Site icon المجرة برس

في الهواء…..محمد اسحق عثمان…العالقون ….فرح اليوم ووجع امبارح

في الهواء

. كتب محمد إسحق عثمان

العالقون فرح اليوم ووجع امبارح(2)

نعود من جديد لنواصل الحكاية فيمايلي الرحلة التوثيقية للمعاناة الطويلة التي كنا شاهد عيان عليها من خلال تجربة فعلا قاسية ومرة جدآ التحية لكل العالقين علي صبرهم الذي قارب صبر أيوب علي مافعلته بهم هذه اللجنة التي سميت لجنة الطوارئ الصحية التي هي نفسها تحتاج إلي لجنة لتصحيح مسارها من التخبط والاعوجاج الواضح وبالتحديد عالقي مصر الذين أشهد لهم وامنحهم جائزة نوبل للصبر والمصابرة الليلة عايز احكي ليكم عن واحدة من تجارب البصات اللي سمعنا من سعادة القائم بالأعمال في القاهرة أن الخدمات من أكل شرب موجودة في هذه البصات وبالتحديد اتكلم اليوم وبالتوثيق لرحلة الخميس الأخير للاجلاء من ميدان عابدين اللي كنت حاضر هناك لوداع بعض الأقارب.

أولا حضرت حوالي الساعة 12 ليلا ولقيت الاعمي شايل المكسر زي مابتقول المقولة المشهورة وتألمت كثير أن المشهد عجيب وغريب وكيف سيركب هولاء علي ظهر هذه الاتوبيسات التي لايتجاوز عددها في تلك اللحظة العشرةاتوبيسات وعدد المتواجدين بالعين يتجاوز الاربعمائة سألت أحد الذين يمثلون السفارة السودانية بالقاهرة عن الموقف قال لي انت شايف شنو الآن قلت له شايف حاجة صعبة وفوضى وعضلات ونساء ورجال وشباب يحاولون الركوب علي ظهر هولاء الضعفاء قال بس ياهو الواقع قلت له طيب وين دوركم كسفارة في ضبط هذا الوضع إلا تمثلون الحكومة السودانية في هذا الموقف تمتم بكلمات وقال نعمل شنو ماعايزين يسمعو الكلام هكذا قالها وانصرف بسرعة.

حاولت أن اقترب أكثر من المصارعة التي تتم في مداخل هذه البصات شوفت واحد من موظفي السفارة واقف في باب أحد هذه الاتوبيسات في محاولة أخيرة وان كانت طبعا طريقة تبدو همجية وغير موفقة ولاتشبه العمل الإداري لمثل هذه الأزمات الحكاية أخي ممثل السفارة لاتدار بالعضلات والشرطة ولكن تدار بالحكمة وتوزيع التذاكر بطريقة منظمة وحضارية ولاتمنح التذاكر بطريقة السوق الأسود حتي يتربح منها ضعاف النفوس وأصحاب الأغراض.

عمومآ صعد الي الأتوبيس وسط هذه الحالة العجيبة عدد كبير من الشباب أصحاب العضلات والاجسام الضخمة في انتصار واضح علي الرجولة والشهامة كيف تسمح لك نفسك أن تطيح بكبار السن والأمهات والأخوات وتجلس في مقعدك هاني البال عمومآ هذا ماحدث وسط ضعف ودهشة من من هم واجب عليهم التنظيم والرقابة والمتابعة لتتواصل المعاناة والألم الحقيقي لمن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وسط هذا العجز المخجل من هذه اللجان المنظمة.

تتم بعض الاتصالات أظنها مع السفير خالد الشيخ الذي حاولنا التواصل معه امتنع عن الرد وقتها وفضل أن يتواصل مع فريق سفارته المتواجد في الميدان الذي واضح ان الوضع المأساوي قد علم به بدليل الربكة التي حدثت وغاب الرأي الرسمي وبدأت الإشاعات لاتوجد رحلات تاني الناس ترجع وتجي يوم السبت وتأتي مافي زول بسافر بعد كدة بعضهم فقد الأمل وغادر المكان والبعض صبر وسط سخافات الشرطة المصرية والاستفزازات الواضحة التي جعلت بعض العالقين يدخلون في مخاشنات معهم علي كل من أتيت لتسفيرهم بعضهم غادر الميدان والبعض الآخر من الأسرة ظل مرابطآ علي أمل وكماذكرت غاب سعادة السفير ورفض الرد علي مكالماتنا التي كانت بغرض الاستفسار وتطمين من هم حولنا الذين يثقون في مانكتب ونقدم ولكن للأسف غابت المعلومة الرسمية في واحدة من اللحظات الحرجة جدآ.

المهم في الأمر بعد أن عاد بعض أفراد الأسرة التي كنا في وداعها الي الشقة وسلم بعضهم أن السفر يوم السبت تفاجأت بهاتفي يرن وتخبرني احدي بنات هذه الأسرة أن هناك بصات دخلت الآن الميدان وسيتم تسفيرهم هكذا وبدون أي مقدمات استمرارآ لمسلسل التخبط وعدم التنسيق ورغم أن وضع حظر التجوال المطبق في مصر يجعل العودة مجازفة حقيقية لكن رغم ذلك اصطحبت من هم معنا من أفراد هذه الأسرة وعدنا بهم من جديد الي موقف البصات في عابدين لتبدأ حكاية جديدة من المعاناة ماذا حدث فور وصولنا الي ميدان البصات بعد الاتصال سوف احكي لكم في الحلقة القادمة من خلال هذه السلسلة.
ولنا عودة بعون الله،،،،،

اخيرآ سوف تتواصل معكم هذه الحكايات والمشاهدات من أرض الواقع حتي نصل بكم الي وصول هذه الرحلات الي الخرطوم.

ولنا لقاء بعون الله تعالي،،،

Exit mobile version