
الجموعية رُواةُ الأرض بدمِ الشهيد وعم الأحمر خط أحمر
بقلم/محمدعكاشة
سنواتٌ خلونَ علي ذاك اللقاءُ الحاشدِ بمباني صحيفة ” أخباراليوم “بصالةِ تحريرها.
اللقاءُ دعا إليه الإعلامي المرموقُ أحمد البلال الطيب وأمَهُ أبناءُ عُمومته من زعامات الجموعية ورموزها وإعلامييّها سُكانُ أم درمان الأصليين.
كان اللقاءُ بغرضِ نقاش لائحة الأراضي بولاية الخرطوم وما يُمكن أن ينجمُ عنها من مُشكلات جمة بعاصمة البلاد وهي لائحةٌ معيبةٌ تتعارضُ مع الدستور في رعايتِه حقَ ملكيةُ الاراضي يُحرمهُ قولاً واحداً بعدمِ نزعِ المساحات الخالية واعتبارها حَجزا حُكوميا خالصا للاستثمار أيا ماكانت الظروف والمُلابسات.
الثابتُ بالحق التاريخي المُتوارثُ بالمُستنداتُ والعُقود هو أن تلك الأراضي المُستهدفةُ بالنزع هي مملوكةٌ لهؤلاء القوم ببيّناتٍ ثوابت لا شُبهةَ بها ولن يستطيع إنسٌ ولا جآن غمطهم أرضهم ومهد أجدادهم عُنوةً وقهارةً.
ولاة الخرطوم المتعاقبونَ يعرفونَ مكانة الجموعية و ( حقانية ) قبيلهم في الأرض وحجمهم بالولاية وإسهام أبناءهم في العمل الوطني وكونهم صمامُ أمان لعاصمة البلاد.
الريف الجنوبي قبل أعوام تمت خُطوات بخصوص الخطة الاسكانية بالمنطقة خُصوصاً بعد بروز موضوع المطار الجديد هنالك وقد لاقي ترحيباً كبيراً من أهل المنطقة لم قد يُحدثهُ من نماءٍ وتطور.
أهل الريف الجنوبي في مسعيً حكومي ظنوه جاداً حينئذٍ جاءؤا يُهرعون لتكملة اجراءاتهم بشأن الخُطة الاسكانية المُعلنة منذ العام 2006م ولكن لم يحظي بحق الخُطة الأسكانية سوي قريتين فقط هما ( كدي ) و ( الغماراب ) بينما تطاولت السنوات علي القُري الباقية وأهلها بسببٍ من تلكؤ وبُطء الإجراءات وتوقفُ الخطة.
حدودُ ولاية الخرطوم يمثلُ الجموعية بها نسبةً سكانية مقدرة تمتد من جبل أولياء حتي أم مرحي الشيخ الطيب وعلي حفافي النيل شرقاُ وغربا وهم أغلبُ سكان الولايةُ يتداخلُ وجودهم ونشاطهم الزراعي – اراضي ومشروع – مع النشاط الكُلي لولاية الخرطوم بل ولقد كانت الجُروف التي تمتدُ علي الضفة الغربية للنيل الابيض مُسجلةً كملكٍ حُر باسم اهالي منطقة الجموعية بكافة فروعهم وبطونهم وافخاذهم منذُ 1925
وهي إن شئتَ الدقةَ تمتد من الإذاعة والمجلس الوطني حتي خزان جبل أولياء مساحتها حوالي 45 الف فدان.
ظّل أهالي المنطقة يعتمدون في معاشهم وزراعتهم علي هذه الجروف منذ مئات السنين وهي أول أراضي زراعية تم تسجيلها في السودان عام 1905 علي يد عامر افندي وهو مِصري وسمي تسجيلها وقتها بتسجيل ( دفتر) لانه كان سابقاً لقانون تسجيل الاراضي وبعدصدورقانون الاراضي سنة 1925 تم تسجيل أراضي جروف الجموعية والتي تتميّز بالخصوبة العالية لانها عبارة عن ترسبات الطمي فهي تعتبر أجودُ انواع الأراضي الزراعية علي الاطلاق يغمُرها النيل في فترة فيضانه موسم الخريف من شهر أغسطس وحتي شهر أكتوبر وبعد رجوع النيل تتم زراعتها بالخُضروات التى تُغذّي أسواق العاصمة فيستفيد المُزارع ويستفيدَ سُكان العاصمة.
الجموعية عندما تَسعرت حرب الخامس عشر من أبريل استمسكوا بأرضهم رغمَ تكالب الجنجويد بأسوارِ منطقتهم ولقد أخطأ بعضُ أبناء المنطقة باتاحة الفرصة لهؤلاء بالاستيطان وشراءُ منازل في بعض القُري دون استبصارٍ لدوافع حميدتي ورهطه ثم وحين قامت الحرب استوثق الناس مع الجنجويد عهداً بعدم التعرض للاهالي والجنجويد لا عهدَ لهم ولا ذّمة ليقوموا غدارةً بنهب وقتل الناس غيرَ أنهم لاقوا حتفهم أمامَ ثُلةٍ من الأبطال يروون بدماءِ شبابهم أرضُ الآباء والأجداد في ملاحمَ بطوليةٍ قضي بها شهيداً المئاتُ شهيداً تلو شهيد.
إنجلاءُ معركةُ الجموعية بدحر ملاقيطُ الشتات سوف تخلُد في سِفرِ المجد غيرَ أنها تفتحُ باباً لإعادة تنسيقُ جهود هؤلاء في إدارةِ مُحافظاتِ أم درمان المركزية وتأمين حدودها دروعٌ تحمي بيضةَ العاصمة الوطنية وأن تلتفت حكومة الخرطوم ورأس الدولة إلي أن الجموعية هم أرجي لأمن أمدرمان الكبري وأقدرُ علي إدارة دولابُ عملها.
الجموعية مقبرةُ الجنجويد فهؤلاء رغم صحيفة الشُهداء الأبرار إلا أنهم استطاعوا دون فزعٍ من أحدٍ قتل الأوباش قِتلةً تُشفي الصدور هذا فضلاً عن تداعي أهلها والتفافهم وإيواء بعضهم بعضاً واغاثتهم وفي ذا قامَ قريب الله أسد الله كتابةً يرسمُ لوحةً لأحد زعامات الجموعية يستضيفُ اللائذيّن بدارهِ من القُري التي نهبها الجنجويد إذّ يكتبُ قريب الله بعنوان عم الأحمر..الخط أحمر:-
(..وفي هذا اليوم أقفُ عند واحدةٍ من مِنح هذه الحرب عند سيرة رجل وقامة من قامات اهلي الجموعيه عمي
الأحمر ( محمد احمد عثمان فضل الله ) لم يُقعده المرض الذي سكن جسده وابتلي في حبيبتيه وصبر وهاهو يستضيف بداره العامرة الرحبه رحابة صدرة وقلبه الممتلي عزة وكرم وشهامه ونبل (كل القوة بيتي جوه) فوق المائة من اهله
هذه القوة اهله من “كدي” جميعا واقسم ان لايتخلف منهم احد وهو يذرف الدموع خليط حزن علي الحال وفرحة بقدوم اهله وكان الكرم وحسن الضيافة في ابهي صُورها
كريما جودو جود اروش
خريف الدالي والمزموم
كرم اروش لان الحرب لم تترك اخضرا او يابسا وبرغم ذلك عمنا الأحمر سكينه حمراء وقلبه ينبض بالحب
خريف الدالي لانه كثير ووفير و بمحبه وبشاشه
اقول ان هذه الحرب أخرجت لنا هذا الكنوز وعرفتنا بمعدن الرجال وهم كالذهب اكسبتهم الحرب بريقاً ولمعاناً وصفاءً ونقاءً
الكرم والجود صفات قل وندر أن توجد في هذا الزمان لكن تمشي علي رجلين عند عمنا الأحمر وما خالد الأحمر ( ابنه ) بأقل من والده حيث رضع هذة الخصال الكريمه والصفات النبيله
لله دركم آل الأحمر
ولله دركم اهل ام عوينة جميعا
لكم من الله خير الجزاء ومتعكم الله بالصحة والعافية وعفوه ورضاه وفي ميزان حسناتكم
وتظل هذه الوقفه تاج علي روؤسنا وبلسمٌ يداوي ويشفي الامنا وجروحنا وهذه الأيادي الحانية والتي امدت نحو أهلنا حنو المرضع علي الفطيم اسأل الله ان يكرمهما ويجزيهما عنا الجزاء الاوفي
انه القادر وانه الناصر والرحمن الرحيم
نصر من الله وفتح قريب
وحسبنا الله ونعم الوكيل
قريب الله أسد الله
5ابريل2025)