الحرب القذرة..حرب الإمارات المستترة ضد الشعب السوداني!
بقلم : عوض أبكر اسماعيل
أجل هي فعلا حرب قذرة بكل ما تحمل تلك الكلمة من معان.. وبكل ما تنطوي عليها من مضامين .. وذلك لأنها لم تقم للأخلاق وزنا، ولم تجعل للقيم مكانا، ولا للاعراف سبيلا.. ولعلي لا ارجم الغيب فيما ذهبت إليه من قول.. وإنما يتراءي ما قلته رأى العين لكل أبناء الشعب السوداني على وجه التحديد و للعالم بأسره على وجه العموم.. وذلك لجهة استهداف قوات متمردي الدعم السريع المدعومة من قبل دولة الإمارات العربية التي تحارب الشعب السوداني من وراء الحجب المراكز الحيوية والاستراجية له والمتمثلة في محاولاتهم اليائسة بين الفينة والأخري تدمير وتخريب البنية التحتية للطاقة والمياه التي اتضحت بصورة جلية في استهداف محطات توليد الطاقة الكهربائية ومحولاتها وخطوط نقلها في كل من سد مروي ومحطة توليد الكهرباء بالشواك و دنقلا والتي أدت في نهاية المطاف إلى انقطاع خدمة الكهرباء لفترات مؤقتة في عدة ولايات كنهر النيل والشمالية وكسلا وسنار والقضارف مما أثر على إيقاع الحياة اليومية للمواطنين، فضلا عن شل دورة الحياة الاقتصادية
في تلك الولايات.. بل إن الأمر لم يقف عند هذا الحد وإنما بلغ حقدهم الاعمي على المواطن السوداني البسيط بقصفهم بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة محطات مياه الشرب كما حدث مؤخرا في قصف محطة مياه المنارة بامدرمان والذي أدي إلى انقطاع المياه من شبكات مياه الشرب في كل أحياء امدرمان مما أفضى إلى خلق أزمة حادة في مياه الشرب وسط تلك الأحياء التي أضحت شبه مأهولة بالسكان لاسيما بعد تحرير رقاع جغرافية شاسعة من المدينة ، وبخاصة الأجزاء الشمالية منها والتي آب سكانها إليها بعدما هجروها قهرا بسبب استعار نيران المعارك واشتدادها في أماكن سكنهم وقتئذ.. وعلى صعيد آخر، فبالرغم من محاولة دولة الإمارات العربية المتحدة تهربها أو نفى تورطها في تلك الحرب القذرة المدمرة للدولة السودانية ولبنياتها التحتية وقدراتها الاقتصادية إلا أنها لا تدري أو لربما تدري وتغض الطرف عن درايتها بأن قوات الدعم السريع المتمردة التي تحارب بالوكالة عنها ما خرجت من معركة وهي تجرجر اذيال الهزيمة إلا وتركت وراءها ادلة دامغة و شواهد قاطعة ممثلة في الغنائم من العتاد العسكري والعربات المصفحة التي تحمل شعار أو علامة دولة الإمارات .. علاوة علي أسرى المعارك من المرتزقة الذين أتت بهم من مشارق الأرض ومغاربها للقتال بجانب قوات الدعم السريع المتمردة هذا جانب، اما الجانب الآخر،
فإن ما يحدث الان من عدوان مفضوح واستهداف إجرامي للأحياء المأهولة بالسكان ومحطات توليد الكهرباء والمياه عمدا مع سبق الإصرار والترصد من قبل تلك القوات المتمردة والمرتزقة ما هو إلا تعبيرا عن الإحباط الذي أصابهم مؤخرا بسبب الهزائم المتلاحقة التي تجرعوها في معارك محور الصحراء على ايدي القوات المشتركة والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية من ناحية، ومن معارك تخوم مدينة الفاشر من ناحية اخرى.. فضلا عن الهزيمة الماحقة والساحقة التي منيوا بها مؤخرا من قبل القوات المسلحة والقوات المساندة لها في معركة تحرير مدينة ود مدني.. ولعل تلك الجرائم التي طالت المنشآت الحيوية للشعب السوداني تعد من جرائم الحرب وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر فيه المادة(57) من البروتوكول الدولي استهداف المواطنين والأعيان المدنية بما في ذلك محطات توليد الطاقة والمياه والمنشآت العامة ، الأمر الذي سيضع المعتدين بمعية راعيهم تحت طائلة القانون الدولي وساحات المحاكم الدولية كمحكمة العدل الدولية والجنائية فيما بعد .. ومما يبعث على الأمل والاطمئنان هو أن أجهزة الدولة الرسمية والقانونية والجهات الاخري ذات الصلة كالناشطين في مجال حقوق الانسان.. علاوة على الواجهات الوطنية القانونية الطوعية في مجال حقوق الإنسان بالبلاد لم تغمض لها جفن البتة فيما يتعلق بعمليات الرصد والمتابعة والتوثيق لتلك الاعمال التخريبية والانتهاكات المدمرة للبنيات التحتية الحيوية التي ظل يقوم بها المتمردون من وقت لآخر. وبخاصة محطات توليد الكهرباء والمياه كما ذكرنا آنفا، والتي تعتبر الرئة النابضة بالحياة التي يتنفس بها المواطن البسيط من جهة والاقتصاد الوطني من جهة أخرى.