بيت الشورة
عمر الكردفاني
قناة الزرقاء الفضائية (زرقاء الوطن)
حسنا فعل ويفعل الاخ الاستاذ سيف الدين حسن وهو يثابر من أجل الوطن بطريقته ، فهو أكثر سوداني نيلا للجوائز العالمية والإقليمية باسم السودان وقد أجبر الإعلام العالمي والإقليمي على متابعة شؤون البلاد عبر منصاته التي يختار لها اسماءها بعناية من أجل أن تمثل وجه السودان المشرق ، سيف الدين ليس بحاجة منا نحن زملاؤه إلى تقريظ ولكنه يحتاج منا إلى وقفة من أجل مشروعاته التي تعتبر مشروعات وطنية قبل أن تكون استثمارا فهو ابعد ما يكون عن عقلية المستثمر الذي يبحث عن إرث شخصي ،فهو حتى الآن برغم ذيوع صيته لم يمتلك شيئا مما يعتبر رفاها شخصيا فحتى سيارته الشخصية تجدها مما يستخدم في السفر من أجل سبر أغوار الفيافي والوهاد السودانية من أجل التوثيق والتصوير .
قبل أكثر من خمسة عشرة عاما أو تزيد اتصل بي الاخ المهندس المبدع الوليد عاشميق وقال لي :اليوم سنذهب إلى شخص له شأن في مستقبل العمل الإعلامي ،وفي شقة متواضعة بمدينة بحري كان في استقبالنا الاخ الاستاذ سيف الدين حسن وفي كلمات قلائل شرح لنا مشروعه الذي ترونه اليوم ،لقد كان مكتبه يحوي معدات اراها لاول مرة منها شاشة ضخمة ،ومنذ ذلك الحين آمنت بمشروع الاستاذ سيف وتابعته عن بعد لتوازي خطينا الإعلاميين ولكني كنت موقنا أن الرجل يمضي بذات خطواته التي شرحها لنا ، ولم يكن برنامج ارض السمر الا ضربة البداية الطموحة والتي سبقتها خطوات جبارة منها الجوائز العالمية التي نالها باسم السودان برغم أن كافة خطوات المشاركة كانت بتمويل خاص منه إلا أنه دائما يرفع اسم السودان وسط عمالقة الإنتاج الإعلامي من اسماء كالجزيرة وشينخوا والاناضول ،عندما فاز فيلمه عن نهر النيل كان لي شرف التحدث إلى الإعلام في وكالة سونا حيث طالبت يومها أن يتم تأميم الرجل بأن يصبح ملكا للدولة لا يخطو خطوة إلا بكامل الدعم والتمويل الحكومي حتى يتفرغ للابداع بدلا من اللهث وراء قيمة التذكرة بدلا من الاستعداد لحصد الجوائز.
مشروعه الأضخم قناة الزرقاء كانت قمة نجاحات منظومته الإعلامية وقد تبدى جليا أنها قناة سودانية قومية لأنها انطلقت اصلا من أجل التوثيق والترويج للحضارة السودانية ولتعكس الوجه المشرق للبلاد بالإضافة إلى تكوين عقل جمعي سوداني من أجل وطن شامخ وهاهي تبتدر الدعوة إلى دعم قواتنا المسلحة والقوات النظامية المساندة في معركة الكرامة وقد كانت من أوائل القنوات السودانية استعادة للبث وخدمة معركة الكرامة ورفع صوت السودان عاليا حتى أن الفريق عطا عندما قال إن الإعلام السوداني دخل المعركة قبل القوات النظامية ظننته سيضرب مثلا بقناة الزرقاء ،ولشد ما افرحني ما قامت به الزرقاء مؤخرا بعقد اجتماع مجلس إدارتها لوضع خططها المستقبلية من أجل السودان.
ثم ماذا بعد ؟
بالطبع اهم نجاحات الاستاذ سيف الدين حسن تتمثل في اختيار وقيادة طاقم عمل متميز ومبدع يستطيع التناغم معه من أجل إنجاح كافة البرامج وقد تشرفت بالانضمام إلى أحد الطواقم في تصوير حلقات جبل مرة فرأيت العجب العجاب من شباب يكرسون جهدهم ساعات طوال من أجل مشهد واحد ،وقد كان طاقما قليل العدد عريض الفعل مازحتهم يوما أثناء الرحلة فقلت لهم : كنت اعتقد انكم مصوروا ارض السمر فوجدت انكم في برنامج (من أجل البقاء).
احمد الله واتشرف أنني منذ تعرفي على الاستاذ سيف الدين قد اعتبرت نفسي من شركائه في العمل وإن لم استطع مساعدته الا بالدعاء والحمد لله وفقه الله ورعاه