مصعب الصاوي
اول عهدنا بفن عبد العزيز المبارك ارتبط بالتلفزيون واثره في حياتنا… صحيح ان الخطوات الطبيعية لمسيرة عبد العزيز المبارك بدأت باجازة صوته نهاية سبعينيات القرن الماضي ، وقتها لم يكن فنانا متفرغا محترفا بل موظقا بوزارة الثقافة والاعلام بولاية الجزيرة..
وخلف تجربة عبد العزيز المبارك وقف “قوس كمان” الموسيقار احمد المبارك ..
اولا :مؤمنا بموهبته
ثانيا:داعما و راعيا لها
ثالثا: مقدما له عبر الاجهزة الاعلامية
واخيرا مقنعا له بالتفرغ التام للفن واحترافه بشكل نهائي منذ اول الثمانينيات..
قلنا ان ظهور التلفزيون الذي بدأ تاسيسه في العام 62 علي يد الفريق ابراهم عبود – وقد عرف وقتها باسم محطة المنحة الالمانية- وظل جهازا محدود التأثير في المدن والحواضر القريبة لكن انتشار التلفزيون كجهاز ومظهر للحداثة بدأ منذ منتصف السبيعينيات حتي نهاية ثمانينيات القرن الماضي..
وكل المبدعين الذين ظهروا في هذه الفترة توفر لهم القدر الاكبر من النجومية والانتشار خاصة فناني الصف الثالث بعد الرواد كزيدان ابراهيم والبلابل ومجايليهم..لحسن الحظ ان عبد العزيز المبارك تزامن ظهوره مع اخر مع استحدث في فن التلفزيون فظهر “الفيديو تيب” الملون ومنظومة الكاميرات الثلاثية التي تسمح بمشاهدة الاوركسترا كاملة والفنان في دائرة صغيرة داخل الشاشة..كما استوعب التلفزيون افضل مصممي الديكور من كلية الفنون الجميلة وتطور القطاع الهندسي ليمتد مدار البث التلفزيوني ليغطي جفرافيا الوطن…وللمصادفة التي تؤكد هذا الارتباط بين عزيز والتلفزيون ان لجنة الاصوات التي انعقدت اصلا لاجازة صوته كان هدفها تقديمه لسهرة تلفزيونيه يشرف علي انتاجها واعدادها الدكتور محمد عبد الله الريح الذي كان يقدم وقتها برنامج في التلفزيون باسم “طبيعة الاشياء” ،الذي حدث انه بدلا ان تعمل اللجنة علي اجازة صوت عزيز بهرها الفتي القادم من مدني بحسن هندامه واكتمال عدته الفنيه فضلا عن سحر صوته واختياره الموفق لجواهر النغم من حقيبة الفن كرائعة عبد الرحمن الريح “ساكن الموردة” ورائعة عبيد عبد الرحمن “اه من جور زماني” فضلا عن حسن انسجامه مع الاوركسترا واداءه الحركي الحي والثقة بالنفس حتي قال عنه احد اساطين اللجنة ولعله ان لم تخن الذاكرة الموسيقار علاء الدين حمزة(يابني انت فنان جاهز)وظل عزيز كفنان و كنجم محتفظا بهذا الانطباع الطيب الذي شهدت به اللجنه مظهرا واداء.
ارتبط عزيز كفنان ببصمة السبعينيات بكل ما فيها من اناقة و رومانسية وحمل معه في مسيرته هذه جيل السبعينيات من الشعراء والموسيقيين والملحنين وظل التيار الرومانسي المجدد هو اسلوبه الفني الغالب وهو امتداد لارث ملك الرومانسية والاداء.. المطرب الخطير زيدان ابراهيم الذي القي بظلال تجربته علي جيله والاجيال اللاحقة..
عزيز علي المستوي الانساني شخص هادي وجذاب وشديد الاحترام لرواد الاغنيه السودانية يضع لكل مكانته وكانوا يبادلونه احتراما بحب كما كان يجيد فن التعامل الاجتماعي في الوسط الفني والاعلامي..
ابرز محطات فنه تلك الرحلات التي انتظمت القرن الافريقي… اثيوبيا وارتريا والصومال في معية عدد من الفنانين الرواد ولكن تاثير عبد العزيز وصديقه خوجلي عثمان كان كبيرا وسط الشباب في تلك البلاد وتأثر هو نفسه بالفن الاثيوبي وغني اغنية “نونا” التي صادفت نجاحا كبيرا وسجلها للتلفزيون والاذاعه الاثيوبية فصار فنه و وجهه معروفا لدي الشعب الاثيوبي..
روي عزيز ان هذه الاغنية جعلتهم يوقفونه في الطرقات ويبادلونه السلام والتحية وقال له احد الاثيوبيين انها سمع هذه الاغنية من مصدرها بالامهرية ولكنه احبها من عزيز لانها تبدو له “كالطفل الذي يتعلم الكلام”..
عاش عزيز متنقلا بين السعوديه واوروبا ومصر والامارات وقد سجلت له احدي الشركات البريطانية مجموعة من اغانيه في اسطوانات وجدت قبولا كبيرا في القارة العجوز..
تعاون عزيز مع فنان ومطرب من ذات المدرسة ..مدرسة الشجن والتطريب.. هو الفنان الطيب عبد الله.. في اغنية “طريق الشوق” من كلماته والحانه ، كما تعامل مع مجموعة شعراء وملحني زيدان ابراهيم مثل عمر الشاعر وكسلاوي..
كان عزيز يعشق اغنيات الحقيبة وقد غني “نجوم الليل اشهدي” بطريقة رائعة وحديثه نهجه في ذلك نهج الموسيقار عثمان حسين عندما غني “زيدني في هجراني” لكرومه اضاف اليها روحا موسيقية جديدة بلمسة العصر وكذلك ما فعله الموسيقار بري دفع الله في اعادة توزيع اغاني الحقيبة علي الاوكسترا ليغنيها عبد العزيز داوود..
لكل فنان اعمال محددة تعبر عن شخصيته الادائية وفي ظني المتواضع ان اكثر اعمال عزيز تعبيرا عن ذلك اغنية “ماكنت عارف” و “تحرمني منك” واغنية “عبير عطر البنفسج” للرائعة سعدية عبد السلام..
هذه بعض خواطر عجلي فاضت بها الذاكرة من وجد الذكري…عبد العزيز المبارك جزء من مواجد الغناء السوداني عندما يتصل جمر الشعر بصندل الموسيقي..رحمه الله رحمة واسعة والعزاء موصول لاسرته الكبيرة الممتدة في الجزيرة الخضراء وفي شرق النيل والبقعه المباركة من هم داخل الوطن ومن في المهجر..لمحبيه ولمستمعيه والقلوب التي عمرت بذكريات فنه الجميل.
وخلف تجربة عبد العزيز المبارك وقف “قوس كمان” الموسيقار احمد المبارك ..
اولا :مؤمنا بموهبته
ثانيا:داعما و راعيا لها
ثالثا: مقدما له عبر الاجهزة الاعلامية
واخيرا مقنعا له بالتفرغ التام للفن واحترافه بشكل نهائي منذ اول الثمانينيات..
قلنا ان ظهور التلفزيون الذي بدأ تاسيسه في العام 62 علي يد الفريق ابراهم عبود – وقد عرف وقتها باسم محطة المنحة الالمانية- وظل جهازا محدود التأثير في المدن والحواضر القريبة لكن انتشار التلفزيون كجهاز ومظهر للحداثة بدأ منذ منتصف السبيعينيات حتي نهاية ثمانينيات القرن الماضي..
وكل المبدعين الذين ظهروا في هذه الفترة توفر لهم القدر الاكبر من النجومية والانتشار خاصة فناني الصف الثالث بعد الرواد كزيدان ابراهيم والبلابل ومجايليهم..لحسن الحظ ان عبد العزيز المبارك تزامن ظهوره مع اخر مع استحدث في فن التلفزيون فظهر “الفيديو تيب” الملون ومنظومة الكاميرات الثلاثية التي تسمح بمشاهدة الاوركسترا كاملة والفنان في دائرة صغيرة داخل الشاشة..كما استوعب التلفزيون افضل مصممي الديكور من كلية الفنون الجميلة وتطور القطاع الهندسي ليمتد مدار البث التلفزيوني ليغطي جفرافيا الوطن…وللمصادفة التي تؤكد هذا الارتباط بين عزيز والتلفزيون ان لجنة الاصوات التي انعقدت اصلا لاجازة صوته كان هدفها تقديمه لسهرة تلفزيونيه يشرف علي انتاجها واعدادها الدكتور محمد عبد الله الريح الذي كان يقدم وقتها برنامج في التلفزيون باسم “طبيعة الاشياء” ،الذي حدث انه بدلا ان تعمل اللجنة علي اجازة صوت عزيز بهرها الفتي القادم من مدني بحسن هندامه واكتمال عدته الفنيه فضلا عن سحر صوته واختياره الموفق لجواهر النغم من حقيبة الفن كرائعة عبد الرحمن الريح “ساكن الموردة” ورائعة عبيد عبد الرحمن “اه من جور زماني” فضلا عن حسن انسجامه مع الاوركسترا واداءه الحركي الحي والثقة بالنفس حتي قال عنه احد اساطين اللجنة ولعله ان لم تخن الذاكرة الموسيقار علاء الدين حمزة(يابني انت فنان جاهز)وظل عزيز كفنان و كنجم محتفظا بهذا الانطباع الطيب الذي شهدت به اللجنه مظهرا واداء.
ارتبط عزيز كفنان ببصمة السبعينيات بكل ما فيها من اناقة و رومانسية وحمل معه في مسيرته هذه جيل السبعينيات من الشعراء والموسيقيين والملحنين وظل التيار الرومانسي المجدد هو اسلوبه الفني الغالب وهو امتداد لارث ملك الرومانسية والاداء.. المطرب الخطير زيدان ابراهيم الذي القي بظلال تجربته علي جيله والاجيال اللاحقة..
عزيز علي المستوي الانساني شخص هادي وجذاب وشديد الاحترام لرواد الاغنيه السودانية يضع لكل مكانته وكانوا يبادلونه احتراما بحب كما كان يجيد فن التعامل الاجتماعي في الوسط الفني والاعلامي..
ابرز محطات فنه تلك الرحلات التي انتظمت القرن الافريقي… اثيوبيا وارتريا والصومال في معية عدد من الفنانين الرواد ولكن تاثير عبد العزيز وصديقه خوجلي عثمان كان كبيرا وسط الشباب في تلك البلاد وتأثر هو نفسه بالفن الاثيوبي وغني اغنية “نونا” التي صادفت نجاحا كبيرا وسجلها للتلفزيون والاذاعه الاثيوبية فصار فنه و وجهه معروفا لدي الشعب الاثيوبي..
روي عزيز ان هذه الاغنية جعلتهم يوقفونه في الطرقات ويبادلونه السلام والتحية وقال له احد الاثيوبيين انها سمع هذه الاغنية من مصدرها بالامهرية ولكنه احبها من عزيز لانها تبدو له “كالطفل الذي يتعلم الكلام”..
عاش عزيز متنقلا بين السعوديه واوروبا ومصر والامارات وقد سجلت له احدي الشركات البريطانية مجموعة من اغانيه في اسطوانات وجدت قبولا كبيرا في القارة العجوز..
تعاون عزيز مع فنان ومطرب من ذات المدرسة ..مدرسة الشجن والتطريب.. هو الفنان الطيب عبد الله.. في اغنية “طريق الشوق” من كلماته والحانه ، كما تعامل مع مجموعة شعراء وملحني زيدان ابراهيم مثل عمر الشاعر وكسلاوي..
كان عزيز يعشق اغنيات الحقيبة وقد غني “نجوم الليل اشهدي” بطريقة رائعة وحديثه نهجه في ذلك نهج الموسيقار عثمان حسين عندما غني “زيدني في هجراني” لكرومه اضاف اليها روحا موسيقية جديدة بلمسة العصر وكذلك ما فعله الموسيقار بري دفع الله في اعادة توزيع اغاني الحقيبة علي الاوكسترا ليغنيها عبد العزيز داوود..
لكل فنان اعمال محددة تعبر عن شخصيته الادائية وفي ظني المتواضع ان اكثر اعمال عزيز تعبيرا عن ذلك اغنية “ماكنت عارف” و “تحرمني منك” واغنية “عبير عطر البنفسج” للرائعة سعدية عبد السلام..
هذه بعض خواطر عجلي فاضت بها الذاكرة من وجد الذكري…عبد العزيز المبارك جزء من مواجد الغناء السوداني عندما يتصل جمر الشعر بصندل الموسيقي..رحمه الله رحمة واسعة والعزاء موصول لاسرته الكبيرة الممتدة في الجزيرة الخضراء وفي شرق النيل والبقعه المباركة من هم داخل الوطن ومن في المهجر..لمحبيه ولمستمعيه والقلوب التي عمرت بذكريات فنه الجميل.