أكد خبراء في كلية تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد الأمريكية ان وباء فيروس كورونا المستجد بات أكثر خطورة وانتشاراً علي حياة الأنسان، خاصة في البيئات الصحية غير ملائمة والتي تساعد في ارتفاع تدريجي في حالات الأصابة بين الفئة العمرية ما بين (40 – 80 ) عاماً.
وقال أستاذ مساعد في علم الأوبئة بجامعة هارفارد مايكل ميتا ان حالات الأصابة بفيروس كورونا ترتفع تدريجيا بين الفئة العمرية من 40 الي 80 عاما حيث نشهد زيادة في الوفيات.
ويري الطبيب الخبير في الصحة العامة والبيئة الباحث حسين علي هود ان البيئة لها تأثير مباشر في انتشار وباء فيروس كورونا وتلقي بظلالها السالبة علي حياة المجتمع، مؤكدا ان البيئة العامة في السودان ملائمة لانتشار فيروس كورونا، لان ضعف التجهيزات الصحية من وزارة الصحة الاتحادية والولاية عاجزة تماما ان تقوم بدورها المنوط بها وقد يؤدي تفشي انتشار الوباء الي موت عشرات الآلاف .
ومن جانبه قال دكتور محمد عبدالله شريف، الخبير في تكنولوجيا البيئة والاتصال في افريقيا ان المناخ الافريقي الحار والجاف قد يساعد في انتشار وباء كورونا، لتردي البيئة الصحية للانسان في الريف والقري والمدن الشبية بالمعسكرات والظروف المعيشية السيئة للمواطنين، والازدحام والاكتظاظ في السكن اذا تعيش عائلات كبيرة في مساحة ضيقة ومحدودة، وتشارك عائلات اخري في الحي في الخدمات ما يجعل مطالبة الناس بالعزل المنزلي غير عملية في معظم الحالات.
ويقول الخبير دكتور شريف البنية الصحية الهشة، و الفقر في الموارد دون سهولة الفحص والكشف عن الأمراض والأوبئة، وأنظمة صحية متردية لا يمكنها الصمود أمام انتشار الفيروس، خصوصاً أن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في أنحاء البلاد ضعيفة على الدوام، كونها مثقلة بحالات من الأمراض المستوطنة مثل الملاريا وغيرها.
ويشير الخبير شريف إلي ان الاحتباس الحراري يؤثر سلباً علي البيئة ويضر بالانسان والحيوان ياتي علينا فيروس كورونا في ظل الضعف الهيكلي في النظم ويري الخبير شريف ان المناطق الصحراوية والشبة صحراوية في السودان مناطق النزوح في دارفور وجبال النوبة وشرق السودان في ظل غياب مؤسسات الدولة والخدمات ما يجعل الوقاية واختبار التشخيص والعلاج تحدياً في أوساط الفئات السكانية النازحة وفي مناطق الانتقال الهامشي في الهضاب الحدودية، وبذلك تشكل مجتمعات النازحين بيئة خصبة لتفشي الفيروس، بالرغم من أن دولاً أفريقية عدة أغلقت حدودها وألغت رحلات الطيران وفرضت شروطاً صارمة، إلَا أنه تصعب السيطرة على كل الحدود المشتركة المفتوحة بين الدول وتحركات الرعاة، فمعظم التجمعات القائمة على الهامش هي لقبائل رعوية يصعب حصر تحركاتها أو إمدادها بالخدمات، إضافة إلى مقدرتها على إثارة القلق إن شعرت بتدخل مؤسسات الدولة أو محاولة حصرها.
ويختم الخبير حديثه ان الاستهتار بوباء كورونا والجهل وربط الأوبئة بالخرافات واللعنات قد يساهم في تفشى المرض في عدد من المناطق في ولايات السودان المختلفة، ويربط كثير من القبائل السودانية بين الأمراض والأوبئة وبين المعتقدات الخرافية والإصابة باللعنات، ويعانى المرضى جراء تلك المفاهيم معاناة تؤدي إلى حرمانهم من الوصول إلى العناية الصحية، بالتالي تودي بحياتهم.