Site icon المجرة برس

بيت الشورة عمر الكردفاني سفارة  السودان  بالقاهرة ….رسائل ووسائل

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

سفارة  السودان  بالقاهرة ….رسائل ووسائل

كتبت من قبل عن زيارتي لسفارة السودان بالقاهرة تحت عنوان (زحمة يا دنيا زحمة ولكن) وقد سرني رغم الاكتظاظ هذا الانكباب الحميم من الموظفين على عملهم في خدمة المواطنين ،ونحن في الاعلام من حق الجميع علينا التحلي بروح الموضوعية والبعد عن الإثارة في تناول القضايا العامة  ، لذا في زيارتي الثالثة السفارة تلمست على استحياء طرق باب السيد السفير سعادة الفريق أول عماد  الدين مصطفى عدوي ،ولما دلفت إلى مكتب السكرتيرة ظننت أنني ساحظى بمواعيد في وقت لاحق حسب جدول السيد السفير   وما رأيت من زوار   إلا أن دهشتي اتسعت والسكرتيرة تفتح لي الباب وتقول  أن سعادته في انتظاري ،تحدثت كثيرا عن الإخوة العسكريين في مفاصل الدولة واوضحت أن الكليات العسكرية السودانية لا تخرج ضابطا مقاتلا فقط بل هي تخرج إداريا فذا ورياضيا ممتازا وسياسيا من طراز فريد ودبلوماسيا طويل البال انيق العبارة سليم الذائقة في انتقاء الكلمات شديد الولاء لوطنه سريع النفاذ إلى ما يريد ,هل لمست عزيزي القارئ صفات سعادة الفريق عدوي في هذا الوصف ؟لا إن الرجل أكثر من ذلك بكثير وهذا ليس تملقا للرجل الذي قال لي بالحرف :تاني ما تجيني…….نعم منعني من زيارته مرة أخرى …..الا إذا سعيت في أمرين يهمانه كسفير :كيفية الارتقاء بالعلاقات السودانية المصرية وتبصير المقيم السوداني بحقوقه وواجباته والأمر الثاني تنبيه ذات المقيم السوداني أن هذه السفارة مفتوحة لخدمته طوال اليوم وان الطاقم يعمل من أجل راحته ،حتى أنه أبرز لي بطاقة مما يعلق بالصدر وبها اسم الموظف قائلا :لقد أمرت جميع الموظفين بهذا حتى يعرف المواطن السوداني اسم الموظف إذا اخطأ في حقه .
إن العلاقات السودانية المصرية تقتضي دائما تبادل سفراء على مستوى عال من الكفاءة والمهنية وحقيقة لم أر في العهد القريب سفيرا أقل من هذا المستوى  ،بقي أن اهمس في ذهن المواطن السوداني بجمهورية مصر العربية أنك هنا في وطنك وسفارتك تمضي أمورها كدولة صغيرة تحوي ما يزيد عن العشرة بالمئة من تعداد السودانيين لذا فإن إدارة اي دولة تحتاج إلى تضافر الجهود وتصفية النية وان يكون السوداني ضيفا خفيف الظل  والعبء الأكبر على الزملاء الإعلاميين وانا أعلم أن اكثرهم يحمل هم وطنه على أكتافه ناسيا أموره الشخصية ولكن صراحة نحتاج إلى التغلغل في المجتمع السوداني بجمهورية مصر إلى أدنى المستويات الاجتماعية لإيصال رسائل مهمة :أن هذه الدولة (مصر) بناها شعبها بالدم والدموع حتى أصبحت والحمد لله من اقوى دول افريقيا والعالميين العربي والإسلامي  فمن حقها علينا أن نكون على قدر كرم شعبها واستضافته لنا حتى على مستوى الحفاظ على النظام والنظافة ،وما حدث من إهمال من أصحاب المدارس السودانية غير المقننة ليس ببعيد ،فمن غير المعقول أن تستأجر منزلا في دولة غير وطنك وتستخدمه لاشرف مهنة مهنة التعليم دون أن تخطر الدولة التي تقيم بها مجرد إخطار .
حقيقة النماذج المشرفة من السودانيين موجودة بكثرة ولكن هنالك بعض الهنات التي يجب أن نلتفت إليها ،وحقيقة يعجبني جدا السلوك المهذب للمواطن السوداني في المواصلات والمترو والأسواق ويطربني جدا هذا الاحتفاء من قبل الباعة (تعال يا زول ) إلا أنه يظل هنالك نشاذ يجب أن نلتفت إليه .

ثم ماذا بعد ؟

العمل الإعلامي دائما يفتح لنا جميع الأبواب لذا فمن باب الاحترام المتبادل يجب التبصير والتذكير ،ولكن هنالك الكثير من المواضيع قد يفسدها السرد على العامة ومن واجب الإعلامي قبل التشهير أن يأخذ ويعطي مع الجهة التي تفتح له أبوابها ،فمن المناظر التي المتني منظر تكدس السودانيين في أماكن استخراج الاوراق الثبوتية بالسفارة  ولكني وجدت السيد السفير ونائبه والسيد مدير الجوازات أكثر الما مني فقد أسر لي سعادة السفير أنهم بصدد توسيع المكان أو نقل النشاط إلى مبنى آخر أما السيد نائب السفير فقد سرد لي أرقاما مدهشة عن استخراج الاوراق الثبوتية حيث يقوم طاقم السفارة باستخراج ستمئة جواز وأكثر من مئة وسبعون وثيقة أخرى عدا عن الأمور الأخرى الواجب التعامل معها  ،اكثر الأمور إزعاجا هي قضية السمسرة في استخراج الاوراق الثبوتية حيث كنت حضورا بمكتب مدير جوازات السفارة الاخ العقيد عادل فإذا به ينصح احد المتعاملين قائلا:على صاحب المعاملة أن يأتي بنفسه لأن هنالك من يستغلون غياب المعلومة ويحاولون التكسب في استخراج  معاملة لا تحتاج منا إلى كثير جهد ولو أتى صاحبها بنفسه فابوابنا مفتوحة للجمهور .

Exit mobile version