Site icon المجرة برس

“بيت الشورة” .. “الـدولـــة الـعـبـيـطـــة” .. “عمر الكردفاني”

لا أكتب بصورة راتبة رغم تعدد الوسائط التي قد ترحب بكتاباتي المتواضعة ،فالعمود الراتب ذي الفكرة المتماسكة يحتاج إلى الكثير من الترتيبات التي إن ملك الكاتب إحداها فقد الأخرى وإن ملك الاثنتين ضاعت منه الثالثة، فالاحداث المنطقية إحدى تلك المطلوبات ومن ثم المعاناة بالقدر المعقول وليس هذا الشظف الذي نعيشه كما أن الوسيط الذي يكتب به الكاتب يجب أن يكون ذي بيئة مناسبة للكتابة بالإضافة إلى احترام مساحة وزمان ومكان عمود الكاتب ،لكن بين الفينة والأخرى تطرأ فكرة اجد نفسي مدفوعا لتمليكها للرأي العام فإن وجدت صدى واذنا صاغية تكون قد بلغت مبادئ كاتبها اما اذا ذهبت ادراج الرياح فقد كف الله كاتبها القتال.
العنوان حرصت إن يكون صادما ومباشر لأن المعلومات التي ساوردها أيضا صادمة ومباشرة لم لا وهي تتعلق بما وصل إليه السودان من مفترق طرق ،ربما يكون الأخطر في تاريخه ،الشق الأول من الفكرة ما كتبته سابقا في هذا العمود بعنوان (الخيل الأصيلة تزوغ في اللفة) وتحدثت فيه عن فئة قليلة العدد شديدة التأثير الا وهي فئة طفيليات الاقتصاد وهم مجموعة من شذاذ الآفاق معظمهم متوسطو التحصيل الأكاديمي أو ممن لم ينل حظا من التعليم اصلا ،دخلوا مجال التجارة في عهد التمكين الأول اي بداية تسعينات القرن الماضي وغض النظر عن انتمائهم للحركة الإسلامية ام لا ،بل إن بعضهم كان مجرد تابع لاحد كوادر الحركة الإسلامية أو قريب له ،دخلوا مجال التجارة وفتحت لهم أبواب السوق على مصراعيه للثراء بل وتم حكر بعض السلع على بعضهم فاثروا واشتروا الوزارات والعمارات وخزنوا معظم أموالهم في الداخل بالعملة الحرة أو خارج البلاد ،هؤلاء جاءتهم فكرة إنشاء (الحزب الجامع )أو (المؤتمر الوطني) على طبق من ذهب حيث انه حزب لا دين له ،اي بعيد كل البعد عن فلسفة الحركة الإسلامية، تسلق هؤلاء الحزب الجديد وتمكنوا أكثر فأكثر ورويدا رويدا ابتعدوا عن السياسة الا قليلا ،خاصة بعد أن هرم الحزب الجامع وفتح ابوابه لخصومه السياسيين ،ابتعد هؤلاء باموالهم ولم ينقذوا الحزب الذي رباهم واواهم وقواهم .
هؤلاء هم الممسكون بمفاصل الاقتصاد السوداني الان شاء من شاء وأبى من ابى، هؤلاء هم العدو فاحذروهم ،هؤلاء الان بعضهم مع اتحاد المهنيين وآخرين مع الحرية والتغيير ،ومعظمهم في سوق الله اكبر ،هؤلاء هم الذين يديرون اقتصادنا يقتاتون من دماء الغلابة ويكتنزون الأموال أثناء الازمات ،وقد يكون عددهم أكثر من عشرون ألفا منتشرين بكل ولايات السودان ومدنه الكبيرة ويملك كل واحد منهم ما لا يقل عن نصف مليار دولار فكم الحسبة ؟وما هو الحل معهم ،فهؤلاء لا دين لهم ولا أخلاق ولا وطنية غباءهم الاقتصادي يخمس لهم دائما بألعبارة الشهيرة (إشتري وخزن)،وهؤلاء حربهم ليست بالسياسة ولا بالتمكين ولا بالقانون هؤلاء حربهم بالقبضة الحديدية ،حصرهم وسجنهم وسحلهم حتى يخرجوا أموال هذا الشعب الطيب

ثم ماذا بعد؟

لا ابرئ الحركة الاسلامية ولكن انظف الاسلاميين خرجوا من عباءة السياسة غداة انقلاب الانقاذ ،اما كل الاسلاميين المتمسكين بالفكرة ومطبقين لتعاليم الدين والتنظيم فقد خرجوا مع شيخ حسن ،اذن من هم الذين كانوا يحكمون هذا البلد منذ 1999م وحتى غداة الثورة؟فليسأل كل انسان نفسه ،وليبحث كل شخص حوله عن اللوبي الذي ينهش اقتصادنا …..لوبي الدولة العبيطة.

Exit mobile version