تعتبر العلاقات السودانية الإماراتية من أميز العلاقات الثنائية، علاقات ثنائية متقدمة، وسر تقدمها أخذ الطرفين بأخلاقيات التواصل السياسي والدبلوماسي والإنساني المبني على الموروث الثقافي وتبادل المصالح الشريفة والاحترام المتبادل. على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة فإن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ مؤسس الدولة حكيم العرب بنى وإخوته حكام الإمارات السبع دولة الإمارات على معايير قابلة للنمو والتطور في كافة المجالات وضعت الإمارات في مصاف الدول الرائعة والرائدة في العمل الإنساني والخيري والتنموي والدبلوماسي والتفاعل الإيجابي على المستوى الإقليمي والدولي. يكن السودانيون عبر التاريخ شديد الاحترام والتقدير لدولة الإمارات، وقد ترجم هذا التفاعل الإيجابي في برتوكولات التعاون المشترك وتبادل المنافع الشريفة التي يشهد لها الرعيل الأول من السودانيين الذي لبوا نداء الشيخ زايد الخير في بناء وإعمار دولة الإمارات، وعبر ذلك التعاون بنوا السودان وأنفسهم كذلك. وللحقيقة والتاريخ العلاقات السودانية الإماراتية تستحق وسام العلاقات الأزلية ودرع العلاقات الإستراتيجية، وهذا من واقع المقومات وسرد الحيثيات لا نقول إنه أصبح تاريخًا ومن الماضي السحيق نظرًا لحجم التحديات والمهددات التي وسعت كل شيء على صعيد الداخل والخارج. اليوم وعلى الرغم من دور الإمارات الإيجابي المشهود بدأ الحديث المسيس والسياسي يضعها في وضعية مثيرة للجدل تفصل بينها ودورها الكبير، دورها في الحكمة والشفافية والحياد لينتهي المطاف بأن تساق تهم كثيرة وخطيرة ضد الإمارات مثل التدخل في الشؤون الداخلية للدول وفرض الوصايا والحس الإمبراطوري بقوة المال وقوة العلاقات النوعية المؤثرة، مثل هذه الاتهامات صحيح أنها لا تنطلي على من عرفوا دولة الإمارات عن قرب وبُعد مثالي ولكنها لا تعفي دولة الإمارات بأن تقوم بالمدافعات والمرافعات المباشرة والذكية ضد المشوشين على تجاربها وإرثها المحترم، ومن أخطر مراكز التشويش تلك التي تصوب سهامها بلا رحمة ضد ولي العهد الشيخ محمد بن زايد، فما سر الحملة والتحامل الرهيب؟ وبشأن الواقعة والوقيعة الماثلة اليوم بسبب قصة شركة الخدمات الأمنية التي تضررت منها قطاعات شبابية بحجة الالتحاق بالعمل بدولة الإمارات، فهذا السلوك أيًا كان مصدره هو في نهاية المطاف سلوك معزول لا يشبه العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، سلوك ينبغي أن يقيد بصاحبه سودانيًا كان أو إماراتيًا ولا يؤثر البتة في العلاقات الثنائية، بل يجب أن تحول مخاطره إلى عثرة تصلح المشي، وفي هذا السياق البيان الرصين والحصيف لوزارة الخارجية يمثلني دعمًا وحماية للمتضررين وصونًا للعلاقات وكشفًا عن المتسببين وآخرين من دونهم من المسيسين وخبثاء السياسة. هذا؛ ونؤكد في نهاية المطاف بان الشعب السوداني عرف بالنجدة وغوث الملهوف في المواقف التي تستحق، ولكنه لم يعرف عنه البتة انه يمارس الارتزاق ولعب الأدوار المخزية، التي تعرف تحت مفهوم الإرادة مقابل الإرادات أي بمعنى أن ترهن إرادتك وكرامتك للآخرين لأي سبب كان، ونؤكد أيضا ضرورة تكامل الموقف الرسمي لدولة الإمارات مع الموقف الرسمي للخارجية السودانية بغرض إجلاء الحقيقة كاملة أمام الشعبين الشقيقين. التحية لسعادة السفير ولأسرة السفارة وللجالية الكريمة.