بيت الشورة عمر الكردفاني العلاقات السودانية التركية ….احترام عابر للقارات والسماسرة يمتنعون

بيت الشورة
عمر الكردفاني
العلاقات السودانية التركية ….احترام عابر للقارات والسماسرة يمتنعون
قبل أيام قليلة كنت ضيفا على الهواء بالقناة التاسعة التركية التي تهتم بالشأن السوداني بصورة أكثر من ممتازة ، وفي معرض السؤال عن إعادة إعمار السودان بعد الحرب اجبت أن الأمر ليس يسيرا ولكنه ليس صعبا في آن ما دامت لنا علاقات استراتيجية مع دول ذات ثقل عالمي وإقليمي كتركيا قطر مصر والسعودية ، وذكرت ما قاله لي صديقي السفير الأسبق لدولة تركيا بالسودان البروفسير عرفان نظير أوغلو الذي قال لي :عندما حزمت حقائبي في طريقي الى الخرطوم قال لي سعادة الرئيس رجب طيب اردوغان:اريد منك أن تعمل على أن يصبح السودان مثل تركيا ، وحقيقة عمل جميع طاقم البعثات الدبلوماسية التركية منذ تعرفت على السفارة من قرب على ذات المبدأ ولمن لا يعلم فالطاقم الدبلوماسي يدير السفارة والوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) والمركز الثقافي التركي (يونس امرا) والملحقية الدينية والمدارس التركية ،والوكالة التركية الرسمية (TSA) ليست بدعا من تلك البعثات المرموقة حيث تركز الخارجية التركية على التعامل الرسمي بين طالبي التأشيرة إلى تركيا والقنصلية عبر هذه الوكالة فقط منعا للسمسرة والدخول بين البصلة وقشرتها كما يقول المثل السوداني ، وقد عملت الوكالة التي لها صبغة اقرب إلى الرسمية على حفظ حقوق طالبي التأشيرة على مدى الأعوام الماضية بصورة أكثر من ممتازة وذلك يعني أن الوكالة أفلحت في حفظ المساحة الرسمية بين القنصلية والمواطن السوداني ، والحال كهذا إلى أن برزت إلى السطح كثرة الطلاب السودانيين الذين يرغبون في التقديم للدراسة بالجامعات التركية الحكومية والخاصة على حد سواء خاصة وأن الطالب السوداني الذي يدرس على النفقة الخاصة بدولة تركيا ينفق أقل من عشرين بالمئة مما ينفقه هنا ببلاده وهذه ليست مبالغة هذا فضلا عن الدراسة عن طريق المنحة الحكومية التركية المجانية بالكامل والتي يحظى فيها الطالب بالكفالة التامة من دراسة ومشاكل ومشرب وعلاج وسكن وهنالك المنح الجزئية والتي تمنح الطالب الدراسة المجانية مع تكفله ببقية ما يقتضيه بقاءه للدراسة وهي قد تصل إلى سبعين بالمئة كما لا ننسى أن الطالب الذي يتقن اللغة التركية تتم معاملته بعد ذلك معاملة الطالب التركي وهذا الأمر فتح شهية الأسر السودانية لابتعاث أبناءهم للدراسة بالجامعات التركية ذات السمعة الممتازة والشارع التركي المنضبط أخلاقيا حسب ما لاحظت عند زيارتي الى هذا البلد المضياف.
تخيل عزيزي القارئ أن الطالب السوداني قد ينفق شهريا أقل من مئة وخمسون دولارا على ماكله ومشربه وسكنه ومواصلاته فما بالك بطالب المنحة الذي يمنح راتبا شهريا عدا عن السكن والاعاشة والعلاج .
والحال كهذا برز إلى السطح الكثيرين ممن بدأوا في محاولة الدخول بين طالبي الدراسة وبالتالي التأشيرة والوكالة ما خلق نوعا من الربكة ، وبما أن العلاقات بين الدولتين لا تحتمل هذا النوع من الممارسات فقد نظمت الوكالة التركية معرضا للجامعات التركية بالسودان حتى يتعرف اولياء الامور والطلاب على طواقم الجامعات داخل مقر الوكالة وبالتالي ينتفي اي دور للسماسرة والوسطاء ، وهذه دعوة للزملاء الإعلاميين بكافة مشاربهم لحضور المعرض المقام بمكاتب الوكالة ببورتسودان حي المطار مربع واحد جوار السفارة التركية وهي فرصة للتعرف أيضا على طواقم الجامعات وإدارة الوكالة .
ثم ماذا بعد؟
نحن في السودان يحب أن يطلق علينا وطن الوسطاء والسماسرة ذلك لأن أي سوداني دائما يقحم نفسه فيما لا يعنيه من أجل المكسب الاني دون النظر إلى ما يسببه من ضرر لمن اراد أن يخدمه وهو قد يهدمه دون أن يدري ،ومن يعرف الشعب التركي سيتعرف على شعب جاد محب لوطنه ويحب الخير للاخرين خاصة من تربطه بهم أواصر العلاقات المحترمة كوطننا السودان الذي إذا أراد أن يستفيد من هذه العلاقة الصحية فليبعد السماسرة والوسطاء من بائعي الوهم