المقالات

الصامدونَ كتابٌ يروي فصوله: الشيخ الغرقان والفنان عركي البخيت والنجم عاطف السماني والمذيعة نجود حبيب والامدرمانيّون جرجس روحي وصلاح اب رووف وايهاب فلاح وخليل الظافر

11views

الصامدونَ كتابٌ يروي فصوله:

الشيخ الغرقان والفنان عركي البخيت والنجم عاطف السماني والمذيعة نجود حبيب والامدرمانيّون جرجس روحي وصلاح اب رووف وايهاب فلاح وخليل الظافر

بقلم/مُحمّد عُكاشة

كل سُوداني له روايةٌ خاصة لما حدثَ له في الحرب وما اقترفه الجنجويد من انتهاكات موثوقة وكل واحدٍ اختارَ طريقهُ للنزوح إلي ولايات السودان الآمنه أو إلي دول الجوار خارجه للنجاة من بطش هؤلاء المرتزقة الأوباش.
بعضُ مشايخُ الطرق الصُوفية في ولاية الخُرطوم بقي في أم درمان غير أن غالبيتهم غادر خارج السودان بينما بقي علي سبيل المثال الشيخ دفع الله الغرقان يستعصمُ شمال امدرمان حتي تحرير الإذاعة وماجاورها ليعودَ الي مسيده بحي البوستة إحياءً لحلقات الذكر وملاذاً للناس.
مُعظم الفنانين والفنانات تدافعوا إلي العواصم العربية إتقاءُ لشرور الحرب غير أن بعضُ هؤلاء أنخرطوا في إحياء الحفلات الصاخبةُ رغم القصف والموتُ والزعازع تُحيطُ بأهل السودان غيرَ أن الفنان عركي البخيت وقفَ كالسيفِ وحده بمنزله بامدرمان وعركي هو ذاته لم يتبدل ذو المواقفُ طليعيٌ يتقدمُ مغاني شعبه في الحرب وفي السلم ومثلُ عركي الشاب الجميل عاطف السماني الذي لم يكتفي بالبقاء وإنما حمل روحه بين كفيه غوثاً للناس في التكايا والمشافي وضمدِ الجراح.

ثُم..
نجود حبيب مذيعةٌ نابهة فهي مُنذّ التحاقها بقناةِ النيل الأزرق أخذَ نجمُها يلمعُ في مجالِ البرامج التفاعُلية مثل “الو مرحباً ” لدا البدايات.
ثم تشَاركنا عدداً من البرامجِ مثل آلاف ام الصباحي وكذا البرامجُ النوعيةُ حيث تجلت قُدراتها عبر برنامج “ للنساء والرجال ” وغيره.
نُجود حينَ تدافعَ بالمناكبِ رفيقاتها أولَ أيامِ الحَرب بالطريقِ الشاقيهو التِرام إلي العواصمِ العربية بل وحينَ لجأ مُعظمُ موظّفو ومُذّيعات التلفزيون القومي المُوظّفونَ المُعتمدونَ بالرواتبِ والدرجات وهم ينزحونَ جماعةً إلي مدينة القاهرة لتتَجاسرُ نجود حبيب تَنهدُ إلي العاصمةِ الإداريةِ الطارئة ليسَ تَوقيّاً للمخاطرِ فحسب وإنما لواجبِ العمل الإعلامي وهو عملٌ لايَقلُ بل يتساوي مع عَملِ الجُندِ النظّاميين للذّودِ عن حياضِ الوطن.
ثم..
وفي ام درمان وثبَ في طاقةٍ مهيبة ابن أم درمان وغزال حي المسالمة جرجس روحي وهو يختطُ طريقاً للشباب للذود عن الوطن يحمل السلاح مع المقاتلين بينما قرناؤه يُقرقرون الشيشة في مقاهي المهندسين والتجمع الخامس ومدينة نصر.
جرجس روحي ظل سنتي الحرب يقف علي دور الإيواء وتكايا الاطعام في مشهدٍ بديع ومثلُ جرجس قامَ شباب العباسية صامدين رغمَ عسفَ مليشيا الجنجويد تطردهم من بيوتهم ثم هم يعودون إلي الحي العريق يغيثون الأهل ولقد كان خليل الظافر أحد الذين أبلوا بلاءً حسناً ينفقُ ماله ويتقي الدانات بالاعانات دون أن يمن ويستكثر.
في امدرمان صمدَ إيهاب فلاح وصلاح اب روف لإستعادة المدينة أمنها محاولة لمحو آثار الحرب من خلال الترويح عن الناس بتنقل منتدي فلاح في الأحياء القديمة في دور للفن بعد الحرب ولاستثارة الحماسة للبناء والأعمار والعودة الطوعية وصلاح اب رووف أمدرمانيٌ حتي المشاش ومثلهُ كثيرونَ قد نأتي إلي ذكر تضحياتهم ضمنَ كتاب الصامدونَ ريبَ المنون ضدَ انتهاكات الجنجويد.

سُئل ابن سينا: هل في الحربِ خير؟
فقالَ:
يصطفي فيها الله شُهداءَه، وينقلُ فيها بعضَ عبادهِ إلى أرضٍ أخرى فيها رزقٌ لهم ما كانوا ليسعّوا إليه طواعيةً، ويغفرُ فيها سيئاتِ بعضهم ويرفعُ درجاتِ آخرين، ويُريحُ العبادَ من بعض شِرار الناس، ويفضحُ الخائن، ويكشفُ ذا الخُلق وتنجلي معادنُ البعضِ ثم تمضي كما مضي ما قبَلها من ابتلاءات ويبقى الأجرُ لمن صبرَ والوزرُ لمن فجَرَ وكفرَ.

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

خمسة × 2 =