الأنتنوف (الخمسينية) ذلك القبر المتحرك

<p>هذه المادة العلمية الصافية وجدتها في صفحة سعادة اللواء أسامة والذي يحق لنا أن نصفه بالمؤرخ العسكري ، لأن كتاباته جميعا تأخذ الصفة البحثية عن قواتنا المسلحة الباسلة ،كما تتميز كتاباته بالصدق إضافة إلى اللغة الجزلة والبيان الرفيع ،آثرت أن أشرك القراء الكرام ما كتب&colon;<&sol;p>&NewLine;<p>الأنتنوف &lpar;الخمسينية&rpar; ذلك القبر المتحرك<&sol;p>&NewLine;<p>كتب &colon;لواء &lpar;م&rpar; اسامة محمد احمد عبد السلام<&sol;p>&NewLine;<p>تقول السيرة الذاتية للطائرة الأنتنوف 32 &lpar;إن-32&rpar; أن أول طائرة منها صنعت كانت في 9 يوليو 1976م وقد صنع منها 361 طائرة ويبلغ سعر الطائرة الواحدة منها هو 12-15 مليون دولار&&num;8230&semi;<&sol;p>&NewLine;<p>أول اعلان رسمي عنها كان في معرض باريس للطيران في مايو 1977م اسمها الرمزي لدى حلف الناتو هو كلاين وفي يوليو 1976م قام النموذج الأولي من أنتونوف أن-32 برحلته الأولى&period;وتم الانتهاء من تطوير الطائرات أنتونوف أن-32 الثلاث قبل الإنتاج التسلسلي الكمي في أكتوبر 1982م<&sol;p>&NewLine;<p>هذه الطائرة &lpar;الخمسينية&rpar; سادتي ضمن أسطول القوات الجوية السودانية ولا تزال تعمل وقد تعرضت لكثير من الحوادث حيث أن التقنية الروسية في الأصل تقل كثيراً عن التقنية الغربية ناهيك عن كونها أكملت خمسين عاماً من الخدمة وحق لها التقاعد بالمعاش الافتراضي والإجباري إذا ما أعملنا وطبقنا معايير &lpar;السلامة الجوية&rpar; &period;&period; ومع ذلك ظلت تجوب سماء السودان ويجازف طيارو القوات الجوية السودانية &lpar;الأبطال&rpar; بالطيران بها رغم علمهم أنهم معرضون في أي لحظة لحادثة قد يكون ثمنها استشهادهم&period;&period; فهي إذن &lpar;قبرٌ متحرك&rpar; ومع ذلك لا يتورعون ولا يترددون بالطيران وتنفيذ المهام المطلوبة وصنع الشربات من &lpar;الفسيخ&rpar; ورسم الفرح بقدر عالي من المجازفة المحسوبة وأحياناً غير المحسوبة في شجاعة نادرة وبسالة فائقة قل مثيلها وندر نظيرها لله درهم&period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>طائرة الانتنوف 32 التي سقطت مساء اليوم بسبب عطلٍ فني كانت في رحلة عادية من وادي سيدنا إلى بورتسودان وعلى متنها عدد من ضباط القوات المسلحة بضمنهم الشهيد الفريق أول بحر أحمد بحر تقبلهم الله في عالي الجنان وكتب شهادتهم عنده &period;&period; وقد هم الطيار بالعودة للمطار ولكن قدر الله النافذ وآجالهم التي كتبت في الألواح وقد جفت الصحف ورفعت الأقلام ألا يتمكن من ذلك فسقطت في منطقة الإسكان الحارة 75 ليزداد وجع الوطن وقواته المسلحة بفقد خيرة أبنائها فداءً للوطن&period;&period; ليكتب في سفر شهداء الكرامة ثلة خيّرة طيبة من أبناء هذا الوطن البواسل&period;&period;<&sol;p>&NewLine;<p>للذين كانوا يتحدثون بصوت &lpar;جهير&rpar; عن أن ميزانية القوات المسلحة هي 80 بالمائة من ميزانية الدولة &lpar;كذباً وإفكاً&rpar; ومنكراً من القول وزوراً وهم يعلمون كذبهم نقول أن أسطول القوات المسلحة به مثل هذه الطائرة ولو كانت الميزانية بهذا الحجم لخرجت مثل هذه الطائرات عن الخدمة في وقت مبكّر جداً &period;&period; لكن كل ذلك كان جزءاً من مخطط استهداف القوات المسلحة وتجريدها من كل شئ حتى &lpar;غمد سيفها&rpar; ناهيك عن السيف فيصبح الوطن لقمة سائغة لكل عدوٍ متربص وطامع متقصّد&period;&period; الوطن سياجه المتين هو قوات مسلحة قادرة قوية كفوءة رادعة متسلحة بأحدث الأسلحة والمعدات والمركبات والطائرات وهذا كله بكلفة مالية عالية لابد من تأمينها&period;&period; هذه هي عناوين &lpar;الجيش المحترف&rpar; المقاتل وما سوى ذلك &lpar;هرطقة سياسيين&rpar; لا يفرقون بين ألف &lpar;الأمن&rpar; وحاء الحرب &lpar;ويلعبون السياسة&rpar; في المكان الخطأ&period;&period; تقبل الله شهداءنا الأبرار في عليين وكتب بشهادتهم لأهل السودان فجر النصر المبين وللقوات المسلحة المنعة والظفر والفتح القريب &period;&period; الله أكبر ولا نامت أعين الجبناء&period;<&sol;p>&NewLine;<p>اللواء الركن &lpar;م&rpar; أسامة محمد أحمد عبد السلام<&sol;p>&NewLine;