يسعى كل إلى مبتغاه الذي نظن مهما اختلفت الطرق فخدمة الشعب لا تكون بالاسماء والمناصب ولكن بالجدية والمثابرة ونكران الذات .
ثم ماذا بعد ؟
بعيدا عن التنميط وقريبا من نبض الشارع اتمنى من كل قلبي للفريق الأساسي في الجهاز أن يمضي قدما على ذات المسار الذي رفعه شعارا وخطه اسما رسخ في وجدان الناس خاصة وأن معظم أعضاء المكتب التنفيذي الذين اعرف ممن قاتلوا سنين عددا من أجل الشعب ولم ينالوا ما يستحقون من تمجيد ولم يسعوا له خاصة وأن القاسم المشترك بينهم هو العمل الأكاديمي الجاد والنية الخالصة مما يحبه الغبش من أهل بلادي