مجرة برس – مصعب الامين قبل انهيار الاتحاد السوفيتي تركزت كل منشآت تصنيع الطائرات في اوكرانيا وهنالك مصنع تصميم انتنوف الذي أنتج الطائرة انتنوف 12 ذات الاربعة محركات من النوع التوربيني وتم اختبار اول نموذج في 16 ديسمبر 1957 وتم تصنيعها لتخدم للاغراض المدنية والعسكرية وتم وقف تصنيعها في العام 1973 و تم تصنيع 1240 طائرة منها حول العالم ، في العام 1960 قام الصينيين بتصنيع نفس الطائرة بالاسم Y8. وفي نفس الوقت قام الامريكان بتصنيع الطائرة C_130 ، وتم تصنيع 2500 طائرة تم بيعها بمتوسط 30 مليون دولار للطائرة الواحدة، واثناء الحرب الباردة ليس معلوما من سرق تصميم الآخر والتي كان أول طيران لها في 23 اغسطس 1954 بنفس نوع وعدد المحركات ونفس تصميم الطائرة تقريبا .
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانفصال اوكرانيا كدولة مستقلة بدأ مركز تصميم انتنوف بالانهيار وتوقفت مصانع الانتاج على عكس المنافسين مثل بوينج وايربص الذين طوروا منتجاتهم من الطائرات بفضل تعاون عدد ضخم من مؤسسات الطيران في اوروبا وامريكا وآسيا للخروج بطائرة مجهزة بأفضل المعدات والاجهزة التي تضمن سلامتها.
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي خرجت دوله مثل اوكرانيا وروسيا من المنافسة في تصنيع الطائرات المدنية وحافظت على صناعاتها في مجال الطائرات العسكرية مثل ميج وسوخوي و ميل.
أصبحت حوادث سقوط طائرات الانتنوف خبرا اعتاد عليه الناس في شاشات الاخبار في السودان ، وبما أن القوات الجوية تستخدم طائرات الانتنوف للنقل والتي يصل سعر الطائرة الانتوف 12 الى 250 الف دولار حسب الطائرات المعروضة على الانترنت ، وتاريخ القوات الجوية السودانية حافل بسقوط هذا النوع خصيصا علما أن القوات الجوية السودانية مصنفة أسوء ادارة طيران على مستوى كوكب الارض لعدد حوادث الطائرات التي تسقط سنويا.
الطائرة انتنوف 12 ممنوعة من التحليق في معظم الدول التي تحترم سلامة النقل الجوي ، وكاد موطنها يصبح فقط افريقيا ، علما أن الطائرة خارج الخدمة رسميا من مكتب تصميم انتنوف المسؤول من سلامتها وبدلا من منع طيرانها من ذات المكتب الذي قام بتصميمها بدلا من ذلك يقوم المكتب بالاستثمار فيها بعمل تمديد سنة بسنة لأي طائرة بواسطة مهندسي مكتب تصميم انتنوف فقط، والذين يقومون بفحص كل طائرة سنويا وعمل تمديد لصلاحيتها ل12 شهرا ما يعرف بال prolongation وذلك بعد الوقوف في صف طويل لانتظار دورك لفحص الطائرة بواسطة طاقم المهندسين الذين يتجولون في مناطق عمل الطائرة.
بعد قيام الثورة وبعد انصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية وبعد ما اصبح رئيسها يرسل التهانيء بمناسبة عيد الاستقلال لابد من التوجه غربا لإحلال طائرات الانتنوف المتهالكة بطائرة الC_130 التي يطلق عليها الامريكان Hercules او هرقل ، أو الطائرة الحديثة كليا والتي انتجتها شركة ايربص الاوروبية للأغراض العسكرية A400 ، علما أن القوات الجوية السودانية قبل الانقاذ كان لديها سرب من طائرات الC_130 توقف عن العمل وخرج من الخدمة بعد منع قطع الغيار بعد سنة 89.
الذين يروجون لمؤامرة اسقاط الطائرة اقول لهم أن ال AN_12 لا تحتاج لمؤامرة لاسقاطها فهي حتما ستسقط دون إجراء ترتيب أي مؤامرة ، وأنا شخصيا مؤمن وجازم وأعتقد قناعة لا تتزحزح بأن جميع الطائرات من طراز انتنوف والتي سقطت من طائرة الزبير محمد صالح الى طائرة الامس هي خلل فني في هذا النوع المتهالك من الطائرات سيئة السمعة والتي تعاني من عيوب في التصميم والصيانة والامداد بقطع الغيار والدعم الفني من المصنع على عكس الطائرات الغربية تماما.
اذا اردنا السلامة في الطيران علينا التوجه غربا وأن يتم بيع جميع طائرات الانتنوف الى تجار الخردة ليستفيدوا منها في منتج آخر. آن الاوان للتغير.