Site icon المجرة برس

الجبوري يكتب ….ملاحات

الجبوري:ملاحات (438)

انا واحد من الناس كنت مقنع بان كورونا دي حتنتشر بصورة خطيرة جدا في السودان؛ و كلامي دا بنيته على الأشياء الشفتها بعيني دي في اوربا؛ ياخي الكورونا دي عمل جنس عمايل في الخواجات ديل؛ و بالرغم من تقدمهم و امتثالهم لاوامر وزارات صحتهم الا الشغلانة ورتهم امبوجني؛ طبعا انا بعدم المبالاة حقتنا دي قلت خلاص انحنا حدنا حيتلحق؛ لاننا:
لازم نركب مواصلات و كمان بمدافرة
و العجب الفرن؛ ياخي واحد حكى لي شكلة طريفة جدا حصلت في الفرن، قال في أثناء المدافرة واحد مشيك جنس تشيك و ما داير زول يجي جنبه؛ و لسؤ حظه ما وقع جنبه الا واحد من العينة العجيبة ديك؛ ياخي العينة الاربعة في اربعة ديك؛ و لابس حاجة ما معروفة هي جلابية ولا عراقي ولا مريلة؛ هسه انتو بتعرفرا المريلة دي؟
كن ما المرايل الموجودة عند ناس المطاعم و الجزارين و الحلاقين دي ما اظنكم عرفتوها؛ و يومتى سمع اضاني حلاق قال لزميله ناولني اللاب كوت دا؛ طبعا اي زول بعجبو الصارو حتي لو كان تمباك فالحلاق بشوف مريتله لا تقل شأن عن مريلة الدكتور طالما بتقضي له مهمة يتصرف منها؛ ياخي زمان قبال توفر الأشياء كانن الامهات بخيطن لاطفالهن مرايل و بشاكير و كل حتجات جهاز الطفل الهسه بتجينا من الصين دي ؛ طبعا الأشياء اليدوية دي اجمل و اغلى و اقيم عندي من الحاجات الصينية الجاهزة؛ ياخي لي فترة طويلة جدا بعاني من تفتيش الطواقي لاني ما بحب الطواقي الصينية الجاهزة و كل ما لقيت لي زول ماشي لنيالا بقول له جيب لي معاك طاقية؛ ياخي يومتى اتغديت مع ( جدو) لقيت امه بتعمل في طاقية بنفس مواصفات الطواقي البتعجبني؛ مرات في حاجات كثيرة تفتش ليها في ابعد الاماكن و هى تكون جنبك و انت ما جايب ليها خبر، فانحنا لو خلينا بالنا و اقتنعنا بحاجاتنا المحلية دي بنلقاها اجود و اجمل و ارخص، ياخي الاف الترزية الماهرين و البلد تستورد ملبوسات جاهزة؛ ياخي خلينا القمصان و البناطلين كمان جلاليب و طواقي؟ بالله عليكم في كم زولة ماهرة و مجيدة في صنعتها زي ( بت النمير) والدة جدو زاحمتها الصين بطواقيها الما معروفة مصنوعة من شنو دي؟
الدولة وقت ما داير تطور الاعمال اليدرية مثل الحياكة و النسيج اقلاها تقفل استيراد الملبوسات الجاهزة عشان توفر كسب عيش لشريحة محترمة؛
اها الزول الاربعة في اربعة داك بطريقة غير مقصودة قام فجق صاحبنا المشيك داك؛ فقام المشيك قال له : يا بشر ارفع كراعك دي من رجلي؛ المربع داك لمن كسكس لي لورا و انفزر زي فزرة الرئيس السيادي و طشم ليك زولك دا كف؛ ياخي لمن صاحبنا دا شاف نجوم القايلة؛ و قال له : ليه حقتك تكون رجل و حقتي تكون كراع؟ كل الجماعة وقفوا مع الضارب و ايدوا كلامه و قالوا للمضروب صحي حرتك دي ما لذيدة؛ و اسلوبك فيه شي من التعالي و طبعا الحضور ديل كانوا صنفين : واحدين زهجانين من حركات المحشش و شمتانين فيه،
و اخرين شايفين الزول المربع دا هايج و اي احتكاك معاه برقدهم دكوة؛ عشان كدة ماشين للكديس في خضرة عيونه ؛و طبعا زي حركتهم دي بقت سايدة عندنا؛ فهسه انا ملاح دا لو قالوا دايرين يمسكوني مدير ادارة او رئيس قسم طوالي بنطوا الاف الناس يقولوا ليك: هوي ذاته ملاح دا مؤهلاته شنو للكلام دا؟ و هو ذاته امس القريبة دي مش كان بقوم و بنطج مع الكيزان؟
كلامكم صحي هو النائب دا ما خريج اكسفورد ! و كانوا جنوده ديل بقاتلوا ضد النظام السابق حتى اخرجه من السلطة؛ ليه انحنا دائما بنقيف مع القوى العضلية ما مع القوى العقلية؟ لمن نشوف مدي تفكيرنا و تعاطينا للأحداث بتاكد اننا محتاجين لالاف السنين لنلحق بالركب؛ و دا إذا كان الركب جانا راجع؛ لان مسألة الحكم بالعضلات دي سادت في العصور الاولى و انحنا لسه بنداوس و بندافر و بنوصل رسالتنا بيدنا؛ ياخي الدار مع الوزير اكرم دا مش قمة الهمجية و عدم الوعي؟ نفسي اعرف الناس ديل ليه اتصرفوا كدة؟ سمعت تبريرات اكرم لخروجه و لكنها تبريرات لا تقنع قائلها خليك من متلقيها؟ ياخي كل الخرطوم طالعة مسيرة انت حتفتتح مركز صحي منو البكون حضور؟ المركز قال وين؟ شنو يعني الوزير يحضر الافتتاح؟ مش اهدار زمن و مال و جازولين؟ دي زاتها من سنن الانقاذ، مش اخر ظهور للبشير و علي عثمان كانوا بفتحوا مصنع ملح في بورتسودان؟
انت ذاتك يا السيد الوزير مش قلت الكورونا دي منتشرة جدا و حظرتنا كمكمين يوم و قلت نعملوا تباعد مجتمعي؟ والله انا دا كنت اكثر زول مصدقك و مطبق أقوالك و لكني لمن شفتك و الجماعة مسيرنك عريسية والله ندمت على على اي لحظة قضيتها محبوس و على اي كلمة قلتها مدافع بيها عنكم؛
الكورونا وباء انزله الله ليذكر عباده بجبروته و عطفه و الا ما التفسير لانتشاره في اوربا المتقدمة اكثر مننا و في الخليج الاسخن مننا و عدم انتشاره عندنا مع عدم توفر الادوية و عدم التزامنا بتعليمات الوقاية منه؟
نامل ان نكونوا وعينا الدرس لان مثل هذا الكوارث ترفع بالدعاء لا باغلاق المساجد
خالص ودي
ملاح محمد بشير الجبوري
ابوزبد يوليو 2020

Exit mobile version