#صالون_الريس
في بريد المجلس القومي السوداني للسكان
د/ أشرف الريس
أعزائي القراء الكرام تحيةً واحترام وبسم الله نبدأ الكلام… يواجه السودان تحديات ديموغرافية وتنموية كبرى في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة خاصةً بعد الحرب المدمرة التي حلت على السودان، فحل معها الخراب والدمار والتهجير القسري ، وهذا الوضع يضع المجلس القومي السوداني للسكان أمام مسؤوليات جسام تتطلب استراتيجيات جديدة لمعالجة الآثار الناجمة عن الحرب وتحقيق التنمية المستدامة. فالمجلس، باعتباره الجهة المختصة برسم السياسات السكانية، يضطلع بدور محوري في التخطيط لمستقبل يتسم بالاستقرار والنمو الاجتماعي والاقتصادي وحسب التقارير فإن الأمين العام للمجلس الدكتورة وصال حسين قد ذكرت انهم يعملون بالجهد الذاتي وانها كانت تتنقل بين المدن برغم ظروف الحرب ومن نفقتها الخاصة حتى لا يقف عمل المجلس وتستحق ان نثني عليها في هذه الوطنية النادرة، والجدير بالذكر أن المجلس قد استطاع ان يعد تقريره للعام ٢٠٢٤ والذي يتناول حالة السكان منذ اندلاع الحرب المشؤومة في الخامس عشر من أبريل للعام ٢٠٢٣م .
وقد كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات منها النزوح واللجوء الداخلي والخارجي، حيث أدت الحرب إلى نزوح ملايين السودانيين داخليًا وخارجيًا، مما فرض ضغوطًا هائلة على المدن المستقبلة للنازحين وزاد من التحديات الخدمية والاقتصادية. يتطلب ذلك تدخلات عاجلة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة وتوفير الخدمات الأساسية للنازحين وكذلك تدهور الخدمات الصحية والتعليمية، حيث تسبب النزاع في انهيار البنية التحتية للخدمات الصحية والتعليمية، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء. كما أدى انقطاع التعليم إلى تفاقم مشكلة الأمية وغياب الكوادر المؤهلة لسوق العمل وأكثر التحديات عُمقاً هو تأثر النمو السكاني والتنمية حيث يواجه السودان معدل نمو سكاني مرتفع في ظل تراجع معدلات التنمية، مما يخلق فجوة كبيرة بين الاحتياجات المتزايدة والموارد المتاحة. كما أن التوزيع غير المتوازن للسكان بين المدن والريف يؤدي إلى تفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وكذلك البطالة وضعف الاقتصاد
حيث أسهمت الحرب في تدمير العديد من القطاعات الاقتصادية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب، مما يشكل تهديدًا للاستقرار الاجتماعي ويفرض ضغوطًا على سياسات التشغيل والتخطيط السكاني.
يتطلب التعافي من آثار الحرب استراتيجيات لإعادة الإعمار والتنمية المستدامة، مع التركيز على المناطق المتأثرة بالحرب لتعزيز التوازن الإقليمي في التنمية والخدمات، وكذلك تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية
ويمكن للمجلس القومي للسكان الاستفادة من الدعم الدولي في مجالات الصحة والتعليم وإعادة التوطين، من خلال بناء شراكات استراتيجية مع الأمم المتحدة والجهات المانحة، ويمكنه تطوير السياسات السكانية المستدامة
حيث يمكنه وضع سياسات سكانية قائمة على البيانات الدقيقة، وتعزز التوزيع العادل للموارد، وتدعم مشاريع التمكين الاقتصادي والاجتماعي للشرائح الأكثر تأثرًا كما أن من الواجبات الأساسية تعزيز الاستقرار الاجتماعي وبناء السلام، حيث يمثل الاستقرار الاجتماعي حجر الأساس لنجاح أي سياسة سكانية، مما يستوجب تنفيذ برامج مصالحة وطنية، وتعزيز دور الشباب والمرأة في عمليات بناء السلام والتنمية.
وصيتي لمجلس السيادة ومجلس الوزراء ان يضعوا هذا المجلس نصب أعينهم وتوفير الميزانية الكافية لتنفيذ انشطته لارتباطه المباشر بتنمية واستقرار المواطن السوداني المغلوب على أمره.
وأقول خاتماً يمثل المجلس القومي السوداني للسكان ركيزة أساسية في إعادة بناء السودان ما بعد الحرب، عبر تبني سياسات شاملة تعالج تحديات النزوح والبطالة والتدهور الخدمي. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف تكاتف الجهود الوطنية والدولية لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للسودان وشعبه ونحن في الجهاز الشعبي لنهضة السودان نطلق مبادرة لاقامة ورشة عن البعد السكاني في التخطيط لسودان ما بعد الحرب.
#من_اجل_صناعة_مجد_السودان
تحياتي
د/ أشرف الطاهر حماد
الأمين العام للجهاز الشعبي لنهضة السودان