إن أول تجربة تاريخية تمر بها المنظومة العسكرية والأمنية بالبلاد كانت في الفترتين الاستعماريتين التركية السابقة ١٨٢١ ١٨٨٥ ثم حقبة الحكم الثنائى ١٨٩٩ ١٩٥٦ وصحيح أن عملية الترتيبات العسكرية والأمنية لم تتم بالطرق الوطنية المتعارف عليها اليوم وإنما جاءت وفق رؤية ومخططات الاستعممار مخططاته في كيفية إدارة المستعمرات سياسيا واجتماعيا وإداريا وتنظيميا واقتصاديا بحيث يكون العنصر والموارد البشرية قاسما مشتركا أعظم في الخدمتين العسكرية والمدنية وهذه رؤية تأسيسية حول تحديات المنظومة لن تكون حاضرة الا في حالة بلوغ الرؤية الوطنية المجردة محطة الحقيقة أولا ثم المصالحة فالذي جري في الحقبتين الاستعماريتين لا يسأل عنه الشعب السودانى ويسأل عنه قطع شك الحكومات الوطنية المتعاقبة حال مضيها علي سياسات الاستعمار التي اشرنا إليها بوقع الحافر ثم جاءت الترتيبات العسكرية والأمنية الثانية في الفترة الانتقالية الأولي ١٩٥٣ ١٩٥٦ الفترة التي عرفت بفترة السودنة وما أدراك بالسودنة والتي غطت كافة قطاعات ومجالات الدولة ولكن بطرق وأساليب ممرحلة اولها الترتيبات السياسية المبكرة ثم الترتيبات التشريعية المجلس الاستشاري لشمال السودان بقيادة محمد صالح الشنقيطي ١٩٤٨ ثم جاءت الترتيبات العسكرية والأمنية الثالثة ابان اتفاقية أديس ابابا ١٩٧٢ بين نظام مايو وحركة أنانيا ون والتي أخذت باسلوب الدمج والتسريح وفق معايير جمعت بين قسمات القانون وأقسام السياسة وتوازناتها وفن ممكنها ثم حدثت ترتيبات عسكرية وأمنية متفرقة وفق أسس معينة شملت فترات المصالحات الوطنية واتفاقيات السلام بمراحلها المختلفة ثم جاءت أكبر مرحلة من مراحل الترتيبات العسكرية والأمنية في تاريخ المنظومة مابعد الاستقلال في اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥ ٢٠١١ والتي تم إعدادها سياسيا تحت شرطي الوحدة أو تقرير المصير وفي الحالتين وضع المنظومة مختلف فكانت نواة العملية هي منظومة القوات المشتركة التي نجحت في الجنوب بعامل الانفصال السلس وذات القوات قدت السلام في الشمال أي السودان والسبب الجوهري ضبابية الترتيبات السياسية بدء من المشورة الشعبية مفهوم ومضمون وممارسة وكذلك دغمسة الشراكة والانتخابات وقبل ذلك ضبابية وضعف برتكول المنطقتين مقارنة ببرتكول نيفاشا الخاص بجنوب السودان الذي احكمت ترتيباته من الألف الي الياء وبجداول زمنية موضوعية محددة أما المنطقتين فلابواكي لها لان قادتها من الطرفين اثروا النوم علي أحضان الثعالب وفي جحار المرافعين والافاعي كوبرا و ابو دقاف وابودرق الجدادي ومديشنة وام نوامة والبرل ثم نحن اليوم في المرحلة الخامسة للترتيبات العسكرية والأمنية التي تمر بها المنظومة في تاريخ البلاد ولنا عودة باذن الله حول هذه الترتيبات ألجارية التي تحيط بها تحديات كبيرة ومهددات خطيرة ولكن مقدور عليها باذن الله بشرط أحكام الرؤي التحضيرية الوطنية الاستراتيجة مدعمة بورقات حول المسكوت عنه سياسيا واجتماعيا وتاريخيا وامنيا بالسودان كل ذلك من أجل وطن يسع الجميع لاخائن ولا خيانة ولاخونة ولامتمرد حامل سلاح ولامتمرد حامي مصالح ضيقة داخل هياكل الدولة.