السلام والرسائل المفخخة علمانية الدولة او تقرير المصير
المجرة
تحقيق السلام والوصول الي اتفاق ينهي النزاعات والحروب في البلاد احد اهم مطلوبات الثورة واولويات حكومة المرحلة الانتقالية وقد قطعت المفاوضات بحوبا شوطا كبيرا في مساراتها الخمسة وبذل فيها الوفد الحكومي برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو و الذي وظف كل علاقاته لانجاح عملية السلام الجارية الان بجوبا ولم يوفر جهوده في دعم عملية السلام وترتيب الاجواء الملائمة لانجاحها من خلال الزيارات المكوكية لدول الجوار والتفاهمات مع وفود حركات الكفاح المسلح التي زارت البلاد . كل ذلك ولم يواجه عملية السلام اي عائق جدي يهدد تواصلها علي الرغم من صعوبة التفاوض والسقوفات العالية التي تضعها الاطراف المتفاوضة ، الا ان مطلب او شرط العلمانية او الانفصال الذي يضعه عبد العزيز الحلو امام طاولة التفاوض ربما يؤدي الي نسف هذه الطاولة تماما ، لا لتعنت الوفد الحكومي ورئيسه الذي انتشر له في بعض وسائط الاعلام موقفه ، الرافض لهذا الشرط او بديله حق تقرير المصير ، لانه لايريد احتكار حق الشعب السوداني اواتخاذ القرار نيابة عنه ، فهو كقائد يمتلك من الوعي الذي يؤهله لادراك ان شرطا ، كهذا ، من شأنه تغيير شكل الدولة وهويتها لا يمتلك صلاحية اتخاذه الوفد المفاوض ولا حتى بمقدور الحكومة الانتقالية اتخاذه وانما ذلك منوط بكامل الشعب السوداني عبر مؤسساته الشرعية المنتخبة او مايرتضيه الشعب مما شابه ذلك كالمؤتمر الدستوري الجامع وغيره بعد اكمال مهام المرحلة وحكومتها الانتقالية . لهذا يظل القائد حمدان جديرا بالثقة لحرصه علي ما ائتمنه عليه الشعب السوداني عبر مؤسساته الانتقالية المؤقتة ولوعيه التام بصلاحيات الوفد المفاوض وصلاحيات الحكومة الانتقالية وان السلام احد اولوياتها ضمن اهداف كثيرة منها تهيئة البلاد للوصول عبر الانتخاب او الاستفتاء الديموقراطي الحر لمثل هذا المطلب الذي يقدمه القائد عبد العزيز الحلو استباقا ومصادرة لحق جموع الشعب السوداني الذي مهما اقر له بعدالة قضيته الا انه لايمثله ولم يكن القائد الحلو كالقائد حمدان الذي يرى في الشعب مرجعيته العليا . لهذا يرى العديد من المراقبين ان شرط علمانية الدولة او البديل عنه ، تقرير المصير ، الذي دفع به الحلو امام عملية التفاوض واصبح فيه الان اكثر تعنتا من ذي قبل خاصة بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء الانتقالي له في مدينة كاودا – ربما يكون اكبر العوائق التي تواجه عملية السلام التي تنعقد بمدينة جوبا . فهل تتجاوز حكمة الطرفين هذه العوائق وتعمل من اجل الوصول لسلام دائم بالبلاد ؟!