وضع المواطنين آمال عريضة وتطلعات كبيرة تجاه زيارة رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك للولايات المتحدة الأمريكية وكانوا يأملون في أن تنعكس إيجابا على الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد حاليا إلا أن آمالهم وأحلامهم تبددت بسبب النتائج غير المتوقعة للزيارة بالرغم من اللقاءات المكثفة التي أجراها رئيس الوزراء مع ممثلين لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والوعود التي تلقاها حيث لايزال الغلاء الفاحش في الاسواق والارتفاع الجنوني في أسعار الدولار مستمر ولا حلول واضحة تلوح في الأفق.
وعزا د. عماد جامع استاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية ارتفاع سعر العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية الي تذبذب سياسات بنك السودان في إدارة الإقتصاد وعدم وجود سلع للصادر تتميز بالجودة والكفاءة حتى تنافس عالمياً فضلا عن إتخاذ التجار الدولار كسلعة للمضاربة فيها داعيا الي ضرورة انتهاج البنك المركزي لسياسة نقدية واضحة تعزز من قدرات الاقتصاد الوطني عبر تمويل القطاعات الإنتاجية في البلاد.
من جانبه قال الخبير الإقتصادي ياسر الفادني ان المضاربة في أسعار العملات الأجنبية حولت حياة المواطنين الي رهق يومي باعتبار ان معظم السلع الأساسية والأدوية يتم استيرادها من الخارج مما يستدعي الحكومة لإستيراد هذه السلع بالدولار الأمر الذي يضاعف الطلب على الدولار في السوق الموازي وهو ما يؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار ودعا الفادني الحكومة لتنفيذ استراتيجية إحلال الواردات ومضاعفة الصادرات وزيادة الإنتاج في السلع الاستراتيجية حتى لاتحتاج البلاد للإستيراد من الخارج مؤكدا على ضرورة تشديد الرقابة على السوق الموازي ومحاربة تجارة العملة خاصة وأن لها آثار كارثية على الاقتصاد القومي.