بيت الشعر الشهير للمتنبئ :ومن يجعل الضرغام للصيد بازه…. تصيده الضرغام فيما تصيدا، هذا البيت لا ينطبق معناه في عصرنا الحديث وفي السودان تحديدا الا على قوات الدعم السريع التي تمددت في ارجاء الوطن ومفاصل الدولة، فصارت تمتلك الوزراء والولاة كما تمتلك الفارهات والعمارات، وهذا الأمر ليس بجديد، فالفريق اول محمد حمدان دقلو كان البيدق الأساسي في تعيين الوزراء والولاة طوال الأعوام الأخيرة من عمر الإنقاذ، فقدم العديد من عديمي الكفاءة في الوزارات والولايات وجلهم من أبناء دارفور، حيث رجح ذلك كفة ابناء الاقليم في مستويات الحكم كافة ولكن دون أصحاب الكفاءات وهم كثر، إلى أن سقطت الإنقاذ فقفز الرجل من السفينة مدعيا ان البشير اسر له بنيته في قتل ثلث الشعب السوداني وقال جملته: “الرئيس قال لي انحنا المالكية العلماء افتوا لينا بقتل ثلث الشعب وانا قلت ليهو حسبنا الله ونعم الوكيل”، وانا برغم كرهي للبشير إلا انني لا استطيع استساغة هذه الرواية.
وقوات الدعم السريع التي أصبحت الذراع الوطني؛ إن صح التعبير في الحرب الخليجية الخليجية، جرّت على البلاد ويلات مواجهة العالم الحر الذي نأى بنفسه عن تلك الحرب اللعينة التى أتعست اليمن السعيد ، ولا يدري أحد حتى الآن بأي طريقة تدخل مرتباتها من السعودية إلى البلاد وهل تدخل في ميزانية الدولة ام لا، أما قصة جبل عامر فتلك مصيبة كبرى يجب الالتفات لها عاجلا، لأن جبل عامر الذي يتعارك أبناء العمومة موسى هلال وحميدتي على ذهبه أصلا يقع في أراضي قبيلة البني حسين، والتي باتت بين شقى رحي وهي القبيلة الوحيدة ذات النسبة الأعلى في التعليم بدارفور، كان عقلاءها قد نأوا بها عن الحرب في دارفور إلى أن ظهر ذهب جبل عامر فجر عليها الخراب والدمار.
اما قصة فض الاعتصام فكاذب من يقول ان الدعم السريع ليست له يد في ذلك، وانا شخصيا اتصلت بالفريق شمس الدين كباشي صباح فض الاعتصام وسألته عما حدث فقال لي بالحرف والله على ما أقول شهيد(والله يا كردفاني ما عارف الحاصل شنو بس الله يجيب العواقب سليمة ) هذا هو عضو المجلس العسكري والناطق الرسمي باسمه حينها لا يدري ما حدث، ولكن حميدتي يدري بالطبع.
ومع ذلك مازالت قوى الحرية والتغيير تراهن على الفريق حميدتي وقواته ويهرف البعض انها الضامن الأساسي للثورة، والثورة ضامنها الوحيد في ظني هو الشارع الذي اجبر قوات الدعم السريع ان تغير ولاءها فجأة من عمر البشير إلى الشارع العريض وبلا مقابل سبحان الله.
إن هذه القوات تعتبر قنبلة موقوتة ستنفجر عاجلا او آجلا فسترون العجب في شوارع جميع المدن السودانية
ثم ماذا بعد هذا
ليست لي اي ضغينة خاصة على قوات الدعم السريع، بل كنت دائما أثمن ادوارها البطولية في حفظ الأمن وتأمين الحدود، بل وحتى في مسألة الجريمة العابرة وتهريب البشر، إلا أن تغولها على صلاحيات جميع القوات النظامية أمر غير مقبول، لان الدولة الحديثة تحتاج إلى قوات متنوعة وحديثة، تحتاج إلى سحب المظاهر العسكرية من الشوارع والتقاطعات، إلا أن وجود قوات الدعم السريع بعد أن انتهت مهمتها في دارفور ودخولها في كل شأن سوداني امر يثير القلق ويدعو للريبة، لأن هذه القوات كان يجب حلها ودمجها في القوات النظامية منذ استتباب الأمن في دارفور إلا إن كانت تنتظر التكليف بمهمة أخرى أخطر واجل