بيت الشورة
عمر الكردفاني
قوات الجمارك والقتال في أكثر من جبهة ……آخرها (المتعاونين)
من المعروف أن قوات الجمارك السودانية من أكثر المؤسسات السيادية السودانية مهاما من حيث تنوع تلك المهام ، فمن جهة هي مسؤولة عن جانب ايرادي احصائي مهم جدا وفي الجانب الآخر مسؤولية تلك القوات عن الحدود البرية والجوية والبحرية لحماية البلاد من خطر التهريب وبين أيدينا ضبطيات متتالية من ذهب وعملات أجنبية وسلع غذائية وحتى الأسلحة والذخائر والمتفجرات والوقود ، كما أن قوات الجمارك مسؤولة عن التزام الدولة تجاه المؤسسات العالمية والإقليمية والمحلية من حيث التنسيق لتنفيذ الاتفاقات التجارية البينية والالتزامات ذات الطابع السيادي .
كل ما سبق هو اختصار اتمنى ان لا يكون مخلا لدور قوات الجمارك السودانية وهو أمر واضح لكل من القى النظر أو السمع وهو شهيد ، في ظل معركة الكرامة القائمة الآن ظلت قوات الجمارك منذ اليوم الأول وحتى الآن في الخطوط الأمامية ، هل تصدق عزيزي القارئ أن ضباط وضباط صف وجنود قوات الجمارك الذين كانوا في دوامهم المعتاد بمطار الخرطوم ظلوا مرابطين في المخازن والمكاتب إلى أن قامت المليشيا باعتقال بعضهم وارتدى البعض الآخر الزي المدني وظلوا يراقبون المخازن وهي تنهب وتدمر ومن ثم عادوا ادراجهم واعينهم تفيض بالدموع على وطن افتدوه بالدم والأرواح .
وليس بعيدا عن الفردين الذين تم اعتقالهم فقاموا بفدائية بالاستيلاء على سلاح جنود المليشيا وقتلوهم به (سيتم تكريمهم قريبا إن شاء الله ).
قادة قوات الجمارك بدأوا منذ اليوم الأول للحرب في تنظيم صفوفهم وعلموا أن سيادة الدولة هي حدودها واقتصادها فكانت الملحمة الكبرى في إبراز سيادة الدولة من جهة والحفاظ على الإيرادات من جهة ومن ثم انتشر ابطال مكافحة التهريب ودونك عزيزي القارئ هنالك ضبطية أو اثنين أو حتى ثلاثة يوميا ومعظم الضبطيات هي مما يضر بالاقتصاد السوداني اولا ثم هنالك الأسلحة والذخائر والمتفجرات والتي من المعلوم أنها قد تقع عاجلا أو آجلا في يد المليشيا ، الاحصائية التي سننشرها قريبا إن شاء الله قد تكون مرعبة للعامة ممن لم يتابعوا انجازات قوات الجمارك عن كثب.
في ظل كل هذا العمل الشاق رابط رجال حملوا الوطن في أحداق العيون بلا راحة ،فهم عندما تم تأهيلهم من قبل كان الهدف هو حماية الوطن وليس حماية أنفسهم أو أسرهم بكل ما تعني الأسرة للإنسان السوداني ،ففي هذه الحرب كلنا احتقبنا أسرنا وهاجر من هاجر واستشهد من استشهد الا أن هنالك نفر ظلوا مرابطين من أجل الوطن من ضمنهم ضباط وضباط صف وجنود قوات الجمارك على رأسهم قياداتهم .
من هؤلاء القادة جاء سعادة اللواء صلاح احمد ابراهيم خلفا لسعادة الفريق حسب الكريم ادم النور على سدة القيادة .
ولمن لا يعرف القائد صلاح احمد ابراهيم فليتعرف على امتداد انجازات الجمارك وليعود إلى إحصاءات الإيرادات والضبطيات والانجازات في عهده التي إن لم تزد عن انجازات قوات مكافحة التهريب لكفت ووفت واللواء صلاح احمد إبراهيم لم يتم تعيينه سياسيا من مؤسسة أخرى بل هو ابن قوات الجمارك منذ نعومة اظفاره و(انيابه ) فهو برغم سمته الراقي وتعامله اللطيف شخص ذو شكيمة وحنكة إدارية فذة وقد وصفته من قبل بأنه(قعاد) اي انه ممن يجلسون الساعات الطوال بالمكاتب لإنجاز مهام اليوم مما يتم تدريسه الآن والمعروف بال(كايزن الياباني) وهو رجل هادئ الطبع الا انه بركان عندما لا يعجبه الحال وقد اغرى احترامه للبعض ان بدأوا في انتياشه بأسهم صدئة من المعلومات الجزافية والاتهامات ذات الطابع (المشتول).
وبالطبع كل الاسهم هذه الأيام موجهة تلقاء معركة الكرامة وقد برز الكثير من المتعاونين الذين بدأوا في استهداف كل من اشتد ساعده مؤازرا أبطال الكرامة والمعروف ان اكبر سهم في تلك المعركة يخرج من كنانة الجمارك وقائدها الفذ اللواء صلاح أحمد إبراهيم الذي حملته وطنيته وشكيمته إلى هذا المنصب الحساس في هذا الوقت الحساس من عمر بلادنا .
ثم ماذا بعد ؟
هل نختم بالقول إن(الما بيعرفك ما بيعزك) وهو قول يتواضع تماما أمام قامة سعادة اللواء صلاح احمد إبراهيم وانجازاته التي منحتنا وتمنحنا يوميا أخبارا تسر البال خاصة تناغمه الرائع مع طاقم وزارة الداخلية في دعم معركة الكرامة بالعتاد والأدوية والمعينات وهو ديدن الوطنيين الخلص في هذا الظرف من عمر البلاد، وختاما من هذا المنبر اوصي نفسي وإياكم بتحصين أبطالنا على كافة المحاور …محاور معركة الكرامة من المتعاونين الذين يتجولون بيننا لتثبيط الهمم ولطعن الابطال من الخلف وهو أقذر أنواع الطعن وعلى الدولة الآن قبل الغد أن تضع القوانين واللوائح التي تحمي الابطال من المتعاونين وأصحاب الغرض ممن لف لفهم ولا نامت أعين الجبناء