
عجزت حكومة الفترة الانتقالية طوال فترة حكمها التي استمرت لأكثر من عام في إيجاد حلول جذرية لأزمة الخبز، فالسلعة التي لم تشهد استقرارا سوى أيام ثم تعاود الظهور مرة أخرى عبر الصفوف الطويلة للمواطنين أمام المخابز أعيت وزارة الصناعة والتجارة في إيجاد دواء ناجع لها، فبالرغم من رفع قيمة السعر الى جنيهين للقطعة الا أن المواطن لم يجد مبتغاه في الحصول عليها مما زاد معاناته اليومية،أصحاب المخابز بدورهم ظلوا في اتهامات مستمرة للوزارة بتجاهل قضايا القطاع.
(الإنتباهة) جلست مع أطراف الأزمة الأساسيين عبر هذه المواجهة :
نائب رئيس شعبة المخابز إسماعيل عبدالله في إفادات غاضبة لـ(الانتباهة): المخابز في حالة مزرية وتوقف أكثر من 50% منها بسب نقص الدقيق والغاز
ما موقف حصص الدقيق للمخابز؟
= حقيقة وضع المخابز في ولاية الخرطوم في حالة مزرية جدا، ومازالت وزارتا الصناعة الولائية والاتحادية لم تدل بأي دلو بشأن توفر الدقيق للمخابز، وتراجعت حصة الدقيق الى 30 الف جوال فقط من إجمالي الحصة اليومية التي يتم توزيعها والمقدرة بـ 43 الف جوال، حاليا توقف أكثر من 50% من المخابز بسبب نقص الدقيق والغاز،في توقف مطحني روتانا وأبوحمامة،وبجانب ضعف الإنتاج في مطحن ويتا ،ومازال أصحاب المخابز يناشدون الجهات المسؤولة بأن تولي اهتماما كبيرا جدا لقطاع المخابز، فالواقع بات سيئا ويشهد صفوفا طويلة للمواطنين أمام المخابز الذي نتج عنها مشاجرات مما يتطلب التدخل بشكل عاجل، ونطالب الحكومة بإعلان حالة الطوارئ للخبز إسوة بحالة الطوارئ الاقتصادية التي تم الإعلان عنها مؤخرا.
ماذا عن نقص الغاز بالمخابز؟
= ظهرت مشكلة الغاز بصورة كبيرة جدا ونطالب الشركات المناط بها توزيع الغاز القيام بواجبها بالشكل المطلوب،وحسب تأكيدات وزارة الطاقة بأن السلعة متوفرة، بيد أن الواقع يكذب ما ذهبت اليه الوزارة، وتمت مطالبة الشركات عدة مرات بضرورة الالتزام بالمسارات،بمعنى أن اي أسطوانة تم ربطها بمخبز يجب ان يتم المرور على الأقل أسبوعيا أو عشرة أيام، بيد أن الشيء المؤسف أن الشركات لا تلتزم بالمسارات وأحيانا هنالك مخابز تكون متوقفة بسبب عدم توفر الغاز لأكثر من إسبوع وبالرغم من التبليغ بالنقص إلا أن هذه الشركات لا تستجيب،ايضا هنالك مشكلة في عدم الالتزام بسعر اللتر الذي حددته وزارة الطاقة بجنيه و5 قروش والشركات تقوم بتعبئة الغاز للمخابز بواقع جنيهين،وفي حال إجبارهم على سعر الحكومة لا يعودون مرة أخرى،وفي المقابل عجزت الوزارة في اتخاذ الإجراءات التي تلزم الشركات بالمسارات إضافة الى السعر المحدد.
ماهي أكثر المحليات تأثرا بنقص الدقيق؟
= تأثرت حصة محلية أمبدة تراجعت الى 6 آلاف جوال في اليوم علما أن عدد المخابز بالمحلية يقدر 695 محبزا، فكمية الدقيق التي توزع غير كافية خاصة وأن محلية أمبدة من أكبر المحليات المأهولة بالسكان إضافة الى ان كمية المخابز بها أكبر عددا مقارنة بباقي المحليات، وأعتقد ان التهميش والظلم الذي لحق بالمحلية لم تشهده منطقة في العالم كله،فالمخبز البلدي بالمحلية تراجعت حصته الى 48 جوالا فقط بدلا من 60 جوالا،مقارنة بمخابز الولاية الأخرى التي يوزع لها أكثر من 72 جوالا في اليوم، وتم رفع مذكرة للمدير التنفيذي بالمحلية لوزير الصناعة وطالبوا بمساواة حصة المحلية ببقية المحليات او رفض تسلم الدقيق وتم إمهالهم ٧٢ ساعة انتهت بالأمس وفي حال لم يتم التوصل لحل فهنالك دعوة للإضراب عن العمل بمخابز المحلية، في محلية امبدة اكثر من ٤٠٪ من المخابز مغلقة.
كيف تقيم عمل المخابز في ظل الظروف الاقتصادية الحالية؟
= عجزت المخابز عن تحمل ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث ارتفعت كرتونة الخميرة لـ 6200 جنيه ،مما يعني أن تكاليف الإنتاج حاليا في خطر،علما أن وزارة التجارة والصناعة لم ترد على المذكرة التي تم رفعها منذ ثلاثة أسابيع بشأن التكاليف،ويأتي تأخر في الموافقة خيرا مقبولا للمخابز لجهة ان واقع الحال تجاوز التكلفة، فالمخابز في ولاية الخرطوم بشكل عام تمر بحالة يرثى لها،وحاليا المخابز تخطت مرحلة الحديث عن تغيير الجرام الى زيادة في سعر الخبز، وفي حال عجزت عن تطبيق الزيادة سوف يطالب اصحاب المخابز بتحرير الدقيق، فلا يمكن تشييد مخبز بمليارات الجنيهات ويتم تقيدك بـ ٣ جوالات في اليوم.
ماذاعن نقصص الإنتاج في بعض المطاحن؟
= يجب سحب القمح من المطاحن غير الملتزمة مثل الحمامة وروتانا بتسليم الحصة الكاملة من الدقيق المدعوم وإعطائه لشركات قادرة على الإنتاج، لجهة ان هذين المطحنين يتوقفان عن العمل كل يومين مما شكل مشكلة حقيقية.
الانتباهة