صالون الريس
ذكرى الاستقلال وصناعة النهضة
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحية واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… في الأول من يناير من كل عام، يحتفل السودانيون بذكرى استقلالهم الوطني، وهو اليوم الذي يمثل محطة هامة في تاريخ السودان، حيث نال حريته من الاستعمار وبدأت مسيرته نحو بناء دولته المستقلة. هذه الذكرى ليست مجرد مناسبة للاحتفال، بل هي فرصة للتفكير في المستقبل واستلهام الدروس من الماضي لصناعة نهضة شاملة تعيد للسودان مكانته الإقليمية والدولية فالاستقلال يحمل في طياته معاني الحرية والكرامة والقدرة على اتخاذ القرارات الوطنية دون إملاءات خارجية. لكن التحدي الأكبر يكمن في ترجمة هذه القيم إلى واقع ملموس ينهض بالمجتمع السوداني على مختلف الأصعدة. السودان يمتلك ثروات طبيعية هائلة وموارد بشرية مبدعة يمكن أن تكون الأساس لبناء اقتصاد قوي ومستدام بالاستفادة من التجارب التاريخية.
لقد واجه السودان منذ استقلاله العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من حروب أهلية إلى أزمات اقتصادية وعزلة دولية. هذه التحديات يجب أن تُعتبر دروسًا يمكن من خلالها رسم خريطة طريق نحو مستقبل أفضل.
الاستفادة من هذه الذكرى تكون من خلال تقييم الأخطاء الماضية والعمل على معالجتها برؤية واضحة. يمكن تعزيز الوحدة الوطنية وبناء نظام سياسي ديمقراطي يعبر عن تطلعات جميع السودانيين دون إقصاء.
وحتماً للشباب دوره في صناعة النهضة فالشباب السوداني الذي يمثل الأغلبية في المجتمع هو المفتاح لصناعة النهضة. يجب استثمار الطاقات الشبابية في مجالات التعليم و التكنولوجيا، والابتكار، مع توفير الفرص لهم لقيادة المبادرات التنموية. كذلك يمكن أن تكون ذكرى الاستقلال دافعًا لتعزيز روح الانتماء والوطنية بين الشباب ودفعهم للمشاركة الفاعلة في العمل العام.
ولزاماً علينا أن نستحضر في هذه الزكرى ان السودان بحاجة إلى سياسات اقتصادية تحفز الاستثمار المحلي والأجنبي، مع التركيز على تنويع الاقتصاد بدلاً من الاعتماد على قطاع واحد. يمكن الاستفادة من ذكرى الاستقلال في إطلاق مشاريع وطنية كبرى تهدف إلى تحسين البنية التحتية، تطوير الزراعة، والصناعة، وتعزيز السياحة الثقافية والتاريخية.
ذكرى الاستقلال تتيح للسودانيين فرصة لتعزيز الهوية الوطنية التي تجمع بين التنوع الثقافي والعرقي للبلاد. هذه الهوية يمكن أن تكون أساسًا لتوحيد الجهود والعمل المشترك بين مختلف أطياف المجتمع.
ختامًا ذكرى استقلال السودان ليست مجرد يوم في التقويم، بل هي دعوة لإحياء روح النضال والعمل من أجل مستقبل أفضل. بتحويل هذه الذكرى إلى منصة للتخطيط والعمل، يمكن للسودانيين بناء نهضة حقيقية ترتكز على قيم الحرية والعدالة والتنمية الشاملة. إن الأمل في السودان الجديد يبدأ بتكاتف أبنائه واستلهامهم لدروس الماضي من أجل بناء مستقبل يليق بتاريخهم وتضحياتهم.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي