المقالاتعمر الكردفانيمميز

بيت الشورة عمر الكردفاني نعم شكرا مصر ….ولكن !

194views

 

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

نعم شكرا مصر ….ولكن !

منذ أن وصلت ارض الكنانة وانا أسعى جاهدا أن أكون ضيفا خفيفا إلا أن أصحاب الدار دائما يشعرونني أنني في مقام (يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل) والحق يقال حتى أن الكثيرين لم يدمنوا عبارة (خلي عنك ) عن فراغ بل قد تضطر إلى إجبار صاحب الخدمة  بشتى السبل لقبول المقابل وتقنعه أن الحال طيب وان ما قاله مقبول ، على الجانب الآخر وجدت أن السفارة السودانية تعمل على قدم وساق على خدمة (اكبر جالية سودانية) بصورة طيبة مع العمل على تشجيع مبادرات العرفان للشعب والحكومة المصريين.
تعرفت عن قرب على مبادرة شكرا مصر التي تجد الدعم والمؤازرة من ألوان الطيف السوداني وهي خطوة رائعة ولكنها تحتاج إلى أكثر من العمل الإعلامي والمهرجاني ، تحتاج إلى دراسة عميقة لتقديم الشكر ومواصلة الافادة من العلاقة المتينة بين الشعبين والتي وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي بقوله (مالناش غير بعض ) وهذه الجملة تحتاج إلى مجلدات من الدراسات الاقتصادية السياسية والاجتماعية لتطبيقها على أرض الواقع .
لاننا ما دمنا مالناش غير بعض فلنستفيد من القيمة المضافة عند بعضنا البعض وقد تحدثت من قبل أنني برغم عدم المامي بالجوانب الاقتصادية ولكن في ظني أننا  لو قمنا بعمل اتحاد بين مزارعي السودان في جوانب الإنتاج الحقلي والحيواني ومصدري مصر مع غرف الصناعات التحويلية فبالامكان رفع القيمة المضافة لإنتاج السودان والإفادة من الأسواق المصرية الداخلية والخارجية بالتصدير لجميع دول العالم ، وعلى هذا المنوال يمكن تشبيك العلاقة على نسق (مالناش غير بعض) وبامكاننا خلق تكامل اقتصادي تجاري يجعل من السوق السوق السوداني معبرا للبضائع المصرية إلى أفريقيا والسوق المصري معبرا للانتاج السوداني إلى الخليج أوروبا اسيا والأمريكتين ،ولا ننسى أن القطن المصري منافس لا يشق له غبار  الآن في أسواق الولايات المتحدة، هذا عوضا عن العمل على الافادة من التدريب الحرفي المصري للعمالة السودانية.
هنالك جوانب أخرى دبلوماسية وسياسية تتعلق بالمحافل الدولية لابد أن اتفاق الدولتين على التعاطي معها كاليد الواحدة تخلق فرقا ليس فقط للسودان ومصر بل الإقليمين الافريقي والعربي .

ثم ماذا بعد ؟

قد يعتبر البعض طرقي على هذا الأمر مجرد اصغاث احلام ولكن الانجازات العظيمة كلها كانت أحلاما أو قل محض خيال ولأن احلم بوطنين قويين خير من أن أعيش في وطن شريدا من الاخر، وانا هنا  اضع الكرة أمام عدة جهات على رأسها السفارة السودانية بالقاهرة واتحاد المصدرين العرب ورجال الأعمال هنا وهناك أن يحاولوا فقط وضع هذا الأمر موقع الدراسة والتمحيص وقراءة ما يمكن أن ينتج منه من خير ، وبالطبع التجربة ستعطي النتيجة المرجوة سلبا أو إيجابا ولكن إشعال شمعة خير من لعن الظلام

ليصلك كل جديد انضم لقروب الواتس آب

Leave a Response

18 − أربعة =