أثر وباء كرونا بشكل كبير جداً على الأنشطة الاقتصادية والتجارية الدولية حول العالم، فكثير من الدول أغلقت حدودها ومعابرها امام حركة البشر والبضائع ماعدا المنتجات الغذائية، ولازال العالم مصاب بالرعب من خروج التنين الصيني المارد الاقتصادي العالمي من حركة الاقتصاد العالمي. وتسائل عدد من الخبراء والمحلليين عن خيارات وخطط وزارة المالية لاحتمالية خروج اكبر شريك إقتصادي للسودان من حركة التبادل التجاري خاصة واننا نستورد 95% من وارداتنا من الصين؟ فما هي البدائل المطروحة لتعويض عدم الاستيراد من الصين إذا إستمر وباء كرونا في الانتشار ولم تتعافى الصين تماماً؟ وكيف ستخفف الحكومة معاناة المواطنين الذين سيواجهون بإرتفاع كبير في أسعار كل السلع المستورد وسيواجهون جشع كبير جداً من التجار في ظل عدم وجود أليات للرقابة على الأسعار في السوق. وأوضح الأستاذ احمد حسن عمر الخبير والمحلل الاقتصادي أن السودان لن يكون إستثناءاً في التأثيرات الاقتصادية التي أحدثها إنتشار وباء كرونا في العالم، وتوقف حركة الطيران بين الدول، وتوقف تبادل البضائع. مبيناً أن كثير من الدول العظمى في كل قارات العالم تعاني من هذه الاثار والسودان ضعيف جداً إقتصادياً ويحتاج لخطط ومعالجات قصيرة وطويلة المدى. منوهاً إلى أنه لايعتقد ان لوزارتي المالية والاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة خطط طوارئ لمواجهة أثار كرونا الاقتصادية الماثلة الان للمفاجأة الكبيرة لانتشار الفيروس ولسرعة تمدده وإنتشاره التي عجزت دول عظمى عن مواجهتها. وشدد عمر على ضروة ان تعد الحكومة الان خطط طوارئ عاجلة لمواجهة الاثار والتحديات الاقتصادية التي ستنجم عند عدم إمكانية الاستيراد من الصين في الوقت الحالي بتنشيط تجارة الحدود البرية مع الدول الصديقة للسودان مع الوضع في الاعتبار الاحتياطات اللازمة لمكافحة كرونا وتنفيذ كل الاحتياطات والإجراءات الاحترازية لعدم دخول الوباء للسودان عبر هذه المنافذ. وعلى صعيد متصل دعا الدكتور أسامة سعيد محمد إبراهيم وزارتي المالية والاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة لوضع حلول عاجلة لتدبير إستيراد الادوية والعقاقير الطبية وأدوات المكافحة لتأهيل مراكز الحجر الطبي لمقاومة إنتشار المرض وتوفير الاحتياجات المدرسية للعام الحالي دون تأخير لرفع الأعباء الاقتصادية والمالية المتوقعة عن كاهل أولياء الأمور والتلاميذ بمختلف المراحل التعليمة وكذلك العمل على توفير قطع غيار سيارات النقل والمواصلات والقطارات والسكك الحديدية والتي في معظمها صينية دخلت الخدمة قريباً حتى لاتصاب هذه القطاعات بالشلل وتتوقف تماماً.