ما زلنا في خضم الحديث عن استرداد الهيبة الاقتصادية للدولة عبر هكذا جراحات هي في الحقيقة مما يجهله الكثيرون ممن لا هم لهم سوى الربح الخاص حلالا كان أم حراما ومحفظة السلع هي إحدى هذه الجراحات التي كان لابد منها في هذا الظرف التاريخي لبلادنا
فما ورد في بعض المواقع عن محفظة السلع يفتقر إلى الموضوعية ويهدف إلى إثارة البلبلة.
لانه من الضروري أن تلتزم الجهات الإعلامية بتقديم معلومات دقيقة تخدم مصلحة المواطن وتعزز من الحلول الاقتصادية الوطنية.
والبنك المركزي وكل الجهات المشاركة في المحفظة يعملون لمصلحة السودان وشعبه، وأي محاولات للتشكيك في هذه الجهود تعكس إما جهلاً واضحاً أو أجندات مشبوهة لا تخدم إلا مصالح ضيقة.
و على الجميع أن يدركوا أن هذه المحفظة هي خطوة نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي المنشود، ودعم المواطن في مواجهة التحديات الراهنة.
فمثلا الحديث أو بالأحرى الهجوم على بنك الخرطوم لمجرد أنه شارك في هذه المحفظة هو هجوم ينبى عن حقد لا مرجعية حقيقية له لأن هذه المحفظة تم طرحها لكافة المصارف السودانية والتي أحجم معظمها للظروف المعروفة للبلاد (ربما) وكان بنك الخرطوم حاضرا في الموعد وقد بادر بالرغم من ضعف الضمانات بالنسبة له كمصرف عالمي بعمل في ظروف بالغة التعقيد لذا فعلى كل انسان وطني غيور أن يشيد بموقف بنك الخرطوم لانه مد يده في زمن صعب للمساعدة في النهوض بالاقتصاد السوداني ، كما أنه حسب ظني ما زالت المساهمات في المحفظة مفتوحة لمن يريد أن يخدم وطنه في هذا المنعطف التاريخي .
لأن الهدف الأساسي من إنشاء المحفظة هو ضبط عمليات الاستيراد، تحسين إدارة الموارد، وحماية سعر الصرف من التقلبات.
والبنك المركزي يعمل بالتنسيق مع وزارة الطاقة لضمان تلبية احتياجات البلاد من السلع الاستراتيجية دون تجاوز المطلوب، مما يدعم الاستقرار الاقتصادي ويمنع أي زيادات غير مبررة في الطلب على الدولار
وفي منحى آخر يدعي البعض أن المحفظة تزيد من تهريب الذهب ولكن تهريب الذهب مشكلة قديمة ومعقدة، لكن المحفظة، تسهم في الحد من هذه الظاهرة من خلال توفير قنوات رسمية ومنظمة للتصدير.
والادعاء بأن المحفظة ستزيد التهريب يظهر عدم فهم لدورها الحقيقي في ضبط السوق وإدارة الموارد بشكل أكثر كفاءة وشفافية.
ثم ماذا بعد ؟
خلاصة القول إن المحفظة تعمل على تنظيم استخدام الموارد النقدية، خاصة تلك الناتجة من صادرات الذهب، لضمان توجيهها نحو استيراد السلع الاستراتيجية التي تخدم الاقتصاد والمواطن.
ووزارة الطاقة تشرف على عمليات الاستيراد، مما يضمن استيراد الكميات المطلوبة فقط وفق احتياجات البلاد.
الادعاء بأن المحفظة ستؤدي إلى احتكار أو تهريب الذهب ليس إلا تضليلاً لا يستند إلى أي أساس واقعي ورسالتي في ختام هذا العمود وليس السلسلة أن نعمل أقلامنا نحن الإعلاميين كشركاء لكل من يريد الخير لهذه البلاد لا أن نبقى في مؤخرة الركب التصفيق فقط والاعلام الوطني هو الذي يصنع الحدث لا ينتظر الآخرين وهو في مقاعد المتفرجين