الصامدون كتابٌ يروي فصوله:-
المسرحيون والإعلاميون والكتيابي والفنان طه سليمان وسكرتير الإمام الصادق المهدي
بقلم/مُحمّد عُكاشة
في بريدِ الأصدقاء رسائلُ أثارت شَجوي وشَجوني عَطفاً علي مداخلاتي لتحيةِ بعضِ الزملاءُ والزميلاتُ ممن بقي حالةُ عشقٍ لامدرمانَ لا يَبرحونها رغمَ ويلاتِ الحرب.
الزميلة عفافُ الزين من إذاعة بلادي تبعثُ لي بالتقديرِ لتقديري وتثمينُ موقفُ هؤلاءِ ثمّ هيَ تُضيفُ إلي القائمة سيّدنا عبدالقادر الحبيب الذي زاملتهُ بالتلفزيون والحبيبُ حينَ أُطلقتُ أولُ رصاصة في أبريل تزاحمَ الزملاء الاعلاميّون ويمموا وجوههم تلقاءُ ميناءُ بورتسودان ووادي حلفا بالطريقِ الشاقيهو التُرام استعصمَ هوَ باُم درمانَ وتفقدَ مِسبحته ولزمَ الخدمةَ ولمثلِ هذا فليعملِ العاملون.
ثم..
في ذاتِ حديثِ الحربَ وعودةُ الأمانُ نسبيّاً والعملُ لإستعادةِ عملِ بعضُ الفضائيات يُهاتفني الزميلُ محمد حامد والمخرجُ عادل حسن الياس من أم درمان في دورٍ للاعلامييين ممن لم يغادرُ المدينة.
مُحمد حامد يبعثُ رسالةً هزتني هَزاً وهو ليسَ كمثلِ زوجُ تلك الزوجةُ الجميلةُ لا ينظرُ وجهاً في المدائنِ غيرَ وجهِ أم درمان:-
(..نُغادر نفوت أمدرمان دي لي منو يا عُكش ؟!
فرصٌ مُغرية أُتيحت لنا لمُغادرة أمدرمان والسُودان سابقا وحالياً لكن والله يا عُكش قدرَ ما قلبتها يمين شمال فوق وتحت كفةُ امدرمان غَلبت كلّ مُدن وعواصم بلاد العم سام.
ما عرفناهو ده عشق لي ام درمان ولا توهم مننا ساي ولا دي عباطة وتخلف فايت الحد.. المهم نحنا قاعدين..)
ثم..
هنالك ايضاً الزميلُ الصحافي مُحمد حامد جمعة نوار فهو رجلٌ مُتسقٌ مع ذاته مُنحازٌ إلي فطرتهِ يكتبُ شهادةُ مُكثهِ ببطن مكة ولا تملكُ سوي احترامه وتقديره.
اشتدت عليه الحربُ في الخُرطوم حيثُ يسكن لينزح إلي أم درمان يبعثُ برسائل التطمين عبر صفحته علي الفيسبوك الواسعةُ القراءةِ والانتشار.
عددٌ من الزملاء الاعلاميّون نالوا الشهادة في معتقلات الجنجويد.
في دفتر الصُمود أكد المسرحيّون علي أن المسرح طليعةٌ للنضال والوعي وبناء الأوطان فقام مأمون كلين ومحمد المهدي الفادني وفيصل أحمد سعد وياسر عثمان وآخرين ممن استعصم بامدرمان بإضاءة أنوارِ المسرح القومي عقب تحرير الإذاعة وتحريرُ مبانيه من دنس المليشيا التي لا تعرف معني “أعطني مسرحاً أعطيك أمة ”
ثم..
الفنان طه سليمان ” فات الكبار والقدروا ” فهو منذ انطلاقته الأولي يعمل علي تعزيز دور الفنان للنهضة وهو يقودُ مبادرات مجتمعية عديدة قبل الحرب ثم ليقوم عند اندلاعها يستحثُ أهل شمبات علي الصبر حينَ ميسرة فظل عوناً لهم في التكايا يلتفُ حوله الأطفال رغم شبحِ الموت وهو حينَ يهزمُ الجند كتائب الجنجويد ليفرون من تخوم مدينة بحري يعودُ إلي بث الرسائل التطمينية من عدة أماكن في بحري سر الهوي ومن أمام منزل الحوت.
ثم..
لوحةٌ باهرة من مدينة بحري بعد تحريرها ليظهرُ السيد محمد زكي سكرتير الإمام الصادق المهدي والذي ظل طوال سنتي الحرب صامداً في شمبات مع أهلها الشرفاء رغم إمكانية خروجه وقتها إلي مصر أو غيرها والسيد محمد زكى هو مثلُ إمامه رحمه الله فهو ضد الجنجويد وضد انتهاكات الجنجويد.
ومن أم درمان كان للإعلامي التلفزيوني أحمد الكتيابي سهمٌ في مواجهة الموت ومواجهة الجنجويد فظل منذ اليوم الأول للحرب حاملاً سلاحه وكاميرته معاً وباعثهُ يقينٌ لايتزحزحُ بأن مدينة أم درمان مقبرةُ الغُزاةُ الطامحين فكانَ له شرفُ أول الداخلين إلي مباني الإذاعة والتلفزيون شامخَ الأنف مرفوع الرأس.