
يحمد لوزير الشؤون الدينية مفرح أنه اعتذر عن خطئه غير المقصود ، ولكن رغم ذلك نود ان نستجيب لطلبه بأن نناصحه ونصححه كما طلب.
اولا : نصحتك من قبل يا استاذ بالا تخوض فيما ليس لك به علم ، خاصة في القضايا الفقهية والشرعية ، فقد قلت ، يا هداك الله ، في احدى المرات (إن النفس الانسانية مقدمة على الدين) ، ثم بعد أن بينا لك أن الله تعالى اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة وان الانسان يضحي بنفسه ، جهادا في سبيل الله ، وان جمهور العلماء اجمعوا على تقديم الدين على النفس وعلى بقية المقاصد الشرعية ، سيما وأن الله تعالى ما خلق الجن والانس الا ليعبدوه سبحانه ، اقول إنك عدت بعد تلك المناصحة فقلت إن (الابدان مقدمة على الاديان)!
لا تنس يا استاذ انك مفترض ، بحكم منصبك الذي يضاعف من مسؤوليتك ، أن تكون حامي حمى الدين ، لأن الله سائلك عنه يوم يقوم الناس لرب العالمين.
لن (اغرق) مجددا في حديثك عن بحثك الدؤوب عن عبدة الأوثان ، باعتبارهم كما قلت (جزءا من منصبك) ولا عن دعوتك المتكررة لعودة اليهود الى السودان ، قبل ان تدعو لتلك العودة للنازحين من بني وطنك! لكني ارجو أن تتذكر أن هناك علماء افذاذ في مجمع الفقه الاسلامي يمكن أن يغنوك عن الحديث في المسائل الفقهية والشرعية فهلا وسدت الامر اليهم حتى لا تعرض نفسك لتلك المواقف المحرجة ، ثم إنه حتى إن اضطررت لالقاء كلمة يقتضيها موقعك الوزاري ، يمكنك أن تكلف ايا من علماء المجمع الفقهي أن يكتبها لك ، وهذا عرف معمول به على مستوى العالم اجمع ، ولا حرج فيه البتة.
حتى البيان القصير الذي اعتذرت من خلاله على الخطأ الذي ابدلت به سورة (التوبة) بسورة (المائدة) كان من الممكن أن يصحح ويصوب قبل النشر حتى تتجنب تلك الأخطاء اللغوية التي ظهر بها ، فعلى سبيل المثال ورد في بيانك العبارة التالية 🙁 وجاء في معرض الحديث كلاما عن الرحمة) والصحيح (كلام) بضم الكلمة ، وهذا خطأ كبير لا يغتفر لتلميذ في مرحلة الأساس ، لان كلمة (كلام) فاعل مرفوع بالضمة وليست مفعولا به!
كلمة اخيرة اختم بها تتعلق بقولك يا استاذ إنك لم تتقدم لموقعك الوزاري (بعلمك ولا بتفوقك).
أشيد بهذا التواضع والاقرار بان هناك من هو اولى منك علما وخبرة بالمنصب الوزاري ، فقد ابنت كيفية اختيارك للموقع بالعبارة التالية (اختارتنا الظروف) ثم قلت (لو قدر لنا أن نختار لاخترنا ان نكون تلامذة في حلق العلم) يا سلام على هذا التواضع العظيم ولكن!
هل بالله عليك احتججت وثرت فعلا في وجه من اختاروك أو اعتذرت لهم بانك لست اهلا للموقع وان هناك علماء افذاذ هم اولى به منك ، أو قلت لهم فعلا أنك تفضل أن تكون (تلميذا في حلق العلم) لكنهم اصروا عليك أن تقبل وتتخلى عن (حلق العلم)؟!
على كل حال (العترة بتصلح المشي يا مفرح ونتمنى ان تكون آخر العترات!
كلمة اخيرة اقولها للقحاتة الذين رشحوا مفرح ليتولى وزارة الشؤون الدينية وكذلك لرئيس الوزراء حمدوك ..بالله عليكم هل صدقتم والتزمتم بالبيان السياسي الذي حدد ان يتم اختيار حكومة (كفاءآت وطنية) وانتم تختارون مفرح واكرم والقراي وبنت البوشي وغيرهم من (الكوارث الوطنية)؟! وهل مفرح بديل امثال دكتور عصام البشير نائب الاتحاد الاسلامي العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم الالاف من جهابذة العلماء في مختلف انحاء العالم ، وهل اكرم بديل لبروف مامون حميدة الخبير الدولي في منظمات عالمية والمدير السابق لجامعة الخرطوم ، والذي خرج من ذلك الموقع الفريد رفضا لقرارات رآها خاطئة في حق الجامعة؟!
سنصبر ولكن الى حين ، وشكرا للكورونا التي منحتكم عمرا جديدا!
كوش نيوز