بيت الشورة
عمر الكردفاني
بنك السودان ومعركته المفصلية مع القطط السمان (1)
قبل أكثر من أربعة سنوات قمنا بفتح تحقيق استقصائي في صحيفة المجرة برس عن تجارة الوقود في السودان وكانت المحصلة أن الشد والجذب بين السوق المحلي والعالمي لا يترك منطقة محايدة للاقتصاد السوداني (الوطني )ليتحرك فيها ، إذ أن أي زيادة تطرأ على اسعار النفط عالميا تنعكس مباشرة على السوق المحلي لكن بطريقتين الاولى هي زيادة سعر المحروقات والثانية وهي الأدهى وأمر هي الطلب العالي على الدولار من السوق الموازي ما يضاعف الهوة بين سعر الجنيه السوداني والعملات الأجنبية ،وقد استفدنا في موقع المجرة من هذا التحقيق في التنبؤ بارتفاع وانخفاض أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني.
الشاهد في الأمر أنه وفي خضم هذه الحرب المفروضة علينا وقد تنبأ الكثير من الاقتصاديين أن يصل تدهور سعر صرف الجنيه السوداني إلى أرقام فلكية مقابل العملات الأجنبية فإذا بالجميع يتفاجا بثبات غريب بل وقد انخفض سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني إلى أكثر من سبعة بالمئة مؤخرا ، الجانب المشرق في الأمر أن ما حدث لم يكن وليد قرض اجنبي أو وديعة أجنبية كما كان يحدث دائما ولكنه وليد جهد سوداني خالص قام به البنك المركزي السوداني بالسيطرة على سوق العملات الأجنبية بواسطة محفظة السلع التي تم إطلاقها بشفافية عالية من أجل منع الشركات والافراد من التلاعب بقيمة العملة الوطنية ، ولقد اتصلت بعدة مصادر اقتصادية كلها أكدت أن هذا الأمر والذي بشر به بنك السودان قبل أكثر من نصف العام لابد أن يحد ممانعة كبيرة من ال(قطط السمان) ممن كانوا يربحون أكثر من خمسة ملايين دولار من باخرة النفط الواحدة جراء التلاعب باقتصاد البلاد وذلك عبر شراء الدولار من السوق الاسود وبالتالي فرض السعر الذي يلبي نهمهم ما ينعكس مباشرة على المستهلك ، والأدهى والأمر أن أي تدخل من الدولة يعتبره اولئك القطط السمان فسادا ،وحسب علمي أنه ليست هنالك دولة محترمة تترك التحكم في المحروقات لأفراد أو شركات .
من الأخبار التي كانت تزعجني كثيرا تلك الخاصة بمصفاة الجيلي ، فقد كان المضابون بالوقود يستغلون اي عطل بالمصفا لرفع الأسعار من جهة والضغط على الدولة من أجل الامتيازات من جهة أخرى ومل ذلك كان لغياب سيطرة الدولة على أسواق الوقود والعملات
ثم ماذا بعد ؟
بحمد الله تحصلت على الكثير المثير من المعلومات التي تخدم تناولي لموضوع محفظة السلع ما لها وما عليها ولماذا الهجوم على بنك السودان بسببها ووصم بنك الخرطوم لذات السبب مع أن المحفظة أظهرت للعيان كيف ان الاقتصاد الوطني يمكنه التعافي دون قروض أو ودائع