٠ التاريخ يعيد نفسه.. مقاربة تاريخية بين حملة هكس باشا ومتحرك الصياد بقيادة القائد الفذ/جودات إلى كردفان………
بقلم: عوض أبكر اسماعيل
لعل متحرك الصياد بقيادة القائد الفذ العميد/حسين جودات إلى كردفان انطلاقا من كوستي.. لأجل فك الحصار عن مدن كردفان الغرة من قبل الحصار المضروب عليها من قبل قوات الدعم السريع المتمردة والذي تطاول آماده اشبه بحملة القائد الانجليزي/ هكس باشا إلى كردفان في عهد الاستعمار التركي في نوفمبر عام ١٨٨٣م ..لأجل استعادة كردفان من قبضة الإمام الثائر /محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية ساعتئذ .. لكن الفرق بينهما يكمن في أن حملة هكس باشا قد تعرضت لسلسلة من العراقيل والمناوشات النهارية والليلية من قبل فرسان وقوات المهدي وهي متجهة صوب كردفان.. وذلك قبل أن تتلقى هزيمتها المذلة على أيدي قوات المهدي في معركة شيكان على مقربة من مدينة الأبيض في نوفمبر عام ١٨٨٣م والتي قتل فيها هو شخصيا وابيدت قواته عن بكرة أبيها بالرغم من تفوق حملته على ثوار المهدية على صعيد التسليح والعتاد الحربي بينما متحرك الصياد بقيادة القائد الفذ /جودات بالرغم من المتاريس التي حاولت قوات الدعم السريع زرعها في طريقه لإعاقة وشل تقدمه إلى كردفان إلا أنه استطاع بحنكته ودربته العسكرية أن يتخطاها عقبة إثر عقبة بعزيمة الرجال وعزم الابطال بل اضحت قواته تحقق نصرا تلو نصر على قوات التمرد وما معركة تحرير مدينة أم روابة زينة مدن كردفان ببعيدة والتي قاتل فيها قواته قوات التمرد بضراوة واستبسلت فيها أيما استبسال.. لأجل عتقها من أسر عبودية الدعم السريع وسخرتها .. الأمر الذي جعلها أي قوات التمرد تتقهقر وتهرب على عجل من أمام قوات المتحرك بالرغم من حشودها الكبيرة وخطوط دفاعاتها المتقدمة المنيعة .. وذلك جراء ضربات الصياد القاتلة و الموجعة في آن واحد التي ظل يسدده لها في مقتل في كل مواجهة أو مقاتلة بينهما.. هكذا اخرجوها عنوة واقتدارا أي قوات الدعم السريع من مدينة أم روابة وقراها التي ساموا مواطنيها سوء العذاب بل سقوهم كؤوس الحنظل جراء الانتهاكات وعمليات السلب والنهب الممنهجة التي ظلوا يعرضون لها المواطن المغلوب على أمره بين غمضة عين وانتباهتها..أجل حرروا تلك المدينة البهية من براثن الدعم السريع ومرتزقته فانطلقت اهازيج الأطفال وزغاريد النساء تشق عنان السماء و وتهليل وتكبيرات الرجال تجلجل الانحناء احتفاء بهذا النصر المؤزر الذي حققته قواتنا المسلحة الباسلة والقوات المساندة لها في إحدى أشرس معارك الكرامة التي سيدونها التاريخ بأحرف من نور في صفحات كفاح الأمة السودانية من أجل صون كرامة البلاد والذود عن سيادتها ووحدة ترابها.. ولكن بالرغم من هذا النصر الكبير الذي رصعت به قواتنا جيد الوطن إلا أنها لم تركن ولم تخلد للراحة قط.. وإنما واصلت زحفها المقدس تلقاء مدينة الرهد.. لأجل ملاحقة بقايا وفلول قوات الدعم السريع المنهزمة في معركة ام روابة والمنسحبة إلى مدينة الرهد.. (الرهد اب دكنة.. المسكين ما سكنة) والتي لن تسكنها قوات الدعم السريع قط.. ولن تهنأ بالإقامة بها البتة لطالما ظلت قوات الصياد تتعقبها مدينة عقب مدينة وقرية إثر قرية.