مَنْ مِن أبناء السودان لم يسمع ذاك القسم المغلظ من المخلوع عمر البشير بالصلاة في ” كاودا” ؟ كواحد من أشد الوعود اغراء . ومن منا لم يسمع عبارات التهديد الذي لم يجد له أبدا مكانا في أرض الواقع بهد “كاودا فوق رؤوس الحركة الشعبية؟ هل فعلوا؟ كلا وربي، طار الهواء بتهديداتهم ووعودهم المجللة بالقتل وسفك الدماء . على مدى سنوات الحرب الطويلة من ٢٠١١م وحتى اليوم، تلك الحرب التي اشتعلت بدون مبرر او مسوغ مقبول لتخلف واحدة من أكبر الكوارث الانسانية في العصر الحديث، استعصت كاودا على أي فرد من أفراد النظام السابق. احتفظ مسجد كاودا العتيق بعناده فلم تطأ ارضه الطاهرة قدم أحد منهم بالرغم من ان المخلوع أقسم في ثلاث مناسبات علي أداء صلاة “الجمعة” به الا أنه لم يشم حتي “دعاش” الشلال في بوابتها. استعصت المدينة الباسلة علي من يبشرون بدخولها عنوة بالقتل و التخريب وفتحت ذراعيها – في ذكري توقيع اتفاقية السلام 9 يناير 2005 – لمن جاءها مؤمنا بانسانها و حقه في العيش الكريم موفور الكرامة تلبية لدعوة رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز ادم الحلو، لزيارة معقل الجيش الشعبي التاريخي ومقر قيادته العسكرية، واجراء اجتماع مطول بين الرجلين . كاودا الصمود التي انتظمتها المواكب كما اي مدينة اخري ، مقدمة عطائها للثورة مؤكدة ان اصاب امدرمان مرض تداعت له كاودا بالسهر والحمي فما هو جبل الصمود هذا؟
جبل الصمود
تقع مدينة كاودا السودانيّة في ولاية جنوب كردفان إحدى ولايات دولة السودان، وتتبع إداريّاً إلى محليّة هيبان في الولاية حيث تبعد مسافة 96كم شرق العاصمة كادوقلي، ومسافة 65كم غرب مدينة تلودي الحدوديّة، ومسافة 35كم جنوب مدينة هيبان، وكذلك تبعد مسافة 150كم شمال منطقتي جاوا وبحيرة الأبيض الحدوديّة. عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.
طبيعة مدينة كاودا
تتميّز هذه المدينة بوجود شلال عند بوابة البرام في مدخلها الغربي، وتحيط به غابة سرف الجاموس، مما جعل منها مدينة سياحيّة اسماً وواقعاً، حيث إنّ اسمها مشتقّ من كلمة كودي بالعاميّة التي تعني الشلال المتدفّق من الجبال. ترتفع مدينة كاودا عن سطح البحر ما بين 800 إلى 1000م، ممّا جعلها تتمتّع بجوٍ معتدلٍ طوال العام، وتتميّز بأنّها منطقة جبليّة ومحميّة طبيعيّة بسبب سلسلة جبال المورود التي تحيط بها من جميع الجهات، ونذكر أنّ كاودا أو كودي تتكوّن من منطقتين رئيسيتين، حسب القبائل التي تسكنها فهناك كودي العلوية وتسكُنها قبيلة الأطورو، وكودي السفليّة وتسكنها قبيلة تيرة، ويمكن العبور إلى كاودا من خلال مدخليها الشماليّ عبر مدينة هيبان، والغربيّ عبر بوابة البرام، ومن أبرز القرى أو المناطق القريبة منها أم دوال، ومفلوع، وانقارتو من جهة الشرق، وسرف الجاموس ومندي من الشمال، والبرام، وأم سردية والعتمور من الغرب، واللحيمر والتيس وتروجي من الجنوب الغربي.
السكان
هذه الجنة الارضية هي الموطن الطبيعي لقبائل الاطورو والتي تسكن الجبال الوسطي وتتكون من خمس عائلات (خشوم) وهي: عائلة كرندي، وكبرة، وكجاما، وتمكرا، واللمبي. وتعيش هذه القبيلة مع قبائل أخرى في ذات المدينة، مثل: قبائل النيمانج، والكواليب، والميري، والمورو،الهيبان، والتيرة أو التيرا، والليري، والشواية، واللمون. وتعتنق هذه القبائل الديانات المسيحية والاسلامية
كاودا جنة الله في الارض واحدي أجمل بقاع السودان الواحد ، فجعت بالحرب كما النيل الازرق ودارفور ، حرب غير مبررة تفجرت لتحرق الاخضر ، وفي ظل تاريخ من الصمود كهذا تأتي زيارة رئيس وزراء حكومة الثورة لها في خضم المفاوضات الجارية لتحقيق السلام العادل والشامل ، تأتي الزياررة لتحمل العديد من الدلالات ، علي رأسها توفر العزيمة القوية والارادة الصادقة علي تحقيق السلام لجعل السودان وطن واحد للجميع ، تؤكد أيضا ان الحرب والقتل والدماء ابدا لا يبني بيتا وان الازدهار والنماء لابد له من سلام يحمله علي اجنحته . ايضا تأتي الزيارة لتحمل مؤشرات تقارب بين حمدوك والحلو ، أقوياء المرحلة المحملين بقائمة طويلة من المباديء المشتركة التي يتصدرها تحقيق مبدأ المواطنة للجميع و تكللها شعارات الثورة “حرية، سلام، وعدالة” لتقول هذه المؤشرات ان الطريق نحو السلام وان كان طويلا فانه صار معبدأ