Site icon المجرة برس

بيت الشورة عمر الكردفاني عظمة على عظمة يا مصر

 

 

 

بيت الشورة

عمر الكردفاني

عظمة على عظمة يا مصر

وددت أن اعنون هذا المقال بعنوان جاذب مما لا يمكن فهمه الا بعد قراءة المقال ولكن في عصر ثقافة التيك اوي خشيت أن يأتي بردود فعل عكسية ، فاستخدمت المباشرة مستعيرا جملة معجب كوكب الشرق ام كلثوم سعيد الطحان (عظمة على عظمة يا ست ).
حقيقة الأمر أن العلاقات السودانية المصرية برغم عقبة حلايب تظل هي الامتن بين دول الجوار قاطبة ولقد اختصرها سعادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بجملة (ما لناش غير بعض ) لذا فإن القول الفصل هو تذكر أن علاقات البلدين ظلت بذات بعدها الاستراتيجي مهما انعطفت بها السياسة لأن العلاقة في الأصل ذات بعدين اقتصادي وسياسي أو قل جيوسياسي ،إن احتضان جمهورية مصر لما يوازي أكثر من عشرة بالمئة من الشعب السوداني دون أن يظهر ذلك حتى على مستوى المشكلات البسيطة التي قد تنشأ جراء هذا الاكتظاظ ليدل أن البعدان عملا على امتصاص صدمة هذا اللجوء الضخم ،إذ أن إقامة خمسة ملايين سوداني قبل الحرب بمصر  وهو ما يساوي العشرة بالمئة من إجمالي تعداد السودان يلحق به أكثر من مليونين لهو رقم لا يستهان به لذا فإن عدم التأثير السلبي اجتماعيا واقتصاديا يبقى محل دراسة مطلوبة اليوم قبل الغد للافادة من هذا الحراك في تجسير العلاقة مستقبلا بعد الحرب بين الشعبين ،كما أنه من الضروري الافادة من هذه الكتلة في كيفية دمج اقتصاد البلدين بطريقة ذكية ، كأن يستفيد  البلدين من الميزات الإيجابية لبعضها البعض ،مثلا يتجه الاستثمار الزراعي المصري جنوبا إلى السودان وينتقل الاستثمار السوداني في مجال الصناعات الصغيرة شمالا وذلك للاستفادة من التجربة المصرية في الصناعات التحويلية والصناعات ذات القيمة المضافة ،ويمكنني القول إنه إذا استطاع القطاع الاستثماري في البلدين تطبيق نذر يسير مما قلت فإن اقتصاد البلدين سيستفيد ايما استفادة ،وعلى المدى القريب انادي بأن يوكل مصدروا الموارد الزراعية والغابية السودانيين أمر الترويج لمنتجاتهم لزملاءهم المصريين والعكس صحيح في أصحاب الصناعات الصغيرة المصريين الذي يودون افتتاح اسواق في افريقيا كل أفريقيا التي بوابتها السودان.
انا لست اقتصاديا ولا أفقه كثيرا في الاقتصاد ولكني اضع فكرتي البسيطة هذه أمام اساطين الاقتصاديين في البلدين ،وحقيقة ما استندت إليه عوضا عن احتضان جمهورية مصر السودانيين هو أن صادر اللحوم السودانية التي كانت تخرج من مسلخ الكدرو تمر بسوق جمهورية مصر مرور الكرام دون فض اختامها إلى الدول الأوربية كما أن محاولات المهربين تهريب البضائع من مصر الى السودان ومحاولة مهربي الإبل من السودان إلى مصر توضح أن هنالك تضييق بلا داع على هذه الفئة لذا يجب فتح الباب واسعا أمامهم وتقنين عملهم حتى لا نبدو في البلدين كمن يسرق من جيبه اليمين ليدخل ما سرق في جيبه الشمال أو العكس صحيح .

ثم ماذا بعد ؟

إن غرضي الأساسي من هذا المقال هو أن الرأي العام السوداني كان ظالما للأخوة المصريين إلى حد كبير لذا فإن التعرف الى مصر والمصريين لا يتم إلا عبر زيارة الإنسان لها بنفسه لأن هنالك اراء سالبة كثيرة عن الشعب المصري والشارع المصري والمجتمع المصري يجب أن يتم تعديلها بصورة عاجلة حتى لا يضار البلدين أو قل الشعبين جراء اراء البعض ،وانا أقترح على زملائي الإعلاميين خاصة اولئك الذين زاروا مصرا وتعرفوا عليها عن قرب أن نحذو حذو المصريين في تبجيل بلادهم ،لئن أطلق المصريين من قبل مقولة (تحيا مصر) إبان الحروب التي خاضها هذا الشعب العظيم ثم أطلق عبارة (عمار يا مصر) وهو يبني هذه القلاع السكنية الاستثمارية الضخمة والشوارع الفخمة فإنني اقترح إطلاق هاشتاق (عظمة على عظمة يا مصر ) تقديرا لوقوف مصر حكومة وشعبا مع الشعب السوداني .

Exit mobile version