بيت الشورة
عمر الكردفاني
بنك السودان ومعركته المفصلية مع القطط السمان (3-3)
ما كان لنا كصحافيين سياسيين أن ندلف إلى مجال الاقتصاد الواسع لولا اختلاط حابل السياسة بنابل الاقتصاد وهذا ليس أمرا سهلا ، لأن قراءة احابيل الاقتصاديين بدأت في تصفية حساباتها عبر السياسة ومن ثم تجيير كل ذلك للاعلام الذي يلقف ما يأفكون فأحيانا يلقي الاقتصاديون عصيهم ويتبعون موسى السياسة ومرات كثيرة يبقون مع فرعونهم غير آبهين ، ومن أمثلة الاستخدام الغريب للاعلام في الاعلان الاقتصادي لدواع غير إنسانية أن تجد خبرا يفيد أن العلماء في جامعة ما وكثيرا ما يكون الاسم (منجورا) :قد توصلوا إلى أن الشاي يساعد في عملية هضم الكحول وتحويله إلى سكروز، وهو اعلان مزدوج للشاي والبيرة أعزكم الله ولكنه يرد كخبر في صحيفة سياسية .
ما دعاني لهذه المقدمة أننا قرأنا في الأيام الماضية أخبارا غريبة ومنها تحريف لتصريحات سياسية ولكنها تمس المصرف المركزي السوداني وتشكك في خطوته الجريئة و الممتازة في إنشاء محفظة السلع التي أدت إلى ثبات أسعار العملات الأجنبية بل والى بداية تعافي الجنيه السوداني كما عرجت تلك الأخبار إلى التشكيك في واحد من أكبر المصارف السودانية الا وهو بنك الخرطوم الذي استجاب في يوليو الماضي لمبادرة بنك السودان المركزي بإنشاء محفظة مشتركة لتمويل استيراد السلع الاستراتيجية برأسمال مليار دولار دفعة أولى.
وتهدف المحفظة إلى تحقيق استقرار في أسعار السلع الاستراتيجية وتوفيرها ،وتعزيز الشفافية في عملية الإستيراد وخفض تكاليفه مثل غرامات تأخير السفن،وتنظيم الطلب على النقد الأجنبي لتحقيق استقرار في سعر صرف الجنيه في مقابل العملات الأجنبية.
وتعمل المحفظة تحت إشراف مباشر من بنك السودان المركزي وتخضغ للمراجعة القانونية، مما يضمن الالتزام الكامل بمعايير الحوكمة والشفافية.
كما أن البنك ليس له أي علاقة بعملية اختيار الموردين للسلع.
وتدار المحفظة بآلية مبنية علي الشفافية المطلقة وبتنسيق مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة، حيث ستقوم وزارة الطاقة بطرح عطاءات لتوريد المحروقات ومخاطبة المحفظة لتكملة الاجراءات المصرفية لصالح الجهة التي يرسو عليها العطاء.
كما أن المحفظة مفتوحة أمام كافة البنوك السودانية الراغبة في الإنضمام، مما يُبرز دورها الوطني في خدمة الاقتصاد والمواطن.
إذن فالعملية برمتها تحت ضوء الشمس وبإشراف مباشر بالطبع من الوزارات والإدارات المعنية التي بالتأكيد قامت بتنوير القيادة السياسية للبلاد والا لما تم اتخاذ مثل هاتيك القرارات ، ولكن كما تقول دائما أن هنالك من يقومون بتصفية حساباتهم الشخصية عبر الإعلام باستخدام تصريحات الساسة والتي دائما تاتي حمالة أوجه.
ثم ماذا بعد ؟
إن المعارك التي خاضها ويخوضها الشعب السوداني منذ الاستقلال وحتى الآن تبدو وكأنها معارك أطماع شخصية لكن صدقني ايها القارئ العزيز هي معارك بقاء ، معارك ضد أن نكون او لا نكون ،فهذا الوطن القارة إذا وجد قيادة رشيدة وضعت نصب عينيها بناء أمة عبر تخطيط استراتيجي بعيد المدى فإننا بعد أقل من ثلاثون عاما سنكون في مصاف الدول العظمى أو نكاد، ولكن لابد لقادة اليوم إن يخططوا لبناء وطن معافى لأجيال الغد وليس لأنفسهم وعندها ستكون الأجيال القادمة على موعد مع وطن معافى وأمة ذات سيادة .