الهجوم الغادر يوم الاثنين للمحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء الانتقالي دكتور عبدالله حمدوك يثير العديد من التساؤلات أولها غرابة الفعل في حد زاته هو الاغتيالات السياسية من هذه الشاكلة حيث تعتبر دخيلة علي المجتمع السياسي السوداني الذي لم يعرف الاغتيالات طيلة عهود الصراع السياسي السوداني نعم ربما عرف عنف الدولة الا انه يظل عنف محتكر للجهة القانونية المحددة مهما اساءت استخدامه ولكن الإرهاب بهذا الأسلوب يشكل ظاهرة جديدة جديرة بالدراسة . وكنا قد تناولنا الحديث عن بنية الإرهاب المتوفرة في البلاد نتيجة سياسات النظام الساقط الذي أتاح لتكثير من الجماعات الإرهابية الغطاء الامن الذي هيأ لها ممارسة حياتها وإدارة تنظيماتها السرية دون خوف او ملاحقة , وربما ما حدث لرئيس الوزراء هو نتيجة للتضييق علي هذه الخلايا الإرهابية وجيوبها المنسية منذ عهود النظام المخلوع خاصة وان لجنة الامن والدفاع العليا اتخذت خطوات جادة لمكافحة الإرهاب منها مراجعة الجوازات الدبلوماسية والعادية التي تم منحها لبعض هذه الجيوب الإرهابية ضمن سياسة النظام الساقط في تعامله واستخداماته لهذه الجماعات فهل ماحدث هو محاولة انتقام لبعض هذه المجاميع الإرهابية وخلاياها النائمة ؟؟ خاصة وانه لم يبعد العهد بكشف السلطات الأمنية لاحدى هذه الخلايا الإرهابية ( شرق النيل ) وقد جاء في اعترافاتها نيتها في اغتيال بعض الشخصيات والرموز السياسية منها حمدوك نفسه . ام ترى ان ماحدث هو نتيجة للتقارب الكبير في الأيام القليلة الجارية مابين المكونيين العسكري والمدني وهو اتجاه استعدل بوصلة أجهزة حكم الفترة الانتقالية وتصميمها نحو معالجة أوضاع الوطن الجريح , فمن ترى تكمن مصلحته في تفجير الأوضاع وكامل المشهد السياسي ويتمنى ان يرى السودان دوما مازوما تكتنفه الصراعات السياسية والحزبية المقعدة به عن تحقيق أي انجاز او تطور ؟؟!! ام انها بروباغندا علي الطريقة الأوروبية في تلميع حمدوك بعد فشل الحكومة الكبير في معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بالبلاد حتى لجأت الي تكوين لجنة عليا لمعالجة الازمة برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول محمد حمدان دقلو وتنامي شعبية العسكر مقابل انحسار شعبية المدنيين واكبر رموزالمدنية والحكومة المدنية حمدوك ، فكان هذا السيناريو الفطير الذي تم اعداده علي عجل , ليرفع من شعبية حمدوك التي فقدت الكثير حتى لجان المقاومة , الحامي الرئيس للثورة والقوة الحقيقية التي تسنده , لانه لا ينتمي لاي حزب كما هو معلوم ؟! . ام ان التفجير هو محاولة ماكرة للزج بالدولة العميقة وبقايا الإسلام السياسي في محرقة قادمة وشيكة تنتظرهم نتيجة لاشتراطات بعض الدوائر والمحاور الإقليمية لضربهم حتى توفر الدعم السياسي والمالي للحكومة الانتقالية وكأن هذه المحاور لم يعجبها البطء الذي تتعامل به الحكومة في حسم جماعات الإسلام السياسي !؟ ام هل ترى ان الامر متعلق بزيارة المسؤول الأمريكي الكبير الي البلاد ومحاولة الإيحاء له عبر إعطائه مؤشرات خاطئة للأوضاع في البلاد ولا سيما ويأتي الامر بين يدي زيارة مرتقبة الي أمريكا من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان وأول مطالبها المعلومة رفع اسم السودان من اللائحة الامريكية الراعية للارهاب ؟؟!. جميعها سيناريوهات يمكن ان تمثل قراءة تحليلية أولية لمقاربة حادث محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء حمدوك , التحقيات الأمنية والأيام وحدها كفيلة بترجيح أيا من السيناريوهات السابقة تمثل تفسيرا لحقيقة ماحدث ومهما كان الامر الا ان الإرهاب والاغتيالات السياسية يبقي عادة دخيلة علي المشهد السياسي بالبلاد وانه اذا ضربها سوف يمثل بداية النهاية للدولة وتفكيكها الي دويلات متحاربة ؟؟!.