بعد أن فشلت في احتلال السودان.. الإمارات تسعى جاهدة لغرس، النموذج الحفتري في الأرض السودانية ! بقلم: عوض أبكر اسماعيل

<p>بعد أن فشلت في احتلال السودان&period;&period; الإمارات تسعى جاهدة لغرس، النموذج الحفتري في الأرض السودانية &excl;<&sol;p>&NewLine;<p>بقلم&colon; عوض أبكر اسماعيل<&sol;p>&NewLine;<p>أجل لقد سال لعاب دولة الإمارات العربية المتحدة على ما تزدهر به الأرض السودانية من ثروات طبيعية غير مستغلة منذ أمد طويل سواء أكان ذلك في باطن الارض أو ظاهرها&period;&period; وبما أن السودان كدولة لم تغلق أبوابها أمام الاستثمارات الأجنبية الحقيقية بل ظلت دوما تشجع على إقامة شراكات ذكية ومشروعات استثمارية كبرى مع دول و مستثمرين اجانب على صعيد القطاعين العام والخاص &period;&period; وذلك لأجل تحقيق منافع اقتصادية ومصالح متبادلة فيما بينها&period;&period; استنادا إلى قاعدة&lpar;&lowbar;Win&lowbar;Win &rpar;&period;&period; إلا ان دولة الإمارات العربية<br &sol;>&NewLine;المتحدة بالرغم من امتلاكها لعدة مشاريع استثمارية ضخمة في السودان في قطاعات مختلفة كالقطاع الزراعي والغاز والنفط والسياحة والطيران&period;&period; علاوة على احتكارها لتجارة ذهب السودان وخلافه&period;&period; إلا أن كل تلك الفرص الاستثمارية الثمينة التي تتمتع بها في السودان لم تشفي غليلها&period;&period; بل على العكس تماما &period;&period; اذ زادتها نهما وشراهة وجعلتها تخطط وتدبر المكائد آناء الليل وأطراف النهار لكي تضع يدها على كل ثروات السودان بدلا من أن تكون شريكا استراتيجيا له &period;&period; لاسيما بعدما تمكنت من التغلغل في مفاصل الحكم في البلاد واطلعت بالمثل على كل أسرار مراكز قوته وضعفه بمعاونة المفسدين من الساسة وعملاء الداخل من بني جلدتنا&period; وبخاصة في عهد الحكومة المدنية الانتقالية بالسودان برئاسة رئيس الوزراء الدكتور&sol; عبدالله حمدوك الذي شهد عهده تدخلات خارجية خطيرة من قوى دولية وأطراف اقليمية في شؤون البلاد&period;&period; وما تجربة المبعوث الاممي بالسودان فولكر بيرتس وتلاعبه بالاتفاق الإطاري ببعيد&period;&period; كل هذه العوامل مجتمعة دفعتها أي دولة الإمارات العربية المتحدة لتهمس في أذن قائد قوات الدعم السريع المتمردة&sol; الفريق&sol;محمد حمدان دقلو &lpar;حمدتي&rpar;&period;&period; لتغريه وتحرضه على الانقضاض على السلطة القائمة في السودان ساعتئذ&period;&period; لأجل تحقيق مصالح مشتركة ومتشابكة فيما بينهما&period;&period;علاوة على تطمينه بحشد التأييد والاعتراف الدولي والإقليمي له&period;&period; متى ما تمكن من الاستيلاء على الحكم &period;&period; فكانت مؤامرته الفاشلة في ١٥ أبريل عام ٢٠٢٣م &period;&period; إلا أن فدائية واستبسال الحرس الشخصي لقائد القوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الفريق أول &sol; عبد الفتاح البرهان وجسارة وثبات القوات المسلحة السودانية في مواجهة هذا التآمر الخبيث قد أدى إلى إحباطه في مهده، مما جعل اتباعه يشنون هجمات مباغتة على كل مقرات الجيش في عاصمة البلاد&lowbar; الخرطوم َو الولايات&period;&period; بغرض اخضاعها والاستيلاء عليها بقوة السلاح إلا أن خبرة افراد القوات المسلحة في القتال ومهنيتهم العالية جعلت قوات الدعم السريع المتمردة تحصد الهشيم&period;&period; مع تلقيها لهزائم فادحة في كل المواقع العسكرية التي اعتدت عليها&period;&period; ولكنا من ناحية أخرى، اذاما تفحصنا الأسباب التي جعلت دولة الإمارات تميل مؤخرا الي صب جل اهتمامها بقوات الدعم السريع المتمردة الموجودة بدارفور من خلال مضاعفة مدها بالمال والعتاد الحربي والأسلحة النوعية والطائرات المسيرة الحديثة والمرتزقة العابرة للقارات&period;&period; لوجدنا انها تسعى جادة لغرس النموذج الحفتري في أرض السودان بإقامة دولة العطاوة<br &sol;>&NewLine;بدارفور على أن تكون عاصمتها مدينة الفاشر &period;&period; وذلك بعدما تيقنت تماما من فشلها في احتلال السودان بأكمله كما كانت تخطط له في السابق &period;&period; وذلك جراء سلسلة الانهيارات والهزائم التي منيت بها قوات الدعم السريع المتمردة مؤخرا في كل من ولايات سنار و الجزيرة واواسط السودان&period;&period; فضلا عن مدينة الخرطوم &period;&period; وذلك حتى تتمكن من سرقة ثروات البلاد ومقدراتها تحت حكم آل دقلو&period;&period; لأجل تعويض الأموال الطائلة التي انفقتها في هذه الحرب المدمرة دون طائل&period;&period; كما هو حادث الان في شرق ليبيا في الرقعة التي تقع تحت سيطرة المشير المتقاعد&sol; خليفة حفتر&sol; قائد الجيش الوطني الليبي ، وحليف دولة الإمارات العربية المتحدة بليبيا في نفس الوقت والذي أصبح الآن أداة طيعة من أدواتها لتقنين نهب موارد الدولة الليبية في وضح النهار&period;&period; علاوة على خلخلة وحدتها&period;&period; وزعزعة سيادتها على ترابها&period;&period; لكن ما علمت أي دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تتبختر في عالم نفوذها المالي في بادئ الأمر&period;&period; أن السودان ليس كليبيا&period;&period; وأن شعبه ليس ككل الشعوب في المنطقة&period;&period; وإنما هو شعب أبي، نسيج وحده&period; شديد الاعتداد بنفسه&period; لايرضى الذل والهوان والضيم &period;&period; ولكن مما يؤسف له أنها أي دولة الإمارات العربية المتحدة لم تدرك هذه الحقيقة إلا بعد فوات الاوان&period;<&sol;p>&NewLine;