Site icon المجرة برس

بيت الشورة …. عمر الكردفاني …. الجنرال الهارب والعذر الأكبر من الذنب

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

الجنرال الهارب والعذر الأكبر من الذنب

في موسوعة ويكيبيديا التي أشرت اليها من قبل مدح وتقريظ للقوات المسلحة السودانية قد لا تجده حتى في كتابات السودانيين أنفسهم وقد قدمت من قبل تقريرا واسعا في صحيفة الصحافة عن الجيش السوداني في العام 2014تقريبا ردا على أحد الزملاء وقد تطاول وقتها على القوات المسلحة ؛في بحثي آنذاك عن مواد تصلح لذلك التقرير وجدت قصة طريفة لأحد الجنرالات الإنجليز وكان قد عمل بالسودان إبان الاحتلال فقال يقص على أحد أصدقائه:
ذهبت إلى السودان وانا ضابط صغير فتم تعييني في متحرك إلى الحدود الليبية وكان قائد المتحرك أعلى مني رتبة وقد عمل بالسودان قبلي ،واثناء مرورنا بمنعطف جبلي سقطت إحدى السيارات من على جرف وتناثر الجنود السودانيين بين الحجارة ولما وصلنا إليهم صاح فيهم زميلي :انتباه,فنهض الجميع في سرعة وانتظام وبعضهم تنزف دماؤه ،فانتحيت بزميلي جانبا وقلت له لائما :لماذا هذه الغلظة وهؤلاء الجنود في حالة من الجراح والألم فقال لي :الجندي السوداني ليست له سوى حالتان :أن يموت أو يقف على رجليه وليس لديه حالة ثالثة .
وفي التاريخ القريب وفي دولة جنوب السودان حدثت الكثير من الأحداث بمدن ليس بها مدني واحد ولكنها نقطة استراتيجية للقوات المسلحة ولكن قادة تلك المناطق وفي عز الحصار كانوا يرسلون الإشارات إلى القيادة العامة : نفذت منا الذخيرة ….حول ….لن ننسحب ….حول خنادقنا مقابرنا ….انتهى .
بطولات وتضحيات تملأ ملايين الصفحات قام بها جنود سودانيين آخرهم قائد منطقة نيالا العسكرية الذي حفر قبره بنفسه فتم دفنه فيه وحمل الراية نائبه الذي قاتل حتى آخر نفس ولم ينسحب الا بعد أن علمت القيادة العامة أن الرجل يتصدى لمئات الآلاف من المرتزقة تترى جحافلهم من خمسة دول فتم سحبه جريحا ينزف دمه الطاهر .
ثم ماذا بعد ؟
والله والله والله يا أيها اللواء المنسحب حتى ولو صدرت لك تعليمات على الملأ من البرهان بالانسحاب فلقد قمت بفعل لم يفعله جندي مستجد من قبل ،وبدلا من تبرير فعلك القمئ وهروبك المهين تاركا حرائر الجزيرة لعلوج المليشيا فقد كان الأفضل أن تنتحر لانك جبان ولا تستحق شرف الجندية ولا الجنسية السودانية ووالله انت عار على السودان وشعب السودان وجيش السودان

Exit mobile version