Site icon المجرة برس

بيت الشورة عمر الكردفاني ترقية وزير الداخلية……(ويسهر الخلق)

بيت الشورة

عمر الكردفاني

ترقية وزير الداخلية……(ويسهر الخلق)

في الولايات المتحدة (القريبة دي) من المحال تولية المسؤولية أو المناصب الرفيعة لمن لم تثبت عليه ثلاثة صفات …الذكاء والنزاهة والوطنية ،وليس من بينها ولاء شخصي او عرق محدد ،نحن هنا في السودان نستبعد تلك الثلاثة صفات اولا لأنها تجعل من صاحب المنصب جزيرة معزولة وسط أكوام الفساد والمحسوبية ، والان وقد وضعت الحرب أوزارها أو كادت علينا أن نعود إلى جادة الصواب من أجل بناء وطن كأي وطن حولنا ونحن قد تفرقنا أيدي سبأ وتعرفنا على الشعوب حولنا وكيف يحرصون على بناء أوطانهم بطين الوطنية وأعمدة النزاهة وبلاط الوفاء .
كتبت من قبل كثيرا عن سعادة وزير الداخلية الفريق خليل باشا سايرين وملكت سيرته الذاتية الباهرة للجميع بل واوضحت أن ابواب وزارته مفتوحة لمن يريد اي معلومة أو لديه اي نوع من الشكوك حول عمل هذه الوزارة المهمة ، ولكن في كل مرة يصلني رذاذ من الحقد الدفين على الرجل الذي يلقبه دفعته في الشرطة (ملاك في شكل انسان ) وهو كذلك والله ليس لمن يعرفه عن قرب ولكن لكل من التقاه او تعرف عليه .
خليل باشا سايرين باختصار هو الرجل الذي اذا دفعت به في أي مجال (يجي الاول ) ماشاء الله فالرجل حاد الذكاء ومثابر بصورة جعلته الاول على دفعته في جامعة الخرطوم وكلية الشرطة (كبك) وفي السلوك والانضباط واول الدفعة في العلوم القانونية والشرطية والعسكرية ، خليل باشا ابن قرية صغيرة أقصى جنوب كردفان إلا أنه عندما تعرض للظلم أثناء خدمته بقوات الجمارك لم يعد إدراجه ليحتمي بقبيلته أو يوالي من يخرجون على الوطن لغرض شخصي بل احتمى بالقانون إذ قال لي شخصيا غداة إحالته للمعاش من قوات الجمارك:انا لن أسمح لأي صحفي أن يتحدث سلبا عن الجمارك ولكني سادير معركتي قانونيا وإداريا ، وقد كان فقد أعادت المحكمة العليا الرجل إلى الخدمة قبل خمسة أعوام إلا أن وزير الداخلية آنذاك رفض تنفيذ القرار .
خليل باشا عندما اتصل عليه المجلس السيادي لتولي منصب وزير الداخلية اولا طلب فرصة للاستخارة (تصور شخص يسكن الحاج يوسف ولا يملك ما يغادر به هو وأسرته إلى منطقة آمنة ويطلب فرصة للاستخارة قبل أن يوافق على تولي وزارة الداخلية!!!!)
خليل باشا عندما صدر قرار تكليفه بالوزارة كان في شرق النيل وسط قوات المليشيا التي اذاقت أسرته الأمرين (والله لو سمعت ما قالته ابنته عن تلك الفترة لبكيت بدموع من دم ) والله العظيم مرت أسرته بظروف كادت أن تؤدي بحياة ابنته وزوجته بل ترك هو منزله ورحل إلى منزل قريب له بعيدا عن منزله المعروف لدى المليشيا .
خليل باشا خرج من الحاج يوسف على ظهر موتر كما أوضحت من قبل وظل في حفظ الله ورعايته يمر بارتكازات المليشيا وكان مقعده في الحافلة بعد أن استقلها بعد الموتر كان يجلس جوار الباب فكان فرد المليشيا يتخطاه بالنظر ويتحدث إلى بقية ركاب الحافلة إلى أن خرج من مناطق المليشيا ونزل في فندق عادي بودمدني رافضا ازعاج السلطات ليلا ولم يوضح أنه وزير الداخلية الا صباح اليوم التالي .
خليل باشا رفض رفضا باتا أن يبدأ بملفه الشخصي بل بدأ بملفات مظلومي الشرطة وخاطب مختلف الجهات العدل والمالية والشرطة إلى أن أوصل الأمر إلى نهايته للتنفيذ ،ومع ذلك يتحدث كتاب الاسافير أنه بدأ بملفه الشخصي ،وهذا خبر يجب أن ينتشر الآن :مظلومي الشرطة تم رفع الظلم عنهم والان الملف أمام رئيس القضاء لاعلان القرار وحتى المالية جهزت مستحقاتهم المالية .
خليل باشا منذ أن تسلم منصبه لم يرتح يوما بل سخر حتى علاقاته الشخصية باساطين الاقتصاد حول العالم لخدمة قضايا وطنه فتجده من محفل دولي إلى الآخر من أجل رفع اسم السودان وذلك وفق خبرته في الاقتصاد والقانون وتحدثه بثلاثة لغات بطلاقة ، وحتى الآن استطاع أن يفتح أبواب التعاون مع معظم وزراء الداخلية على مستوى العالم ،وقد دعم المستشفيات العسكرية في البلاد باكثر من عشرون دفعة من الأدوية والمعينات والان يقوم بتجهيز أكبر قافلة للحاق بمتحرك الصياد الذي يعتبر الذراع الاستراتيجي الاول لقواتنا المسلحة في معركة الكرامة.

ثم ماذا بعد!
يتبجح بعض النشطاء بالطعن في نزاهة الوزير الوحيد في تاريخ السودان الذي لم يرض بالتكليف الا بعد أن استخار ثم قال غداة تكليفه:والله انا ليس لي أي مصلحة أو طمع في هذا الكرسي ولو غادرته الآن سأغادر راضيا ، وقال موجها حديثه إلى الإعلام ،:لا تكتبوا عن انجازات الوزارة فهذا اصلا واجبها ولكن تحدثوا عن السلبيات حتى نستطيع معالجتها ،ويكفي أنه وضع يده على أيدي الإعلاميين حتى خرج الجميع بورشة ضبط الوجود الأجنبي التي أصبحت ثاني أكثر الموضوعات أهمية في البلاد بعد معركة الكرامة التي يقودها سعادة الوزير خليل باشا سايرين خطوة بخطوة مع قادة البلاد ممن يتماهون معه وطنية ونزاهة وحبا لتراب هذا الوطن وانا أكيد إن لسان حاله الآن بيت الشعر الشهير :
انام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
لانه ليس ممن تغريهم المناصب ولا ممن يسعون خلف الجاه والمال

Exit mobile version