صالون_الريس
في بريد وزارة المالية
د/أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… يشهد العالم تحولاً جذريًا نحو الاقتصاد الرقمي، حيث أصبحت أنظمة الدفع الإلكتروني إحدى الركائز الأساسية لتعزيز الكفاءة الاقتصادية وتحسين مستوى الخدمات. في السودان، يمثل تعميم نظام الدفع الإلكتروني فرصة ذهبية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وزيادة الشفافية، وتقليل الاعتماد على النقد الورقي الذي يواجه تحديات متزايدة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. فالدفع الإلكتروني يعزز الشفافية ومحاربة الفساد ويُسهم الدفع الإلكتروني في تقليل التعاملات النقدية المباشرة، مما يحد من الفساد المالي ويساعد في تتبع الأموال بفعالية. في بلد يعاني من تحديات مرتبطة بسوء الإدارة المالية، ويمكن لنظام الدفع الإلكتروني أن يكون أداة قوية لتحقيق الانضباط المالي. ويساعد تعميم نظام الدفع الإلكتروني على دمج شريحة كبيرة من السكان، خاصة في المناطق الريفية والنائية، ضمن النظام المالي الرسمي. وتوفير الخدمات المالية الرقمية عبر الهواتف المحمولة والبنوك الإلكترونية يجعل الوصول إلى هذه الخدمات أكثر سهولة وبتكلفة أقل.ويمكن لنظام الدفع الإلكتروني أن يدعم الأنشطة التجارية الصغيرة والمتوسطة، حيث يتيح للمتاجر قبول المدفوعات بسهولة، ويوفر حلولاً مريحة وسريعة للمستهلكين. كما يساعد في تسهيل التجارة الإلكترونية وزيادة حركة السوق المحلي.كما يساعد في تقليل تكلفة الطباعة النقدية فالطباعة المستمرة للنقود الورقية تُشكّل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد السوداني. والتحول إلى المدفوعات الرقمية يخفف من هذه التكلفة، ويحسن من إدارة العملة المحلية.ولا ننكر ان هنالك تحديات كبيرة تواجه تعميم نظام الدفع الإلكتروني في السودان ومنها ضعف البنية التحتية التكنولوجية حيث يعاني السودان من تحديات كبيرة في البنية التحتية، مثل ضعف شبكات الاتصالات وانقطاع الكهرباء المتكرر، مما يؤثر على كفاءة نظام الدفع الإلكتروني.وكذلك محدودية الوعي الرقمي إذ لا يزال العديد من المواطنين يفتقرون إلى الوعي بأهمية الدفع الإلكتروني وكيفية استخدامه، خاصة في المناطق الريفية. هذا النقص في الوعي يشكل حاجزًا أمام انتشار النظام و أيضاً من التحديات الكبيرة عدم توفر الثقة بالنظام المالي حيث يعاني القطاع المالي السوداني من ضعف الثقة بسبب الأزمات الاقتصادية المتكررة، مما يجعل المواطنين أكثر ترددًا في استخدام الأنظمة الرقمية و أيضاً ارتفاع تكاليف الخدمات الرقمية يشكل هاجساً كبيراً للمواطن السوداني حيث تكلفة الخدمات الرقمية، مثل رسوم التحويل والمعاملات الإلكترونية، قد تشكل عائقًا أمام الفئات ذات الدخل المحدود. وأود من خلال هذه المساحة تقديم رؤية لتطبيق نظام الدفع الإلكتروني وقد التقيت باشمهندس سوداني له مشروع متكامل يوائم المجتمع السوداني في عمليات الدفع الإلكتروني ارجو ان يخصص له السيد وزير المالية الوقت للجلوس معه والاستفادة من خبراته واختراعاته في هذا المجال.. وكذلك اريد ان ادلو بدلوي في وضع خطوات لتعزيز نظام الدفع الإلكتروني في السودان. أولاً تحسين البنية التحتية التكنولوجية حيث يجب على الحكومة السودانية بالتعاون مع القطاع الخاص الاستثمار في تحسين شبكات الاتصالات والإنترنت، وضمان استقرار خدمات الكهرباء لدعم النظام الرقمي ويمكن فتح المجال لشركات أخرى ذات قدرات هائلة لتزيد من التنافسية التي ستنعكس ايجاباً بخدمات متقدمة للمواطنين. وكذلك الحكومة بحوجة لزيادة الوعي المجتمعي بحيث يمكن إطلاق حملات توعية على مستوى الدولة لتعريف المواطنين بفوائد الدفع الإلكتروني وكيفية استخدامه بأمان وسهولة والدراما هي أسهل الطرق وأسلكها لتوصيل هذه الرسالة ويمكن استخدام اسلوب التحفيز للمواطنين بتقديم حوافز، مثل تخفيض رسوم المعاملات الإلكترونية وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على استخدام أنظمة الدفع الرقمي، سيزيد من انتشارها. ومن المهم تعزيز الأمان الرقمي لضمان ثقة المواطنين، و يجب تحسين أنظمة الأمان الإلكتروني وتطبيق معايير صارمة لحماية بيانات المستخدمين وتأمين المعاملات الرقمية. ومما لا شك فيه ان التعاون مع المنظمات الدولية يشكل دفعة كبيرة في هذا الاتجاه حيث يمكن للسودان الاستفادة من خبرات الدول الأخرى والمنظمات الدولية في بناء نظام دفع إلكتروني متكامل يلبي احتياجات الاقتصاد الوطني.
وهنالك دول عديدة في إفريقيا طبقت هذا النظام ، مثل كينيا من خلال نظام “M-Pesa”، استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا في الدفع الإلكتروني عبر الهواتف المحمولة، مما ساعد في تعزيز الشمول المالي ودعم الاقتصاد المحلي. هذه التجارب تثبت أن السودان لديه فرصة لتحقيق نجاح مماثل إذا تم تطبيق السياسات المناسبة.
وختاماً أقول يمثل تعميم نظام الدفع الإلكتروني في السودان خطوة استراتيجية نحو تحقيق التحول الرقمي والتنمية المستدامة. على الرغم من التحديات الكبيرة، فإن الفوائد المتوقعة تجعل الاستثمار في هذا النظام أمرًا ضروريًا. بتحسين البنية التحتية، وزيادة الوعي، وتوفير الحوافز، ويمكن للسودان أن يلحق بركب الدول التي استفادت من التحول الرقمي لتعزيز اقتصادها وتحسين حياة مواطنيها.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي