وداعا يا عزنا رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما اسعد وافرح العزاء للاسرة والاحباب ولاحول ولاقوة الا بالله
كنت قد خاطبت وكتبت في حفل تكريمه
الحياة صفحات تسطرها الاقوال والافعال والمواقف فتستمد هذه الصفحات الخلود عندما يكون السعي فيها بالاخلاق، والذي هو في هذه الحالة تجسيد للانسانيه في ابهي صورها، فتطرب النفوس لكل من كانت فيه نفحة من حالة جماع الاخلاق والاداب، فالتكاليف التعبدية المختلفة هدفها صياغة الانسان لكي يكون في جانب الاخلاق، منحازا اليها ومعمرا للمجتمع الفاضل، والوفاء هو احد اهم مكوناتها. سيغدو عالمنا جميلا عندما نعمره بالوفاء لكل من نشر الحب وطاقته الايجابيه في وطننا العزيز، نعم فلنُكَّرِم كل الذين صاغوا وحافظوا علي هذا الوطن وجدانا واحدا وقلبا واحدا وربطوه مصيرا واحد، بلا اكراه او طلقة رصاص، بل بالحب غذاء الروح واكسيرها و الذي هو العلاج الاوحد لكل اشكال المعاناة والعذابات والعنف والاكراه، فيكفي ان اضداد ممتهنو السياسة ونقضاء الفكر، يتوحدون عند أهل الفن، بل وتتوحد شعوب باكملها بحنجرة واحدة كحالة فيروز ولبنان بطوائفها ومذاهبها. عرفت الاخ احمد عبدالله عبد القادر عثمان في بدايات ثمانينات القرن الماضي ابان دراستنا الجامعيه خارج السودان، وأجمل مافي الغربة معرفة معادن الرجال، والناس معادن كماقال من لاينطق عن الهوي صلوات ربي وبركاته عليه ووالديه و آله، وأحمد من ابناء مدني الجميلة تلك البقعه التي لاتمل في تقديم اروع الناس كل مرة، كان أحمد متفوقا في دراسته، عصامي بني نفسه بنفسه في رحلة حياة ناجحة توجها رئيسا تنفيذيا لمجموعة باجري بالمملكة العربية السعودية، فنقلها الي آفاق أرحب حتي غدت مجموعة ممتدة في ارجاء دول المنطقة والعالم، وأحمد (كارمن) كما يحلو لنا ان نسميه، هو بمثابة ابن للاستاذ عبد العزيز المبارك، عاش جزء كبيرا من حياته معه، وعبد العزيز متزوج من عمته، وسمعت بالكثير عن الاستاذ عبد العزيز المبارك من خلال احمد كارمن ولم احظ بشرف لقاءه الا من خلال الاجهزة والوسائط. اتصل علي الاخ الصديق احمد كارمن قبل اشهر مبديا رغبته ومعبرا بمنتهي الوفاء عن واجبه في ضرورة تكريم الاستاذ عبد العزيز المبارك وذكر انه كان متابعا لجهدنا في قيادة تكريم الاستاذ صلاح بن البادية مع اروقة ومعجبا به وتبادلنا الافكار والمعلومات. وبالفعل قرن احمد القول بالعمل وحضر الي السودان وقدم مساهمته التي انطلق علي اثرها عمل اللجنة المؤقرة التي لم تبخل بالوقت والجهد حتي تم اعلان مواقيت التكريم اليوم الجمعه. المبدع عبد العزيز المبارك، كان معنا ايضا في مسير ايامنا، غناء وطربا جميلا، وازياء فوضع بصمته في خارطة الغناء السوداني مع اناقة لاتخطئها العين، وكما أوضحت سابقا ان أحمد كارمن يدير عبر مجموعة باجري عددا من الماركات الشهيرة في الازياء العالمية، فلعل تأثير عبد العزيز علي أحمد كان واضحا هنا، فتاثير عبد العزيز في الموضة برز بداية من (قميص) مع أغنية ( تحرمني منك) ورفد مكتبة الغناء السوداني باعمال خالدة(طريق الشوق). (وياعزنا)..(وياعسل)..و(بتقولي لا)..و(ماكنت عارف)..و(ليه ياقلبي ليه)و(احلي عيون) وكلنا اسرتنا اعادة تقديم (ضيعني ساكن الموردة) في البدايات والكثير من الدرر الجميلة. كثير ما اردد مع الاصدقاء باننا جيل محظوظ حظينا بشهود جيل من المبدعين العظماء من الرواد كالكاشف وحسن عطيه وابراهيم عوض ووردي وعبد العزيز وصلاح بن البادية وعثمان حسين الي بقية العقد الفريد من الرواد ومن اعقبهم من المبدعين والمطربين فارتوت اجيال كثيرة بدفق فنون هؤلاء العظماء وساعد هذا كثيرا في تكوين مزاج معتدل وشخصية متوازنه. 0نتمني من كل الاجهزة ان تشارك وتنقل هذا الاحتفال ترسيخا لقيم الوفاء حتي يشارك كل الوطن الكبير باحاسيسه شرقا وغربا شمالا ووسطا وجنوبا..ان شرايين هذا الوطن ظمئ لمفردات الحب والحنين..ولمعان كادت ان تندثر فاشرعوا كل الابواب والنوافذ للطاقات الايجابيه…ونطلب من تلفزيون السودان ايضا ان ينقب في ارشيفه عن سهرة خالدة قديمة لمتوكل كمال كانت قد قدمت في اوائل الثمانينات..وكان ضيوفها الراحل خوجلي عثمان والمحتفي به عبد العزيز المبارك نرجو اعادة بثها تزامنا مع ايام التكريم. ان ماتقوم به لجان تكريم المبدعين المختلفة في بلادي هو بحق من المسئوليات الوطنيه العظيمة للمجتمع وترد دينا مستحقا نيابة عن المجتمع وتعمل في ظروف في غاية الصعوبة بلا دعم الا بمجهوداتها الفردية…ففي يوم الوفاء يتوقع من وهب عمره لاسعادنا ان يري هذا الحب مثمرا يعين في خريف العمر…وفاء بوفاء…حتي لاينطبق علينا حديث الاديب الامريكي لانجستون هيوز..(..والخل الوفي اندر من اسنان الدجاج)..وبالفعل احمد كارمن..واخوته في اللجنة واروقة فعلوا ذلك فلهم منا التحية..وتهاني وامنيات ودعوات للمطرب الاستاذ عبد العزيز المبارك وشكرا علي كل حرف ونغم وحب اشعته في دنيانا ولقد اطربتنا وادخلت السرور في قلوبنا.