قتلت الدوائر البحثية والمحللين السياسيين زيارة الفريق أول برهان إلى عنتيبي ومقابلته نتنياهو بحثا، وبغض النظر عن الخلاف الذي نشب داخليا عن هذه الزيارة وهل تمت بعد مشاورات ام لا ؟ فإن فرضية أكبر بدأت في الظهور، كون الجنرال ما ذهب الا بعد ترتيبات إماراتية أمريكية، بل ذهب البعض إلى أنه تلقى عرضا بأن يصبح البرهان سيسي السودان ،وهي فرضية لم تستصحب الروح العسكرية السودانية ولا الشخصية العسكرية السودانية، التي تعتبر السياسة رجس من عمل الشيطان، وأنها ملعباً للـ(المَلَكِية ) لا يجب الدخول معهم فيه إلا بمقدار مصلحة الوطن ،الا فالجبهات أولى بالحراسة والثغور أولى بالبقاء فيها ذودا عن ارض الجدود ولكن بالعودة إلى فرضية الأطراف الخارجية فإن تلك الجهات ذات التنسيق الاستخباراتي العالي كانت تريد من اللقاء إن يكون سريا حتى أنها لم تلجأ للتصوير البراغماتي بمثل ما حدث مع أمير قطر السابق اي أنها وضعته تحت بند سري جدا فعليا وذلك لتجنيد الرجل حتى يصبح العوبة في أيديهم ينفذ مخططاتهم حتى اذا استوى في درجة الولاء لهم نصبوه رئيسا مع الاحتفاظ للمكون المدني بالهيئات التشريعية والوزارات الهامشية ،اما اللقاء فكان الهدف منه إظهار الجدية ،وكون اللقاء بنتنياهو فقد كان للتأكيد على أن المطلوب تجنيده على مستوى عال من الأهمية، ألا إن البرهان قلب الطاولة عليهم فسرب اللقاء قبل أن تطأ رجله ارض البلاد حتى لا يوصم بالخيانة ، لقد قام البرهان بما يجب أن يقوم به كل وطني غيور فاعلن عن اللقاء ولم يفصح عن العروض التي تلقاها على المستوى الشخصي والعام وهي بالطبع مما يسيل له لعاب الكثيرين …..إلا البرهان .
ثم ماذا بعد هذا ؟
لقد تغدى البرهان بأقوى ثلاثة قوى استخبارية في العالم قبل أن تتعشى به ،واعني الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والإمارات شئنا أم أبينا، وهو ما دل عليه هذا الصمت المطبق وعدم التصريح فقد ظنوا أنهم افلحوا في تجنيد قائد اقوى جيوش المنطقة ما يمكنهم من السيطرة على مسارات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية مهددات المسطحات المائية وما علموا أن من يجعل الضرعام للصيد بازه تصيده الضرعام فيما تصيدا